فلسطين أون لاين

وصلت قيمة التبرعات 2.5 مليون شيقل

تقرير بـ"عائلة واحدة".. "موظفو غزة" يُقدِّمون "هدية جميلة" للفقراء

...
غزة - يحيى اليعقوبي

تجتاح التساؤلات الداخلية المواطن خليل الحوم (50 عاما) من سكان مخيم البريج وسط القطاع، بعد أن استنفد كل محاولات إصلاح غاز الطهي المتآكل، قبل أن تصله رسالة هاتفية تخبره بمساعدة مالية قدرها 200 شيقل، كانت له "هدية كبيرة قدّ الدنيا" كما يصفها.

يقول الحوم لصحيفة "فلسطين": "هذه المساعدة رغم قلتها خففت عني الكثير، لأننا نستهلك الغاز بشكل مستمر؛ ولا يمكن في هذه الظروف كوني متعطلا عن العمل توفير مبلغ 200 شيقل ثمنا لغاز جديد".

ينفعل بعفوية تتبعها ابتسامة غمرته: "الحمد لله أجت من عند ربنا، فوضعنا مأساوي ولدي 9 أبناء".

وهنا مثلت الرسالة الهاتفية التي وصلت علي طبازة "هدية جميلة" سقطت على قلبه، فكحال سابقه لم يستفد من المساعدة القطرية إلا مرة واحدة، وهو غير مستفيد من مساعدات الشؤون الاجتماعية، وأبعد ما كان يتوقع أن تصله مساعدة في هذا التوقيت. ولا يخفي ذلك لصحيفة "فلسطين" قائلا: "جاءت في وقت مهم وضروري بالنسبة لي، سبقها نفاد أسطوانة الغاز لدي.. والحمد لله استطعت تلبيتها".

وقال: "رغم قلتها فإنها جاءت في وقت حساس بالنسبة لي، فلذلك أراها 2000 شيقل وليست 200 (..) الآن سأذهب للسوق لشراء الأغراض الضرورية لي".

وأطلق موظفون في الوزارات الحكومية بقطاع غزة مبادرة "عائلة واحدة" رغم أزمتهم الصعبة فهم لا يتقاضون سوى 40% من رواتبهم، تعتمد على التبرع الاختياري من مستحقاتهم المتراكمة على الحكومة، وتستهدف الأسر المتعففة معدومة الدخل التي لم تستفد من المساعدات الموزعة خلال الفترة السابقة.

وصرفت وزارة المالية مبلغ مليون شيقل من إجمالي قيمة التبرعات التي دفعها الموظفون من مستحقاتهم البالغة حتى اللحظة مليونين ونصف المليون شيكل لصالح المبادرة، وبدأت بصرف الدفعة الأولى الأربعاء الماضي.

وبحسب القائمين على المبادرة تبرع أحد الموظفين بمبلغ 320 ألف شيقل (94 ألف دولار)، وموظف آخر بمبلغ 10 آلاف دولار، وآخر 4 آلاف دولار.

موظف متبرع

"لدي مستحقات على الحكومة تقارب نحو 60 ألف شيقل، تبرعت منها بمبلغ 7 آلاف شيقل، لأن هناك أسرا بحاجة إلى الشيقل الواحد"، يبدأ الموظف إبراهيم أبو فول حديثه لصحيفة "فلسطين" عن دافع مشاركته بالمبادرة، ويقول: "صحيح أننا نعيش ظروفا صعبة، لكن هذا لا يمنعنا من التبرع لصالح العائلات الفقيرة".

وأضاف أبو فول: "الحقيقة أنني لا أستطيع وصف مشاعري، لأن المبادرة نجحت خاصة أنها جاءت في وقت وظروف صعبة بالأساس، لا يوجد دخل لتلك العائلات، والشيء المهم هنا أن العائلات المستفيدة لم تستفد من المساعدات السابقة".

قواعد ومعايير

وقال عضو لجنة مبادرة "عيلة واحدة" إسماعيل الثوابتة: إن المبادرة اعتمدت على قواعد بيانات وزارة التنمية والشؤون الاجتماعية، فالأخيرة تمتلك قواعد بيانات كبيرة يتم تحديثها بواسطة باحثين اجتماعيين، واعتمدت على معايير محددة ومضمونة من خلال قاعدة بيانات الوزارة، بأن تكون العائلات المستهدفة غير مستفيدة من أي مساعدات سابقة.

وأضاف الثوابتة لصحيفة "فلسطين" أن ثبات الصرف الشهري ونسبته يعتمد على عملية الإيرادات لوزارة المالية، وهي عملية غير منتظمة، لكن الصرف سيكون شهريًا وكل دفعة تستهدف 5 آلاف أسرة جديدة.

وأوضح أن المبادرة جاءت في إطار الشعور بحال عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة التي لا يصلها شيء من مساعدات المنحة القطرية والشؤون الاجتماعية.

وأشار إلى أن المبادرة تعول على ما يزيد من الفائض الحكومي بعد صرف نسبة 40% من رواتب الموظفين، وكذلك الأوامر المالية والنفقات التشغيلية، وتأتي في وقت تبلغ فيه مستحقات الموظفين المتراكمة على الحكومة أكثر من ثلاثة مليارات شيقل.

وحول آلية الاشتراك أفاد الثوابتة بأنه بإمكان أي موظف الاشتراك بالمبادرة بشكل اختياري، من خلال خطوات محوسبة تبدأ بالدخول إلى الحساب الحكومي الموحد، ويقوم الموظف بوضع مبلغ من مستحقاته في خانة تسمى "حافظة"، ومن ثم يذهب لرابط آخر ليتبرع من هذه الحافظة لصالح مشروع "عيلة واحدة" ثم تصل رسالة هاتفية برقم "كود" فيدخله بخانة للتحقق من عملية التبرع.