فلسطين أون لاين

لا حل للسلطة.. ولكن لماذا؟!

حل السلطة.. لماذا لا تفكر قيادة المنظمة بحل السلطة ردا على صفقة القرن؟! قبل الإجابة عن هذا تجدر الإجابة عن سؤال: ماذا نعني بحل السلطة؟! أي ما مفهوم حلها؟ وما تبعاته؟ وهل نحن نستطيع تحملها؟!

نحن إذا أمام عنوان كبير، تتفرع منه عناوين، وكأنها سلسلة متصلة بعضها ببعض. وما يعنيه مفهوم حل السلطة هو العودة بالضفة والقدس وغزة إلى وضعية الاحتلال المباشر الذي كان قبل اتفاقية أوسلو. وهذه العودة تعني إلقاء أعباء الأرض المحتلة على الاحتلال وانتهاء دور الوكيل الذي هو السلطة. يجلس الوكيل في بيته، ويمارس صاحب العمل الاحتلال بنفسه. لا سيما في باب الخدمات المدنية، والمسؤولية عن السكان.

ما من شك أن الاحتلال المباشر مكلف ومتعب، ولا تستطيع القيام به الدولة الاستعمارية المحتلة، ووجود الوكيل عنه يريحه، ويخفض تكاليف الاحتلال. الاحتلال يفرض على الوكيل شروطه، ويحدد له إطار العمل مقابل عطاء، إن التزم بالشروط أصاب العطاء، وإن خالف تخلف عنه العطاء، وفقد امتيازات الوكالة.

يقول أحد المحللين الإسرائيليين: محمود عباس لن يحل السلطة بسبب صفقة القرن، لأنه ببساطة جاء من المنفى بحسب اتفاق أوسلو وكان ( طفرانا) بهذا المصطلح الذي يعني أنه لا يملك من المال شيئا! والآن باتفاق أوسلو والسلطة، جمع بين الحكم والمال، فهو وأبناؤه أغنى أغنياء الضفة وغزة. ابنه طارق يحتكر تجارة الهواء، وتجارة الدخان، وتجارة المواد الغذائية، وقبل فترة باع فندق (الفور سيزون) بستين مليون دولار!

من كانت هذه حاله وحال أولاده لا يمكن أن يفكر في حل السلطة أو حتى يناقش الفكرة، وهل هو في مصلحة الشعب والقضية أم لا. من كانت هذه حاله يقضي فورا وبلا نقاش أن حل السلطة غلط، ولا يجدر أن نفكر فيه، بل يذهب إلى أن السلطة مكسب يجب البناء عليه.

إذا هل السلطة باتت بالتحول التدريجي إلى مشروع شخصي وعائلي؟! قلت ربما، فكل الحكام العرب تحولت بلادهم إلى مشاريع عائلية وشخصية، لذا شعوبهم تتراجع، وهم يتقدمون، الشعب يفقر، وهم يغنون، الشعب يعاني وهم يرقصون! جل الشعب الفلسطيني يوافق على حل السلطة، ولا يرفض ذلك إلا عباس وحاشيته التي استغنت بالسلطة، وتخشى الدائرة إذا حل الشعب السلطة. النتيجة: الاحتلال مكيف، لأنه نجح في إحكام صنعته، وحماية نفسه بوكيل يخدمه رغما عن شعبه.

أما قول من قال إن حل السلطة يضر بمصالح الموظفين، فهذا كلام فارغ، وآخر ما يفكر به الوكيل، ولكنه يتخذه شماعة، لمواجهة المطالب الشعبية في حل السلطة. الموظف هو الموظف بسلطة، أو باحتلال مباشر.