يزعم صائب عريقات، وحسين الشيخ، وأحمد مجدلاني، وغيرهم أن حياة محمود عباس في خطر، وأن (إسرائيل) تريد أن تتخلص منه كما تخلصت من ياسر عرفات ، لأنه رفض صفقة القرن، ومن ثمّ قال داني دانون إن التسوية ستكون بعد رحيل عباس؟!
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند سماع هذه المزاعم، لماذا؟! أي لماذا تذهب (إسرائيل) لاغتيال عباس كما اغتالت ياسر عرفات، وقد وفر لها عباس كل الظروف الممكنة لاقتلاع المقاومة في الضفة الغربية، وبحسب إحصاءات 2019 أنه أحبط 450 عملية ضد الاحتلال في الضفة من مجموع أقل من 500عملية. إن عباس قدم كل ما يستطيع ( لإسرائيل) للتقدم في عمليات الاستيطان دون مقاومة فلسطينية حقيقية للاستيطان، وفتح أمام (إسرائيل) مجال التطبيع مع الدول العربية والإسلامية. فهل يعقل أن تغتال (إسرائيل ) من قدم لها هذه الخدمات؟!
ليس دفاعا عن (إسرائيل)، فهي تقوم بكل الموبقات مع من والاها، ومع من نكرها، ولكنها أحيانا ترى أن إقامة تماثيل لرجال خدموها في تل أبيب هو أقل مكافأة لمن خدمها خدمات جليلة. وإن ما قدمه لها زعماء عرب من بينهم محمود عباس جدير بهذه المكافأة.
من يزعمون أن حياة عباس في خطر، وأن الظروف القائمة الآن هي الظروف التي كانت عند اغتيال عرفات، إنما يبحثون عن آليات تساعدهم على البقاء في مناصبهم وامتيازات دون مواجهة حقيقية لصفقة القرن، تحت مزاعم الاغتيال. اغتالت (إسرائيل ) عرفات لأنه ساعد في تفجير انتفاضة الأقصى، فماذا فعل عباس من أضرار لها حتى تغتاله (إسرائيل) ؟!
الشعب لا يصدق مزاعم عريقات، والشيخ، ومجدلاني، لأنهم منتفعون من هذه المزاعم، ولم يعد الشعب ضعيف الذاكرة، بعد أن عاش مع هذه القيادات التي تعتاش من جيب عباس ورضاه.
عباس لا يمثل تهديدا لصفقة القرن، وعريقات والشيخ ومجدلاني لا يمثلون خطرا على (إسرائيل) ، وإن أحاديثهم في صفقة القرن، ومزاعم اغتيال عباس هي مناورات تحرٍ ضد شعب مجروح، حرمته فتح من قيادة نظيفة، وتعمل على بقاء الحال على ما هو عليه.
اغتيال عباس إن حصل، وهو أمر مستبعد، لا يحمل جديدا في سياسة العدو، الذي اغتال عرفات وأحمد ياسين ، والرنتيسي وغيرهم. فلا تضخموا التهديدات لأن التضخيم وحده لن يصنع الأبطال؟!