تبدأ في 17 آذار/مارس محاكمة بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الوحيد في تاريخ دول الاحتلال الذي اتهم خلال ولايته بالفساد في عدد من القضايا، أي بعد أسبوعين من انتخابات تشريعية حاسمة يصارع فيها للبقاء سياسيا.
وأعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية في بيان مقتضب اليوم الثلاثاء "ستتم تلاوة لائحة الاتهام بحضور نتنياهو في 17 آذار/مارس المقبل" في المحكمة المركزية في القدس.
تم إعلان موعد المحاكمة بينما يقوم رئيس وزراء الاحتلال البالغ 70 عامًا بحملته للانتخابات التشريعية التي ستجري في الثاني من اذار/مارس، وهي الثالثة في عام واحد بعد فشل كل من نتنياهو ومنافسه زعيم المعارضة بيني غانتس في تشكيل حكومة ائتلافية.
ووجهت وزارة القضاء الاسرائيلية في 28 كانون الثاني/يناير الماضي إلى نتنياهو تهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة بعيد تخليه عن طلب قدمه إلى البرلمان لمنحه الحصانة من تهم الفساد الموجهة إليه.
وكان خصومه قد حشدوا أغلبية في البرلمان لحرمانه الحصانة.
وينفي نتنياهو التهم ويقول إنه ضحية حملة ذات دوافع سياسية.
وقدم افيخاي مندلبليت المستشار القضائي للحكومة لائحة الاتهام إلى المحكمة المركزية في شارع صلاح الدين في شرقي القدس المحتلة، حيث سيحاكم نتانياهو بتهمة الفساد عبر تلقي هدايا فاخرة.
وبموجب القانون الإسرائيلي، لا يتنحى رئيس الوزراء إلا في حال إدانته وبعد استنفاد كل فرص الاستئناف.
ويسعى نتنياهو للبقاء في المنصب الذي يشغله منذ نحو 14 عاما. وهدفه أن يفوز ائتلافه اليميني على ائتلاف "أزرق أبيض" الوسطي بقيادة بيني غانتس في الانتخابات العامة بحيث يمنح تفويضا جديدا.
وقد أعد في اليومين الماضيين وثيقة تحالف مع أحزاب اليمين ليضمن أن أيا منها لن يتحالف مع حزب أزرق أبيض لتشكيل الحكومة المقبلة.
لم يتسبب إعلان اتهام نتنياهو بالفساد في تغيير التوجهات السياسة لدى الجمهور الإسرائيلي. اذ أظهر استطلاع أخير اجرته القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي أن حزب "أزرق أبيض" بزعامة الجنرال السابق بيني غانتس سيحصل على 36 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، مقابل 33 مقعدا لحزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو.
ويبدو أن كلا من الحزبين مع حلفائه لن يتمكن اثر الانتخابات المقبلة من تشكيل حكومة جديدة. فغانتس مع حلفائه في اليسار، ونتنياهو مع حلفائه من المتدينين المتشددين والأحزاب اليمينية المتطرفة، لن يستطيع الحصول على 61 مقعدا لتشكيل هذه الحكومة.
وبعد زيارة أخيرة لواشنطن حضر خلالها اعلان الخطة الأميركية لحل النزاع في الشرق الأوسط مؤكدا أنها "تاريخية ومهمة لتشكيل حدود (إسرائيل) النهائية وضمان أمننا للأجيال القادمة"، توجه نتنياهو إلى موسكو حيث نجح في ضمان الافراج عن إسرائيلية تحمل أيضا الجنسية الأميركية محكومة ومعتقلة في روسيا بتهمة تهريب المخدرات.
وتوجه نتنياهو أيضا إلى أفريقيا حيث التقى في أوغندا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان سعيا إلى "تطبيع" العلاقات مع الخرطوم. وأعلن الاثنين أن طائرة إسرائيلية حلقت للمرة الأولى فوق السودان، مرحبا بنموذج لتحسن العلاقات مع دول معادية تاريخيا للدولة العبرية.
وبعيد اعلان موعد بدء محاكمته كتب نتنياهو على تويتر "اذا تمكن مليون ناخب من حزب الليكود من اقناع 300 ألف ناخب اضافي لم يصوتوا في الانتخابات الماضية لحزبنا بأن يصوتوا لنا، فسننتصر انتصارا كبيرا ، ونشكل حكومة يمينية، وبالتالي سنمنع (قيام) حكومة خطيرة تدعمها القائمة العربية المشتركة".