وجبة "الدونر" أو "الشاورما" التي عرفها العالم بمكوناتها المعتمدة أساسا على لحم الضأن أو الدجاج، لم تغير مكوناتها فقط في تركيا، وإنما تستعد للإبحار نحو الموائد الأوروبية بنكهة السمك المميزة.
مصنع تركي لإنتاج الوجبات الجاهزة اختار تنويع مكونات "الشاورما" لتشمل الدجاج، في مذاق جديد لاقى استحسانا كبيرا من قبل الزبائن، ما شجع القائمين عليه على خوض تجربة تصديره إلى القارة العجوز.
ولطالما ارتبطت وجبة "الدونر"، أو التي تعرف في العالم العربي باسم الشاورما، بالمطبخين التركي والشامي، حيث يتم شواء لحم الضأن أو لحم الدجاج المُتبّل على سيخ معلق بشكل قائم.
"الدونر" يرتبط أيضًا بشكل وثيق بالتاريخ العثماني، وتقول الرواية إن اختراعه جرى في القرن التاسع عشر، وتعرف عليه سكان الشام باسمه التركي القديم "ÇEVİRME" (شاورما) والتي تعني "التدوير".
مسؤولو شركة "Tek Balik Döner" التركية لإنتاج الوجبات الجاهزة، قرروا تطوير وجبة الـ"دونر" التي عرفها العالم بمكوناتها التي تعتمد بشكل رئيسي على لحم الضأن أو الدجاج.
وتعتزم الشركة ومقرها ولاية إزمير غربي تركيا، البدء بتصدير هذه الوجبة إلى بلدان أوروبية، لكن بتعديل على مكوناتها لتصبح من السمك، بدلًا من مكوناتها التقليدية.
في الواقع، بدأت الشركة لأول مرة، في إنتاج "دونر بالسمك" في أحد متاجرها بمدينة إسطنبول، بعد حوالي 4 سنوات من البحث والتطوير.
وجاء ذلك بالتزامن مع نجاح مشروع متجر "دونر بالسمك" افتتحته الشركة في منطقة "طوربه لي" بمدينة إزمير قبل حوالي 7 أشهر.
وبعد أن استكملت الشركة استخراج تصاريح التصدير الخاصة، بدأ مسؤولوها بإجراء الاتصالات اللازمة من أجل الحصول على التصاريح الخاصة بالتصدير إلى السوق الأوروبية.
طريقة مميزة
مديرة الشركة مروة آلتينصوي، قالت إن سمك السلمون والإسقمري نالا إعجاب عشاق الوجبة الجديدة التي أطلق عليها اسم "دونر السمك".
وأضافت آلتينصوي أن حفظ الأسماك المخزنة يجري في درجة حرارة 18 درجة تحت الصفر، فيما تترك عند الـ 4 درجات لمدة 8 ساعات تقريبًا قبل بدء الاستخدام.
وأشارت آلتينصوي إلى أن عملية التنظيف تجري باستخدام ملاقط خاصة من أجل تخليص الأسماك من جميع الشوك الموجود فيه، قبل مرحلة الغسيل.
وتابعت: " يتم إجراء عمليات التتبيل وإضافة البهارات، بعد تثبيت الأسماك على سيخ الدونر ".
آلتينصوي لفتت إلى أن الشركة افتتحت متجران لـ"دونر السمك" في تركيا، أحدهما في إسطنبول والآخر في إزمير، مشيرة إلى أن المتجرين حققا نجاحًا مميزًا.
وبفضل مذاقه المميز، جذب "دونر السمك" اهتمام عشاق الدونر بشكل عام، إلى حد أن بعض الزبائن باتوا يأتون إلى المتجرين من أجل تناولها بشكل خاص.
وعن سر ذلك، تقول آلتينصوي: "لدينا توابل خاصة، وهذه التوابل تقلل من رائحة السمك وتمنح الوجبة مذاقًا مميزًا".
ونوهت آلتينصوي إلى أن الشركة أنهت استعداداتها من أجل تصدير هذه الوجبة إلى الأسواق الأوروبية، وأنها تهدف إلى التعريف بهذه الوجبة الجديدة في جميع أنحاء العالم.
كما لفتت إلى أن الشركة تلقت طلبات بهذا الشأن من بلدان أوروبية مثل تشيك وألمانيا وهولندا، معربة عن أملها في أن تكون للسوق الأوروبية الحصة الأكبر من هذه الوجبة الجديدة.