فلسطين أون لاين

نتيجة تضييق الخناق على الأسرى بتنفيذ توصيات "أردان"

تقرير مختصون يحذرون من انفجار الأوضاع داخل سجون الاحتلال

...
غزة/ جمال غيث:

حذر مختصون في شؤون الأسرى، من انفجار الأوضاع داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة تضييق الخناق عليهم بتنفيذ توصيات لجنة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، التي بدأت منذ أكثر من عام بتشديد الخناق عليهم والتنكيل بهم، من خلال وضع أجهزة تشويش في أقسام عدة بالسجون، وكاميرات مراقبة في أقسام الأسيرات، ما دفع الأسرى إلى تنفيذ احتجاجات واسعة خلال العام الماضي، وخوض العشرات إضرابًا مفتوحًا عن الطعام.

وأبلغت إدارة سجون الاحتلال الأسرى في سجن "ريمون" عن إجراءات تضييق ستُنفذها بحقهم مطلع مارس/ آذار المقبل، وهي جزء من التوصيات التي أفضت إليها لجنة "أردان"، التي تشكلت منتصف عام 2018، للتضييق على الأسرى وسحب مُنجزات حققوها بفعل العمل النضالي، والإضراب عن الطعام على مدار العقود السابقة، وفق نادي الأسير.

خطوات احتجاجية

وحذر المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين منتصر الناعوق، من انفجار الأوضاع داخل سجون الاحتلال بسبب زيادة الخناق على الأسرى وتنفيذ توصيات لجنة "أردان".

وأكد الناعوق لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يضيق الخناق على الأسرى بشكل مستمر وخاصة قبيل الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها في مارس القادم، بهدف كسب أصوات الجمهور اليميني الإسرائيلي.

وتوقع أن تقدم الحركة الأسيرة على سلسلة خطوات احتجاجية وتصعيدية رفضًا لانتهاكات الاحتلال ضد الأسرى، مضيفًا أن ما أقرته لجنة "أردان" ومواصلة الإجراءات العقابية بحق الأسرى يأتي استكمالًا لسلسلة من الانتهاكات الطويلة التي تمارسها إدارة السجون للنيل منهم.

وأشار إلى أن لجنة "أردان" تريد عزل الأسرى عن العالم الخارجي بشكل تام، مدللًا على ذلك بأجهزة التشويش التي تم تركيبها بداية العام الماضي في غرفهم وأقسامهم، والهجمة الشرسة التي تشنها بين الفينة والأخرى بحقهم.

في حين أكد مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مصطفى مسلماني، أن الاحتلال ينفذ بشكل تدريجي توصيات لجنة "أردان" التي أوصت بفرض العديد من العقوبات على الأسرى وتشديد الخناق عليهم في مختلف السجون.

وبين مسلماني لصحيفة "فلسطين" أن لجنة "أردان" بدأت بتنفيذ توصياتها وتشديد الخناق على الأسرى بوضع أجهزة تشويش في أقسام سجون "النقب" و"ريمون"، ووضع كاميرات مراقبة في أقسام الأسيرات، ونقل الأسرى والاعتداء عليهم، مشيرًا إلى أن تشديد الخناق عليهم قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في السجون.

وقال إن إدارة السجون لديها ضوء أخضر من حكومة الاحتلال لتضييق الخناق على الأسرى، متوقعا تصاعد الهجمة عليهم قبيل الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها، في محاولة لكسب أصوات الجمهور اليميني.

ودعا مسلماني إلى وضع استراتيجيات وطنية للضغط على المؤسسات الدولية والحقوقية "الصامتة" تجاه ما يتعرض له الأسرى، ليكون لها موقف واضح تجاه جرائم الاحتلال ضدهم، والضغط عليه لوقف جرائمه.

مواجهة الصفقة

كما حذر مدير الإعلام في وزارة الأسرى والمحررين إسلام عبده، من استفراد الاحتلال ممثلاً بإدارة سجونه، بالأسرى، في ظل الظروف السياسية الراهنة والانشغال في مواجهة صفقة ترامب التصفوية.

وقال عبده لصحيفة "فلسطين"، إن إدارة السجون بدأت بالتطبيق الفعلي وتنفيذ توصيات لجنة "أردان" لتضييق الخناق على الأسرى، كسحب إنجازاتهم، ونقلهم وتوزيعهم بين السجون، وتركيب أجهزة التشويش في أقسام السجون، وتقليص مصروفاتهم الخاصة بالأغذية واللحوم.

وأكد أن الاحتلال يواصل جرائمه بحق الأسرى في محاولة منه لإخضاعهم لسياساته وجعل حياتهم لا تطاق، لافتا إلى أنهم لن يقبلوا بهذه الانتهاكات التعسفية، وأنهم بصدد تنفيذ برنامج احتجاجي متكامل في حال أصر على تطبيق هذه العقوبات.

وكان أردان قد شكل لجنة في الشهور الأخيرة لعام 2018، عرفت باسم "لجنة أردان" أوصت في حينه بفرض العديد من العقوبات على الأسرى، وتشديد الخناق عليهم في مختلف السجون.

وطبقت اللجنة عددًا من الإجراءات العقابية بحق الأسرى في سجن "عوفر" ومنها سحب أصناف غذائية، ومواد تنظيف من "الكانتينا"، وتقليص المصروفات الخاصة بالأغذية واللحوم، وتقديم البيض مسلوقًا فقط، وحظر استخدام الأسرى الأغطية الملونة واقتصارها على لون واحد فقط.