يستعد نجوم باريس سان جرمان الفرنسي للاصطدام بالـ "جدار الاصفر" في المدرج الجنوبي لمعلب "سيغنال ايدونا بارك"، عندما يحل فريقهم ضيفا على بوروسيا دورتموند الالماني الثلاثاء في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الثلاثاء.
يلتقي الفريقان في مسعى النادي الباريسي لفك النحس الذي لازمه في هذا الدور في المواسم الثلاثة الاخيرة، فيما يتطلع دورتموند، وصيف نسخة العام 2013 عندما خسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ، للاطاحة بفريق مدربه السابق توماس توخل معولا على هدافه الواعد والوافد حديثا الى صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية النروجي إرلينغ هالاند (19 عاما).
ولن تكون مهمة النادي الباريسي سهلة أمام الجدار الاصفر الذي يملك سمعة دولية.
وصف هالاند الذي سجل تسعة أهداف في ست مباريات منذ قدومه الى دورتموند من سالزبورغ مقابل 20 مليون يورو (22 مليون دولار)، هز الشباك أمام "الجدار الاصفر" بـ"الشعور الرائع الذي لم أختبره أبدا من قبل".
يتسع المدرج الجنوبي البالغ عرضه 100 مترا وارتفاعه 40 مترا، لـ25 الف مشجع خلال مباريات الدوري الالماني، الا انه يتم تقليص السعة الى 16 الفا لمباريات دوري الابطال تلبية لقواعد الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا).
الا أن ذلك لن يؤثر على الصخب الذي ستثيره الجماهير الحاضرة حين يدخل الفريقان ارض الملعب، ويدرك توخل الذي اشرف على تدريب دورتموند بين عامي 2015 و2017 ما الذي ينتظره.
وقال ابن الـ46 عاما لصحيفة "فيلت" الالمانية "لدينا بعض اللاعبين المعتادين على اللعب في كل ملاعب العالم وأنا أثق بهم لتقديم أفضل مستوياتهم، في هذه المرحلة ايضا. أدرك جيدا الطاقة التي تنتظرنا هناك".
- "الوحش الضخم" وذكريات ملقة -
صرح جوني روتن مغني فرقة "ذي سكس بيستولز" البريطانية "أنظروا الى المدرج الجنوبي في دورتموند. يقفون جميعا ويهتفون ويحدثون ضجة بحيث يبدو المدرج وكأنه حلق وحش ضخم. إنه أمر رائع".
وكشف مشجع دورتموند ماكس كيويت (27 عاما) لوكالة فرانس برس عن سبب تواجده الدائم في "الجدار الاصفر" مع الجماهير "لأنه هنا، يمكن للجميع أن يعبروا عن مشاعرهم. لا أحد يشتكي إذا ما ضرب أحدهم رأس الآخر بمرفقه".
في الطريق الى نهائي عام 2013، لعب "الجدار الاصفر" دورا كبيرا في تأهل دورتموند من الدور ربع النهائي امام ملقة الاسباني، عندما وجد الفريق نفسه متخلفا 1-2 مع انتهاء الدقائق التسعين، قبل أن تنتفض الجماهير تحفيزا للاعبيها.
أسفر ذلك عن هدف لماركو رويس وآخر للمدافع البرازيلي السابق فيليبي سانتانا في الوقت بدل الضائع ليخرج بوروسيا فائزا 3-2 بعد انتهاء لقاء الذهاب بتعادل سلبي في اسبانيا.
أشرف حينها على الفريق مواطنه يورغن كلوب مدرب ليفربول الانكليزي الحالي الذي قاده الى للقب القاري الموسم الماضي، وهو يعرف أكثر من أي شخص آخر ما الذي ينتظر سان جرمان الثلاثاء خصوصا أنه قاد دورتموند الى لقبين في البوندسليغا عامي 2011 و2012.
وقال كلوب "تدخل ارض الملعب وتنفجر المدرجات ... تلتفت الى يسارك ويبدو وكأن هناك 150 الف شخصا يقفون بجنون".
- فك النحس -
ودع سان جرمان المسابقة الموسم الماضي بعد سقوطه المفاجئ 1-3 على ملعب "بارك دي برانس" أمام مانشستر يونايتد الانكليزي الذ غاب عنه ابرز نجومه بداعي الاصابة والايقاف، بعد أن تفوق عليه في عقر داره على ملعب "أولد ترافورد" 2-صفر في لقاء الذهاب.
واعتبر توخل الذي يشرف على النادي منذ 2018 أن "لقاء الذهاب لم يكن يوما مشكلة. ستختتم الامور في لقاء الاياب لا محالة" وذلك في 11 آذار/مارس المقبل.
وخرج نادي العاصمة من الدور ذاته عام 2018 امام ريال مدريد الاسباني بهزيمتين (1-3 و1-2)، الا ان الخسارة التاريخية والاقسى تعود لعام 2017 امام برشلونة الاسباني الذي أسقطه 6-1 إيابا بعد أن دخل سان جرمان اللقاء في ملعب "كامب نو" متفوقا 4-صفر من لقاء الذهاب في باريس.
وكانت المرة الاولى التي يعوض فيها فريق فارق اربعة اهداف في المراحل الاقصائية من المسابقة القارية.
ويدخل سان جرمان المباراة بعد التعادل المخيب في الدوري المحلي السبت أمام اميان المتواضع، رغم انه نجح في العودة من تأخر بثلاثية نظيفة للتقدم 4-3، قبل أن يسجل أميان هدف قاتل في الوقت بدل الضائع.
في المقابل، وجه الفريق الاسود والاصفر إنذارا شديد اللهجة للفريق الباريسي بفوزه الكبير على ضيفه إينتراخت فرانكفورت برباعية نظيفة الجمعة في البوندسليغا.
الا ان مهمة سان جرمان للاحتفاظ باللقب المحلي تبدو اسهل من مهمة دورتموند في تحقيق لقب اول منذ عام 2012، إذ يتصدر نادي العاصمة الفرنسية ترتيب الدوري بفارق 10 نقاط عن مرسيليا الثاني، فيما يحتل دورتموند المركز الثالث برصيد 42 نقطة، بفارق اربع نقاط عن بايرن المتصدر وثلاث نقاط عن لايبزيغ الثاني حيث من المتوقع ان تكون المنافسة على لقب البوندسليغا هذا الموسم الاشرس في الاعوام الاخيرة.
ويعول سان جرمان على مهاجمه الشاب كيليان مبابي الذي أراحه توخل امام اميان، اضافة الى الارجنتينين ماورو ايكاردي المعار من انتر الايطالي وانخل دي ماريا والالماني يوليان دراكسلر وهداف النادي الاروغوياني ادينسون كافاني في خط المقدمة، فيما لا تزال الشكوك تحوم حول مشاركة النجم البرازيلي نيمار المصاب والذي ضمه توخل الى التشكيلة التي ستسافر الى دورتموند.
وكان توخل صرح في مؤتمر صحافي عشية مواجهة أميان الجمعة أنه "إذا لعب أو لم يلعب (نيمار السبت)، سيكون حاضرا في دورتموند، أنا متأكد من ذلك، ولكن دون أن يكون في أفضل مستوياته مثلما كان قبل أسبوعين. بيد أنه سيساعدنا، أنا متأكد ومقتنع".