فلسطين أون لاين

اختراق "واتساب" "المجد والقسام".. فشل أمني إسرائيلي في صراع الأدمغة

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد جملة من الإخفاقات الأمنية التي مُنيت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتفوق أجهزة إعلام المقاومة الأمنية في تثقيف المواطنين بأساليب أجهزة استخبارات الاحتلال المختلفة التي ترمي إلى إسقاطهم في وحل العمالة، لجأ الاحتلال إلى اختراق قنوات موقع "المجد" الأمني عبر منصتي التليجرام والواتس آب.

ويحاول الاحتلال من خلال ذلك إسكات هذا الصوت والمنصات المختلفة التي تواصل ضخ التنبيهات الأمنية، التي تورد قصصا حية حول كيفية مواجهة محاولات الاحتلال الاستخباراتية، وطرق التعامل مع الاتصالات المشبوهة المختلفة.

وإلى جانب قنوات موقع "المجد" الأمني عبر منصتي التليجرام والواتس آب، تعرضت مجموعات "واتساب" التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" للاختراق.

ودعت الكتائب متابعيها عبر مجموعات تطبيق "الواتس آب" الإخبارية التابعة لها إلى مغادرة هذه المجموعات، مبينة أنها ستزود المشتركين بروابط مجموعاتها الرسمية الجديدة قريبًا.

مصدر في موقع "المجد" الأمني أكد أن الاختراق الذي تعرضت له قنواته عبر منصتي التليجرام والواتس آب، يأتي في سياق حالة التأثير التي منيت بها أجهزة مخابرات الاحتلال في صراع الأدمغة والمعركة الحقيقية بين المقاومة وأجهزته الأمنية.

وقال المصدر لصحيفة "فلسطين: "سنبقى مستمرين في أداء مهمتنا ودورنا في حماية وتحصين المجتمع الفلسطيني، من خلال منصات بديلة سيتم إطلاقها قريبا".

وأكد موقع "المجد" أنه ماضٍ في دوره وأداء مهمته، ورسالته ستستمر لإفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي البائسة في استهداف المجتمع الفلسطيني.

وأهاب الموقع الأمني بجميع مشتركيه عبر منصتي التليجرام والواتس آب لضرورة مغادرتهما وعدم التعاطي مع ما ينشر عليهما، خاصة أن بعضها يحتوي على روابط اختراق.

الخبير الأمني محمد لافي يؤكد أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنصات موقع "المجد" الأمني، يعطي مؤشراً على الإنجاز الأمني الذي حققه الموقع، في الوعي والتثقيف، والتعبئة الأمنية للمواطنين الفلسطينيين.

ويقول لافي في حديثه لـصحيفة "فلسطين": "موقع المجد الأمني وصل إلى مرحلة أوجع فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واختراق منصاته يعني أنه أصبحت هناك بؤر صراع الأدمغة والأجندة لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلي".

ويوضح لافي أن موقع المجد وصل إلى مرحلة لوأد البيئة الخصبة التي يمكن أن يجد الاحتلال فيها فريسته وإسقاط العملاء، لذلك عمل على اختراق منصاته المختلفة.

ويشير إلى أن ما حدث للموقع بعد اختراق منصاته سيسهم في تراكم الخبرة لدى الثلة الأمنية التي تعمل فيه في مجال التعبئة الأمنية، ووسائل الحماية في المرحلة القادمة، حيث من المتوقع تحقيق المزيد من الإنجازات.

وحول ردة الفعل للمواطنين الفلسطينيين من استهداف موقع "مجد" الأمني، يلفت لافي إلى أنه كانت هناك درجة كبيرة من التعاطف والمساندة للمقاومة الفلسطينية، وهو ما سيرفع من رصيد الموقع الأمني.

الخبير الأردني والمستشار في أمن المعلومات والإعلام الجديد، رائد سمور، يؤكد أن الوحدة الإسرائيلية الموكل إليها مراقبة واختراق المواقع الفلسطينية وخاصة موقع مجد هي وحدة (8200) التابعة المركزية للاستخبارات والأمن "الموساد".

ويقول سمور لصحيفة "فلسطين": "هذه الوحدة الاستخبارية الإلكترونية تعمل على إدخال برمجيات خاصة في سيرفرات المواقع والمنصات، وإطلاق فيروسات للسيطرة عليها دون أن يشعر أحد أن الحساب مخترق".

ويعرف عن الوحدة (8200) بأنها الوحدة الأمنية الاستخبارات التابعة للاحتلال المسؤولة عن التجسس الإلكتروني عن طريق جمع إشارة (SIGINT) وفك الشفرة، ومسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويوضح سمور أن مجرد دخول هذه الفيروسات إلى الحسابات والمنصات يتم الهيمنة عليها بشكل كامل، مع نشر حسابات لمستعربين على حسابات الأجهزة والمنصات المخترقة.

ويكمل بأن الاحتلال الإسرائيلي يعمل مع وكالة أمنية متخصصة في إدارة منصات التواصل الاجتماعي، لذا لا توجد أي خصوصية لأي موقع أو حساب عبر العالم الافتراضي.