البداية في عالم الكاراتيه كانت مع إعلان لدورة لتعلم فنون الدفاع عن النفس، انخرطت فيها ياسمين زقوت (19 عامًا)، لكنها لم تتوقف بعدها، بل وجدتها فرصة لتكمل الطريق مع زميلاتها، وتحصل في أربعة أعوام فقط على سبعة أحزمة، آخرها الحزام الأسود المرتبة الأولى فيه.
ياسمين دخلت عالم الكاراتيه وهي في سن 16 عامًا، لاستثمار الطاقة الزائدة التي لديها، وما شجعها على الاستمرار تحقيقها إنجازات متواصلة فيها.
وفي حديث إلى صحيفة "فلسطين" تبين ياسمين أن عائلتها شجعتها، مع أن بعض العادات والتقاليد قد تقف عائقًا في وجه ممارسة الفتيات هذه الرياضات، فالشابّة استقبلت العديد من هذه الاعتراضات، كأن يقول لها قائل: "شو بدك بهيك رياضة، هاي للولاد، وين أنوثتك حتروح؟!".
في الكاراتيه أحزمة متعددة، حصدت ياسمين منها جميعها: الأبيض، والأصفر، والبرتقالي، والأخضر، والأزرق، والبني، وأخيرًا الأسود، موضحة أن الحزام الأسود ذاته فيه درجات، وهي حصلت على أول "دان" (رتبة) فيه، في حين غيرها يمارس رياضة الكاراتيه منذ عشر سنوات تقريبًا ولم يحصل على نصف أحزمتها.
وتقول عن نفسها: "استطعت كسر حاجز العادات الاجتماعية، وسابقًا كنت خجولة، لدي طاقة لكن لست قوية مجتمعيًّا، وبعد الكاراتيه نمت ثقتي بنفسي، وتغلبت على خجلي لأتحدث إلى الناس ووسائل الإعلام".
وتعلق ضاحكة: "إن بعضًا يعتقد أن ممارسة الفتاة الكاراتيه لأجل ضرب أحد، في حين الفتاة تحتاج إليها لأي موقف تكون فيه بحاجة للدفاع عن نفسها"، ومن النكات التي سمعتها أنها قد تضرب زوجها مستقبلًا.
وتذكر موقفًا مرّت به في المدرسة، حينما توترت علاقتها بزميلة لأمر ما، فصار كلٌّ يحكي لهذه الزميلة أن تأخذ حذرها منها لكون ياسمين تلعب الكاراتيه، فخافت الفتاة منها كثيرًا، ولم تستطع في الاستراحة المدرسية أن تنزل مع زميلاتها، أو تغادر إلى منزلها بعد انتهاء الدوام إلا بعد انصراف ياسمين، وكل هذا مخافة أن تضربها لاعبة الكاراتيه.
ياسمين فازت بالعديد من الجوائز المحلية على مستوى قطاع غزة، وحصلت على المركز الثاني في مسابقة أجريت بين الضفة الغربية وقطاع غزة في تشرين الآخر (نوفمبر) الماضي.