فلسطين أون لاين

المقاومة المسلحة.. خيار الفلسطينيين بعد فشل مسلسل المفاوضات

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ جمال غيث:

عززت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصفوية للقضية الفلسطينية، المعروفة إعلاميًّا بـ"صفقة القرن"، خيار المقاومة المسلحة في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني كخيار وحيد لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضهم منذ عام 1948، والصفقة المشؤومة.

ورأى محللان سياسيان أن الشعب الفلسطيني أيقن أن العمل المسلح هو الخيار الاستراتيجي لتحرير الأراضي الفلسطينية لا المفاوضات التي لم تجدِ نفعًا، ولن تعيد الحقول المسلوبة لأصحابها.

وأظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في الفترة ما بين 5-8 فبراير/ شباط الجاري، أن ما نسبته 64% من المستطلعة آراؤهم يؤيدون اللجوء للعمل المسلح أو العودة لانتفاضة مسلحة.

كما أظهر الاستطلاع أن 94% من الجمهور الفلسطيني يرفضون "صفقة ترامب" وتطالب أغلبية كبيرة بالرد عليها بإنهاء الانقسام، وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل) ووقف التنسيق الأمني، ووقف العمل بـ"أوسلو" واللجوء للعمل المسلح.

خيار استراتيجي

ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن الشعب الفلسطيني أيقن أن العمل المسلح هو الخيار الاستراتيجي الوحيد لتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال بعد 27 عاما من مفاوضات لم تجدِ نفعًا.

وأوضح الصواف لصحيفة "فلسطين"، أن استطلاع المركز الفلسطيني يعبر بشكل واضح عن موقف الشعب الفلسطيني تجاه مقاومة الاحتلال، وأن المقاومة المسلحة هي خياره لا خيار المفاوضات، كوسيلة لتحرير أرضه.

وذكر أن المفاوضات التي استمرت 27 عاما بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، أدت لضياع الضفة الغربية والاستيلاء عليها وتهويد القدس، مرجعا ذلك إلى أسلوب التفاوض الخاطئ، والقضاء على المقاومة في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن شعبنا أيقن أن المفاوضات نوع من الاستسلام والمزيد من الضغوط الإسرائيلية والاستيلاء على الأرض، متوقعا أن تشهد الأيام القادمة عمليات مقاومة ضد الاحتلال، بكل أشكالها.

ودلل على ذلك بعمليات المقاومة التي شهدتها الأيام الماضية، والتي جاءت ردا على صفقة ترامب التصفوية، وتغول الاحتلال على شعبنا الفلسطيني.

حقوق مسلوبة

في حين رأى أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، أن من يؤيدون اللجوء للعمل المسلح أو العودة للانتفاضة المسلحة أعلى مما أظهر استطلاع الرأي، خاصة بعد فشل المفاوضات بين السلطة والاحتلال طوال الـ27 عاما الماضية، وطرح صفقة ترامب التصفوية.

وقال قاسم لـ"فلسطين"، إن أبناء الشعب الفلسطيني مع المقاومة والدفاع عن أرضهم في ظل تغول الاحتلال والإدارة الأمريكية عليها، خاصة أن المقاومة أجازتها كل الشرائع السماوية وقرارات الشرعية والمواثيق والأعراف الدولية.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني أدرك أن المفاوضات لن تجدي نفعًا، ولن تعيد الحقوق المسلوبة لأصحابها طوال السنوات الماضية، لفشل السلطة فيها، وأن المقاومة المسلحة هي الخلاص الوحيد من الاحتلال وأعوانه.

وذكر أن أجهزة أمن السلطة تمنع أي أعمال مقاومة في الضفة الغربية؛ لأن ذلك يتناقض مع مصالحها هناك، متوقعا مواصلة سياستها في اعتقال المقاومين ومنع العمليات الفدائية.

وحث السلطة على ضرورة تطوير الإنتاج الفلسطيني وعدم التبعية للاحتلال، ودعم المزارعين وتوفير احتياجاتهم، وإنشاء هيئة إدارية تدير شؤون الضفة الغربية وغزة، وإعلان عصيان شامل ضد الاحتلال، وإعادة ترتيب الأوضاع الثقافية التربوية.