أعلنت الصين، اليوم الاثنين، عن ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، ما قد يقلل من التفاؤل المتعلق بفعالية إجراءات مكافحة المرض التي شملت عزل مدن كبرى بأكملها.
وارتفع عدد الوفيات في الصين إلى 908، بالإضافة لاثنين آخرين في الخارج، وقالت وزارة الصحة الصينية إنها اكتشفت 3062 حالة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما رفع إجمالي المصابين في البر الرئيسي الصيني إلى 40171.
ويشكل هذا ارتفاعاً في الحالات الجديدة بنسبة 15%، منذ السبت الماضي، ما أنهى سلسلة الانخفاضات اليومية، وقال متحدث باسم الحكومة، الأحد، إنّ انخفاض عدد الحالات المصابة أظهر فعالية إجراءات الاحتواء.
وبدأ العاملون والموظفون في العودة بالتدريج للمكاتب والمصانع في الصين، اليوم الاثنين، مع تخفيف الحكومة بعض القيود على العمل.
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس، أمس من أنّ وتيرة تفشّي فيروس كورونا المستجدّ خارج الصين قد تتسارع، بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد، وأضاف أنّ "اكتشاف عدد صغير من الحالات قد يشير إلى انتقال للعدوى على نطاق أوسع في بلدان أخرى. باختصار، ما نراه قد لا يكون سوى رأس الجبل الجليدي".
رّغم أنّ وتيرة انتشار الوباء خارج الصين تبدو بطيئة إلى حدّ ما، إلا أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، حذّر من أنّ هذه الوتيرة يمكن أن تتسارع.
وتأتي هذه التصريحات بينما توجه أعضاء في المنظمة التابعة للأمم المتحدة على رأس "بعثة خبراء دولية" إلى الصين للمساعدة في تنسيق مكافحة انتشار المرض.
وعلى الرّغم من أنّ وتيرة انتشار الوباء خارج الصين تبدو بطيئة إلى حدّ ما، إلا أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، حذّر من أنّ هذه الوتيرة يمكن أن تتسارع. وقال إنّ "هدفنا لا يزال احتواء الفيروس، لكن يجب على جميع البلدان استخدام الفرصة التي أوجدتها استراتيجية الاحتواء للاستعداد لاحتمال وصول الفيروس".
وخارج الصين القارية سجّلت، حتى اليوم، حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونغ كونغ والأخرى في الفيليبين، في حين زاد عدد المصابين عن 350 شخصاً يتوزّعون على حوالي 30 دولة ومنطقة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد تحدثت عن "بعض الاستقرار" في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في الصين، لكنها أكدت أنه من المبكر جداً القول إنّ كورونا بلغ الذروة.
وتكافح الصين للسيطرة على وباء كورونا المستجدّ، واتّخذت لهذه الغاية إجراءات مشدّدة شملت إغلاق مدن بأكملها ومنع سكانها من مغادرة منازلهم إلا للضرورة.
ويعتقد أنّ الفيروس ظهر أولاً في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، في مدينة ووهان في وسط الصين، في سوق لبيع الحيوانات البرية، وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير/كانون الثاني.
وشيدت الصين مستشفيين وأرسلت آلاف الأطباء والممرضات إلى ووهان، وهي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة في وسط البلاد، وتم تعليق معظم حركة الوصول إليها في 23 يناير/كانون الثاني، وتم توسيع القيود منذ ذلك الحين لتشمل المدن التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون شخص.
ودفع الوباء منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، كما دفع العديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر، وقررت شركات الطيران تعليق الرحلات الجوية من الصين وإليها.