فلسطين أون لاين

السرطان الخبيث .. كيف تحمي نفسك منه؟

...
سرطان.jpeg
غزة/ مريم الشوبكي:

 

ليس بعيدًا عن اليوم العالمي للسرطان الذي يحل في الرابع من فبراير/شباط سنويا، يتساءل كثيرون عن السبل التي يمكن أن يتبعوها لتجنب إصابتهم بهذا المرض الخبيث.

وتوقعت منظمة الصحة العالمية -في أحدث تقرير لها- زيادة عدد الإصابات بالسرطان على مستوى العالم بمقدار الضعف تقريبا بحلول عام 2040. وجاء في تقرير السرطان العالمي الجديد -الذي يصدر كل خمسة أعوام عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة للمنظمة- أنه خلال عام 2018 بلغ عدد المصابين الجدد بالسرطان 18.1 مليون مصاب، ولقي 9.6 ملايين شخص حتفهم جراء المرض.

ويتوقع التقرير -الذي نُشرت نتائجه الاثنين الماضي- أن ترتفع الإصابات الجديدة عام 2040 إلى ما يتراوح بين 29 و37 مليون إصابة. وعزا أحد أسباب هذا التوقع إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع.

ويعد سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطانات شيوعا -وفق التقرير- يليه سرطان الثدي وسرطان القولون.

وكان مدير وحدة نظم المعلومات الصحية في وزارة الصحة في قطاع غزة، هاني الوحيدي، قال لصحيفة "فلسطين" في تصريحات سابقة: إن 90 شخصًا من كل 100 ألف يصابون بمرض السرطان سنويًّا في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، يُصاب 117 شخصًا سنويًّا من كل 100 ألف، وفي مصر 120 لكل 100 ألف أما في الأردن فهناك 83 حالة لكل 100 ألف.

وتقول اختصاصية التغذية رزان شويحات: "بالرغم من عدم ثبوت سبب مباشر للإصابة بمرض السرطان، ولكن أسلوب حياتنا وطريقة أكلنا ممكن أن تزيد أو تقلل من خطر الاصابة به".

وتشير شويحات لصحيفة "فلسطين" إلى أن الأبحاث أظهرت أن 70% من حالات الإصابة بالمرض ممكن تغيرها إذا غير الإنسان طريقة أكله.

وعن العوامل التي تقلل من الإصابة بالسرطان، تؤكد أن الابتعاد عن التدخين، وممارسة الرياضة واتباع طريقة صحية في الأكل تقلل من خطر الإصابة به.

وتدعو شويحات إلى ادخال المواد المضادة للأكسدة في الغذاء اليومي، والتي تحمي من عمليات الأكسدة التي تؤدي إلى الالتهابات ومن ثم إلى سرطانات وكما أنها تزيد من مناعة الجسم، وتوجد في الخضار والفواكه سيما ذات الألوان الداكنة: مثل البروكلي، السبانخ، والخوخ الأحمر، والجزر.

وتشدد على التركيز على تناول الألياف بمعدل 25 جراما يوميا، والتي يمكن الحصول عليها من الحبوب الكاملة: خبز القمح الكامل، والأرز البني، وكذلك من الخضار والفواكه.

وتحذر اختصاصية التغذية من تناول الدهون المتحولة التي توجد أكثر في الأغذية المصنعة والجاهزة، وفي حال كانت ربة المنزل تستعملها في أكلها عليها أن تستبدلها بالزيوت النباتية وزيت الزيتون، مع تناول والزيتون والأفوكادو والتي تمد الجسم الزيوت المفيدة لجسم.

وتلفت إلى أن السكريات والحلويات لها أثر كبير للإصابة بعدد كبير من الأمراض كالقلب والضغط والسكر والسرطان أيضا، لذا ينصح بالابتعاد عن المشروبات الغازية والحلويات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر، واستبدالها دائما بالفواكه الطازجة التي تعطي سكرا مع فائدة أكبر.

وتنبه شويحات إلى أن الطريقة التي تطهو بها ربة البيت الطعام حتى لو كانت المكونات صحية ولكن طريقة الطهي الخاطئة تزيد من خطر الاصابة بالسرطان.

وتشير إلى أن القلي على درجات حرارة عالية يسبب مواد مسرطنة "الأكريلاميد" والتي يجب الابتعاد عنها قدر الإمكان، ناصحة باتباع الشي كطريقة صحية لطهي ولكن تفادي الطبخ على درجات حرارة عالية ولمدة طويلة أيضا.

ويشار إلى أن رئيس قسم علاج الأورام في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في غزة، الاستشاري د. خالد ثابت ذكر لصحيفة "فلسطين" في فبراير/شباط 2019، أن العديد من الأسباب تؤدي إلى زيادة مطَّردة في عدد حالات السرطان في قطاع غزة، أولها التغير الديموغرافي السريع، حيث إن هناك زيادة في عدد سكان القطاع في بقعة محصورة جدًّا. والسبب الثاني، مخلفات الحروب العدوانية الاحتلالية على القطاع، أما السبب الآخر فهو الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية.

إجراءات وقوانين

أما استشاري طب العائلة والتغذية في وزارة الصحة بغزة د.سمر النخال تقول: " أظهرت منظمة الصحة العالمية أن التلوث البيئي سبب رئيسي للإصابة بالسرطان وأمراض القلب والرئة، وهذا لا يمكن للفرد مكافحته بل يحتاج إلى اجراءات وقوانين للتقليل منه، وتلوث المياه أيضا".

الأمر الذي تؤكده النخال لصحيفة "فلسطين" أيضا هو أن بعض الدراسات يشير إلى أن السكر الأبيض له علاقة مباشرة في نمو الخلايا السرطانية والتي تتغذى عليه.

وتوضح أن الخطر يكمن في أن الزيوت النباتية كزيت الذرة ودوار الشمس تحتوي على زيت أوميجا 6 وفي حال تم تناولها بكميات كبيرة تعتبر إحدى مسببات السرطان.

وتلفت إلى أن التوتر من العوامل التي تؤدي إلى التقليل من كفاءة جهاز المناعة والذي يقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية التي يشكلها الجسم يوميا ويقتلها، ولكن عند ضعفه تنمو الخلايا السرطانية بسرعة.

وتنصح استشاري طب العائلة والتغذية بضرورة التعرض لضوء الشمس الذي يمد الجسم بفيتامين د الذي يقوي المناعة وبالتالي يقلل من نمو الخلايا السرطانية.

وتبين ضرورة الحصول على كمية كافية من البروتينات النباتية والحيوانية أيضا مع تفادي الإكثار منها.

وتشدد النخال على أهمية غسل الخضار والفواكه لتخلص ما علق بها من مبيدات حشرية.

وتنبه إلى أن تسخين الطعام في الميكروويف ليس به مشكلة، ولكن الضرر يحدث عند استخدام التسخين بأوعية بلاستيكية لأن تفاعلها مع الحرارة ينتج مواد مسرطنة، ما يعني ضرورة استبدالها بالزجاج الحراري والفخار.

وتبين النخال أن البلاستيك الذي يحمل رقم 5 هو أفضل أنواع البلاستيك صحيا حيث يمكن وضع الماء والأكل البارد، أما اذا حفظ الطعام والماء والساخن فالأفضل بالأوعية المصنوعة من الستا نلس ستيل والزجاج.

وفيما يتعلق باستخدام القصدير، تكمل حديثها: " ليس مضرا بحد ذاته ولكنه يتفاعل مع المواد الحمضية كالبندورة والليمون ويشكل مواد تؤثر على الجهاز العصبي، لذا يجب ألا نستخدمه دائما في اعداد الأكل أو تغليفه، مع ضرورة ألا يلامس الطعام مباشرة".