فلسطين أون لاين

تقرير انتبه.. فأرة الحاسوب تسبب التهابًا لرسغك

...
صورة أرشيفية
غزة/ أسماء صرصور:

"متلازمة التهاب النفق الرسغي"  تصيب العصب المتوسط الذي يغذي معظم فقرات الأصابع وراحة اليد، وسميت بذلك لأن هذا العصب يمر من منطقة الرسغ أو المعصم، ومن بين عظيمات صغيرة، فشبه العلماء المنطقة بـ "نفق صغير"، وهذا ما يدعو أن تحدث فيه الإصابات أكثر من المناطق الأخرى.

اختصاصي العلاج الطبيعي د. إبراهيم السيد يتحدث إلى صحيفة "فلسطين" عن آلية حدوث متلازمة الالتهاب، وأعراضها، وكيف تعالج؟

ما الأعراض؟

يعرف السيد بداية متلازمة التهاب النفق الرسغي بأنها حالة زائدة ناتجة عن ضغط العصب المتوسط الذي يغذي اليد وعددًا من الأصابع.

ويقول عن أعراضها: "يشكو المريض دائمًا ألمًا في منطقة الرسغ والأصابع، وتحديدًا  الإبهام والسبابة والوسطى والجزء الداخلي من أصبع البنصر"، مبينًا أن هذه الأصابع تصاب بخدر وخذل مستمرين، وتزيد مع استمرار مسببات هذه المشكلة، كما يشعر المريض أن هذه المنطقة دافئة أو ساخنة أكثر من الجسم.

ويضيف: "مع استمرار عوامل زيادتها يصبح هناك ضعف في هذه الأصابع، ويصبح المريض غير قادر على إحكام قبضة يده على الأشياء، فإذا أمسك بالقلم لا يستطيع التحكم فيه"، وعندما يرفع كيسًا عن الأرض أو وزنًا بسيطًا لا تساعده أصابعه، وكذلك إذا طلب منه دفع جسم معين يشعر بألم شديد، كما ينبه.

وإن استمرت بعد ذلك –يواصل حديثه- يصل الأمر إلى انعدام الإحساس جزئيًّا، وتضعف اليد مع قلة الإشارات العصبية في هذا المكان، ويصبح شكل اليد تدريجًا مختلفًا عن اليد الأخرى مع ضمور العضلات لقلة استخدامها.

ويبين اختصاصي العلاج الطبيعي أن أسباب هذه المشكلة متعددة ومختلفة، لكن هناك عوامل كثيرة قد تسبب هذه المشكلة، أبرزها لدى العمال الذين يستخدمون أدوات عمل تسبب اهتزازًا مستمرًّا، مثل المقدح، فهذه تسبب اهتزازًا شديدًا لليد، وتزيد الضغط على هذا العصب الذي يمر بمكان ضيق أشبه بالنفق.

وينبه إلى أن العاملين في المكاتب ليسوا بعيدين عن هذا الموضوع، فمن يستخدم الفأرة الخاصة بالحواسيب وضغطها الدائم، فقد يلاحظ أن منطقة الرسغ مضغوطة دائمًا على المساحة الخاصة بالفأرة، وهذه تسبب ضغطًا شديدًا؛ فالاستخدام المتواصل للفأرة يسبب المشكلة تدريجًا.

نصائح مهمة

ما سبق أسباب أو عوامل خارجية، لكن هل هناك أسباب داخلية موجودة في الجسم تسبب "متلازمة التهاب النفق الرسغي"؟، يجيب السيد: "الحمل عند السيدات، بسبب حدوث التغيرات الهرمونية والسمنة، واحتباس السوائل، فاحتباس السوائل يسبب ضغطًا على هذا الرسغ، كذلك الناس التي تعاني مشكلة الروماتيزم معرضون للإصابة بهذه المشكلة".

ويضاف إلى ذلك من أصيب بـ"قصعة" اليد أو وقع على يده، أو أصيب بكسر في منطقة الرسغ أو أصابع اليد، كما يوضح اختصاصي العلاج الطبيعي.

وإذا ما حضر المريض الذي يشكو هذه الأعراض، يخضع لاختبارين –وفق إفادته-: اختبار فيزيائي، واختبار الأعصاب، لافتًا إلى أن اختبار تخطيط العصب خاص بأطباء الأعصاب بناءً على أجهزة، والاختبار الفيزيائي ينفذه العلاج الطبيعي أو أطباء العظام.

ويتابع السيد: "نثني كلتا اليدين معًا ونضغط عليهما مدة 30 ثانية إلى دقيقة، فإذا زادت الأعراض كثيرًا، يكون الإنسان غالبًا مصابًا بهذه المشكلة، وهذه الطريقة من الممكن للإنسان العادي تطبيقها في البيت".

ويقول: "بعد أن يعرف الإنسان أنه مصاب بهذه المشكلة، لابد أن يحافظ على لياقة اليد، وتمارين تقوية، وهناك كرات إسفنجية موجودة في محلات الألعاب والمكتبات، تستخدم كذلك لتخفيف التوتر العصبي"، موضحًا أن هذه الكرة يضعها المريض في قبضة اليد ويضغط عليها بكل الأصابع، مدة 10 ثوان، ثم يترك هذه الكرة، ويكرر هذه العملية من 10 – 20 مرة يوميًّا.

ويلفت إلى أن من أصيب بهذه المشكلة وبدأت تبرز عنده الأعراض، قبل الوصول إلى خيار جراحي، توضع كمادات الثلج على المكان، وتحرك دائريًّا حتى يشعر بتحسن، أما الذين يعانون أكثر –كما يوضح- فتوصف لهم جبائر معينة، يكون فيها وضع اليد وضعًا مستقيمًا، وأكثر من ذلك الحل في التدخل الجراحي.

وينصح اختصاصي العلاج الطبيعي الجميع بالتقليل من استخدام فأرة الحاسوب، ووضع لوحة المفاتيح أمامه منخفضة حتى لا يكون الضغط على أسفل الرسغ، وإراحة اليد، واستخدامها فقط من 45 دقيقة إلى ساعة، ثم يقوم ويعود بعدها، وألا يواصل أكثر من ذلك على نفس واحد، وأن يستخدم كمادات الثلج، وتجنب النوم على المعصم، ووضع اليد تحت الرأس لكن دون الضغط على المعصم، وأما العمال فليأخذوا قسطًا من الراحة في أثناء العمل.