النار التي تحت الهشيم خرجت مجددًا في الضفة الغربية، بسلسلة عمليات ومواجهات مع الاحتلال، وهو ما كان متوقعًا، وهو الطريقة الوحيدة لإفشال ومواجهة مخططات الاحتلال والولايات المتحدة في تهويد الضفة الغربية والقدس، ويثبت أن كافة إجراءات الاحتلال تنهار أمام مقاومة وصمود الفلسطينيين، وأن الصفقات تتهاوى سريعًا أمام العمليات الفردية والمنظمة، وهو ما حدث منذ اندلاع انتفاضة القدس عام 2015.
ما يحدث اليوم هو نتاج محاولات الاحتلال لفرض سيادته وقوته في الضفة، وهو ما سيفشل حتمًا أمام التحركات الشعبية والعمليات الفردية، وأن أوهام الاحتلال في توفر الأمن للمستوطنين والجنود تنهار أمام مقاومة الفلسطينيين.
البعد الشعبي المقاوم والحاضن لما يحدث هو المهم والمساند الفعلي لاستمرار هذه الهبات التراكمية، التي ستتحول في يومًا ما إلى انتفاضة شاملة، سيدفع ثمنها الاحتلال غاليًا، ثمن جرائمه وإعداماته.
الهبة الحالية ستدفع تجاه مزيد من العمليات الفردية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، وهي بحاجة إلى أن ترفع الأجهزة الأمنية يدها عن ملاحقة المقاومين ومنفذي العمليات، وخاصة بعدما شاهدنا استهداف أفراد الأجهزة الأمنية في مقراتهم، واستشهاد أحدهم بزيه العسكري، والالتزام بالمقرات رغم المواجهات التي كانت تدور بين الشبان وجنود الاحتلال، ويؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن جيش الاحتلال لا يضع أي اعتبار في التعامل مع الأجهزة، ويستهدفها بالقتل والارهاب، وتجاهل ما يحصل عليه من خدمات في هذا الشأن عبر التنسيق الأمني.
الالتفاف الشعبي سيستمر خلف منفذي العمليات كما الحال عند هدم منزل المقاوم أحمد القنبع رفيق الشهيد أحمد جرار، ودفاع الشباب عن المنزل، في دلالة واضحة على أن المقاومة في الضفة حاضرة ومستمرة ومتواصلة، يمكن الرهان عليها في مواجهة صفقة القرن وغيرها.