فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

حزب اللَّه يكشف تفاصيل "الكمين النَّوعيِّ" الَّذي تعرَّض له ضبَّاط لواء غولانيّ

"مقاوم يوجِّه رسالةً".. القسَّام تبثُّ مشاهد "ملحميَّةً" لمراحل تفجير "ميركافا" بمخيَّم جباليا (شاهد)

وزارة الصِّحَّة بغزَّة: الجيش الإسرائيليُّ أعدم 1000 طبيب وممرِّض منذ بدء الإبادة

"كان الأمر كما لو كنت في قفص تحت النَّار"... صحيفة فرنسيَّة تحاور جنودًا عادوا من غزَّة ويعالجون من الصَّدمة

وسط صمت عالميّ.. علماء يطلقون نداء عالميًّا عاجلاً لوقف الإبادة في غزَّة

صنعاء.. سريع: استهداف سفينة في البحر الأحمر لانتهاك الشَّركة المالكة قرار الحظر

آخر التّطوّرات.. حرب الإبادة الجماعيّة على غزّة تدخلُ يومها الـ 410

إشادة واسعة بالحملة الأمنيَّة ضدَّ قطَّاع الطُّرق ولصوص المساعدات بغزَّة

بعد هدم الاحتلال مسجد الشِّياح في القدس.. حماس تحذِّر من تصاعد المخاطر المحدِقة بالمدينة المقدسة

جرائم الاحتلال متواصلةً.. الإعلاميَّ الحكوميِّ بغزَّة ينشر تحديثًا لأهمِّ إحصائيَّات حرب الإبادة

صفقة القرن.. الحالة النفسية لترامب ونتنياهو

(9)

تابعتُ كما تابع غيري لغة الجسد لكل من ترامب ونتنياهو وهما يعلنان عن صفقة القرن، ووجدتُ ترامب ونتنياهو في غاية السعادة والفرح. الابتسامة العريضة، وبشرة الوجه ضاحكة، ولغة إشارة متبادلة تنبض بمعاني التوافق والتفاهم، وأحدهما ينظر إلى الآخر بُعيد كل جملة ذات مغزى، وكأن أحدهما يقول للآخر هذا ما اتفقنا عليه.

كان التصفيق المتواصل من الحضور، ومن معدي مضامين الصفقة، يعطي ترامب ونتنياهو ثقة عالية بما يقولانه، ويعطيهما ثقة بقدرتهما على أن يتغلبا على الصعاب التي تقف أمامهما في واشنطن و(تل أبيب).

كال ترامب المديح العالي لنتنياهو، وكال له نتنياهو الضِّعف من المديح، حتى وضعه في مصاف الرئيس الأمريكي ترومان. بينما لا يضعه الأمريكيون أنفسهم في هذا الموضع الكبير. ترومان رئيس، وترامب تاجر. وفرق كبير بين الرئيس والتاجر؟!

لغة الجسد المبتهج والفرح للرجلين كانت أبلغ من الكلمات البليغة التي قيلت منهما، وكانا يشعران أنهما معا بإمكانهما إدارة العالم، وفرض رؤيتهما المشتركة في الشرق الأوسط، رغم رفض الفلسطينيين، ورغم تهديدات إيران. كان الرجلان مبتهجين بحضور وفود عمان، والإمارات، والبحرين، وربما كانا أكثر ابتهاجا بدول عربية لم تحضر، ولكنها أبلغتهما بقبولها الصفقة والشراكة في تنفيذها.

الحالة النفسية لترامب ونتنياهو وإن أخفت ما يعتريهما من قلق على المصير بسبب الشأن الداخلي لكل منهما، فقد أجادا إخفاء قلقهما، وبالغ كل منهما في تملق الآخر. ولم يبديا اهتماما أو قلقا من الموقف الفلسطيني أو العربي، وكأنما هما مطمئنان لتنفيذ ما جاء في الصفقة.

وقف الرجلان على المنصة معا، في ظل حضور صغير ومنتقى، ووسائل إعلام منتقاة، وتبادل الرجلان السلام والشد على الأيدي في أثناء الكلمة، وبدا نتنياهو الأقصر قامة من ترامب ينظر لترامب وكأنه أب (لإسرائيل) اختارته العناية الإلهية ليكون في البيت الأبيض في هذا الزمن.

قيل إن محمود عباس قال عن ترامب إنه كلب ابن كلب؟! ولكن لم نجد في كلام ترامب ردة فعل على هذا القول، بل دعا ترامب عباس للموافقة على الصفقة ووعده بوقوف أمريكا إلى جانبه. فهل هذه حصافة من ترامب، أم أن عباس لم يقل ما تقدم؟! لغة الجسد تقول إن عباس لم يشتم ترامب، وإن ترامب ما زال ينتظر عباس.

باختصار لم أجد نتنياهو فرحا في حياته السياسية كفرحه بين يدي ترامب في أثناء إعلان الصفقة، فهل يشعر نتنياهو أن ما جاء في كتابه مكان تحت الشمس قد تحقق بحسب ما تصور، أو قل فوق ما تصور؟!. فهل اقترب فرح الفلسطينيين بسبب انفجار الحقيقة، أم بعد التقاء فرحتي ظالمين هما أقرب ما يكون للمحاكمة بتهم الفساد؟!

المصدر / فلسطين أون لاين