دعا باحثون وخبراء خلال ورشة عمل استضافتها مدينة إسطنبول في تركيا إلى تمثيل فعلي وحقيقي لفلسطيني الشتات في العالم مع استخدام كل الوسائل المتاحة من خلال عمليات ديمقراطية وعادلة وحرة وشفافة ودقيقة مع الأخذ بالاعتبار الظروف المختلفة التي تتفاوت من ساحة إلى أخرى.
وأكد الباحثون والمشاركون في الورشة على حق فلسطيني الخارج في القيام بدورهم في إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني في إطار الثوابت الجامعة ليتكامل فيه دور الداخل والخارج لإنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق الفلسطينية والمقدسات وتفكيك نظام التمييز العنصري.
وانعقدت الورشة بمشاركة 75 من الأكاديميين والنشطاء والنخب الفلسطينية جاءوا من حوالي 20 دولة، وذلك على مدار يومي السبت والأحد، تحت عنوان: "فلسطيني الخارج: الدور والتمثيل والتحديات بين النظرية والتطبيق"، بدعوة من مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية (CIGA) التابع لجامعة صباح الدين زعيم في إسطنبول بتركيا، وبالتعاون مع المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج.
وشدد المشاركون على ضرورة قيام حوار شامل وواسع مع كافة القوى والمؤسسات والشخصيات الفاعلة لإيجاد إجماع وطني حول استراتيجية جامعة لتفعيل دور فلسطيني الخارج.
وأكدوا على إعادة الاعتبار للبعد العربي والإسلامي والتحرري والإنساني في الصراع مع الحركة الصهيونية التي تعمل على سلب الأرض وتشريد الشعب من خلال برامج فعالة للتواصل والتنسيق والعمل.
وأشاروا إلى الأدوار المحورية لفلسطيني الخارج لاسيما في تفعيل كل الوسائل المشروعة لإبراز عدالة القضية الفلسطينية عالميًا حيث يتجاوز عدد فلسطيني الخارج السبعة ملايين موزعين على عشرات الدول حول العالم.
ومع وجود محاولات حثيثة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض "خطة ترامب-نتنياهو" وعمليات التطبيع المستمرة، أوصى المشاركون بعمل استراتيجيات شاملة لتفعيل دور فلسطينيي الخارج وإيجاد صيغ وآليات لتنظيم عملهم في مواجهة التحديات المختلفة لاسيما في مواجهة الحركة الصهيونية عالميًا والتصدي لها لا سيما في الساحات الغربية من خلال بناء تحالفات عالمية وحركات التضامن مع فلسطين وجماعات ضغط سياسية ومنابر إعلامية وتفعيل كل الوسائل والتكتيكات التي تحاصر نظام الفصل العنصري في فلسطين مثل حركة BDS (المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات).
ودعا هؤلاء إلى إيجاد مؤسسات مجتمع مدني وظيفية وتخصصية ومهنية تقوم بخدمة الجاليات الفلسطينية بشكل مباشر كما تحافظ على الهوية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني ومحاولات التطبيع في الساحات المختلفة.
كما دعوا مؤسسات أكاديمية وفكرية إلى تشكيل لجان بحثية لعمل دراسات معمقة في القضايا المختلفة المتعلقة بدور فلسطيني الخارج في المشروع الوطني الفلسطيني وإبراز دورهم في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية في الساحات المختلفة.
وأوصوا كذلك بتشكيل لجنة أكاديمية مهنية فنية متخصصة تدرس كيفية الإحصاء والتعداد والتسجيل وطرق التمثيل لفلسطيني المهجر والشتات والوسائل المختلفة لتواصلهم وتمثيلهم ونشر نتائج البحث وكيفية تنفيذه، مؤكدين
على مشاركة الفلسطينيين في الشتات للمجتمعات التي ينتمون اليها كمواطنين صالحين وتقديم كل ما يطور هذه المجتمعات ويفيدها وينميها.
وقرر الحاضرون تشكيل لجنة متابعة للتوصيات من 12 شخصية تمثل مراكز دراسات وهيئات متخصصة لتقديم مقترحات باستراتيجيات وآليات تنفيذ مخرجات الورشة والسعي لتفعيلها خلال 100 يوم.
يشار إلى أنه عرضت خلال الورشة المذكورة 27 ورقة تناولت موضوعات عدة حول موضوع الورشة في ثمان جلسات تناولت التمثيل الفلسطيني في الخارج من مختلف جوانبه والرؤية والآليات والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق تطلعات وتفعيل أدوار فلسطيني الخارج.
واتفق الحضور على ضرورة بلورة رؤية شاملة للمشروع الوطني الفلسطيني وانجازه في ظل محاولات تصفية القضية بحيث تتضمن التمسك بالرواية التاريخية الفلسطينية ووحدة القضية والأرض والشعب وتعريف الهدف الاستراتيجي المتمثل بهزيمة المشروع الصهيوني وتفكيك نظامه العنصري مع الإصرار على الحفاظ على الهوية الفلسطينية واعتبارها هوية نضالية ساعية لحريتها، وكذلك الحفاظ على الثوابت والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها القدس الشريف وحق العودة ودحر الاحتلال وحق تقرير المصير.
كما اتفق الحاضرون على التأكيد على الرفض الكامل والشامل لكل ما جاء في صفقة ترامب - نتنياهو وعلى ضرورة فك الحصار الجائر على غزة وتحرير الأسرى في سجون الاحتلال ومقاومة التطبيع الذي يدعو إلى تغيير وجهة الصراع إلى تهديدات وهمية أمام التهديدات الصهيونية الحقيقية التي تستهدف الأرض والشعب والمقدسات.
وأكدوا على حق العودة المطلق لكل فلسطيني الشتات وهو حق غير قابل للتصرف أو التنازل عليه والعمل على استخدام كافة الوسائل لتثبيته وتفعيله.