وصف عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس المحتلة "عاصمة" لـ(إسرائيل)، بـ"السراب والهراء الإعلامي"، مشيدًا بالمواقف الفلسطينية الموحدة الرافضة صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصفوية.
وأكد عزام لصحيفة "فلسطين" أن "الموقف الإيجابي الإعلامي للسلطة الفلسطينية رفضها هذه الصفقة يتطلب وقفًا جادًّا للتنسيق الأمني"، قائلًا: "من الطبيعي أن تغض السلطة الطرف عن كل الأنشطة والفعاليات المقاومة للاحتلال تقوية للموقف الفلسطيني".
وقال: "ثقتنا بأهالي الضفة الغربية كبيرة، وهم ليسوا في موضع اختبار، ويجب إطلاق يد المقاومة ووقف التنسيق الأمني كي يخرج الشعب بصلابة وقوة في وجه صفقة ترامب التصفوية"، مؤكدًا أن التنسيق الأمني لا يستفيد منه إلا الاحتلال.
وعن حديث ترامب عن توفير العديد من الدول 50 مليار دولار لاستثمارها في "الدولة الفلسطينية المستقبلية"، وتوفير مليون فرصة عمل خلال 10 سنوات، أكد أن هذه الوعود "خداع وسراب لن يقبله" الشعب الفلسطيني.
وأضاف عزام: "تقديم المال خدعة لن تمر علينا، وشعبنا جرّب الوعود الأمريكية، وهذه الأرقام المالية تطرح الآن لخداع العالم وكل من يراقب الأوضاع الفلسطينية"، مؤكدًا أن أمريكا لن تدفع شيئًا للشعب الفلسطيني.
"محاولات فاشلة"
وذكر أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية تنوعت وتوالت عبر عشرات السنوات، وصفقة ترامب جاءت في وضع عربي مترد وأوضاع من عدم الاستقرار والفوضى التي تسود.
وتابع: "هذه الأوضاع أعطت الجرأة الأكبر لإدارة ترامب لإعلان هذه الخطة؛ لكنهم لم يعلموا أنها ستفشل كما فشلت كل الخطط السابقة وسقطت"، مشددًا على عدم نجاح صفقة ترامب التصفوية أمام إرادة الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم.
وأكمل: "رغم تطبيق بعض بنود صفقة ترامب التصفوية على أرض الواقع فيما يتعلق بالقدس وحق العودة للاجئين والتغول الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لاقت رفضًا فلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا، وهذا دليل على فشلها".
"تطبيع مرفوض"
مشاركة سفراء البحرين والإمارات وعُمان في مؤتمر إعلان صفقة ترامب أكد عزام أنها حلقة من حلقات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، "المرفوض والحرام شرعيًّا ووطنيًّا وأخلاقيًّا وسياسيًّا"، قائلًا: "سيكتب التاريخ وسيحكم على هذه المواقف، ولا يمكن على الإطلاق أن تنجح في إدخال (إسرائيل) إلى العواصم العربية والإسلامية".
وعبر عزام عن ثقته بعدم تدحرج الدول العربية في تأييد صفقة ترامب، وأنها "لن تطبق بالقوة"، مشيرًا إلى وجود دول لم تعلن موقفها لوجود علاقات لها مع الاحتلال والإدارة الأمريكية.
ولفت إلى أن المسؤولين العرب المطبعين الذين يحاولون مغازلة أمريكا و(إسرائيل) ستبوء جهودهم بالفشل ولن تعود بالنفع على دولهم، مشيرًا إلى وجود اتصالات تجريها حركة الجهاد الإسلامي مع دول عربية وإسلامية، في سياق جهودها لمواجهة صفقة القرن.
"المقاومة ليست تحت اختبار"
وعن دور أهالي الضفة الغربية في مواجهة صفقة ترامب، قال عزام: "ثقتنا كبيرة بأهلنا في وإخواننا في الضفة الغربية، وهم ليسوا في محطة اختبار، وطوال الوقت كانوا مدافعين بقوة عن هذه القضية المباركة، وقدموا تضحيات كبيرة رغم كل الظروف والتعقيدات".
وأضاف: "أهالي الضفة وغزة والداخل المحتل والشتات الفلسطيني يحملون المشاعر نفسها، فشعبنا واحد موحد ويعيش بمشاعر واحدة ويسعى من أجل أهداف واحدة، والظروف والفرصة مواتية الآن لكي تغض أجهزة أمن السلطة الطرف عن فعاليات المقاومة المواجهة لصفقة ترامب".
"خطوات عملية"
ودعا القيادي في "الجهاد الإسلامي" إلى ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني، مع وحدة الموقف الفلسطيني الرافض صفقة ترامب، والبناء عليه.
وقال: "عندما تعلن السلطة رفضها الصفقة، ورفض التعاطي مع الضغوط الأمريكية الهائلة والدول العربية؛ فهذا موقف إيجابي وجيد، ويجب ألا تقف عند هذه الحدود، بل يجب أن يكون هناك خطوات عملية أكثر".
وطالب عزام رئيس السلطة محمود عباس بعقد اجتماع لكل الفصائل والهيئات الفلسطينية المحلية، في العاصمة المصرية القاهرة في وقت قريب، مثمنًا خطوة دعوة ممثلين للجهاد الإسلامي وحماس للمشاركة في اجتماع تشاوري برام الله.