أجمع متحدثون وباحثون في شؤون القدس، أن عام 2019 الماضي، هو الأشد والأقسى على مدينة القدس نتيجة تزايد جرائم الاحتلال بحق سكانها ومقدساتها، مرجحين أن يكون العام الجاري أكثر قسوة من الأعوام السابقة.
جاء ذلك، خلال ندوة نظمتها الهيئة الشعبية لنصرة القدس ومؤسسة القدس الدولية- فلسطين، اليوم الخميس، بعنوان "حال وواقع القدس في العام 2019"، في مقر مؤسسة القدس، غرب مدينة غزة.
وأكد رئيس مؤسسة القدس الدكتور أحمد أبو حلبية، أن مدينة القدس تعيش أوضاعاً صعبة، بفعل جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، منذ احتلالها عام 1967.
وأوضح أبو حلبية في كلمته خلال الندوة، أن الاحتلال صعّد من هجمته الشرسة ضد القدس والمسجد الأقصى، خلال الأعوام السابقة، وخاصة العام الماضي، حيث ازدادت اقتحامات المستوطنين للأقصى ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني له.
وشدد على أن "عام 2019، كان من أخطر الأعوام التي مرّت على مدينة القدس وسكانها والمسجد الأقصى"، معتبراً جرائم الاحتلال بأنها ترقى لـ "جرائم حرب وإبادة جماعية".
وأشار إلى أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا مدينة القدس خلال العام الماضي وصل إلى أكثر 32 ألف مستوطن وخاصة في شهر أكتوبر بحجة الأعياد اليهودية، وتحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وبحسب أبو حلبية، فإن الاحتلال مارس إجراءات عنصرية ضد المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، حيث منع أكثر من 200 منهم من دخول الأقصى، إضافة إلى مصادرة آلاف الدونمات، بهدف توسيع المستوطنات الإسرائيلية.
وبيّن أن الاحتلال أقام أكثر من 20 مستوطنة في مدينة القدس خلال العام الماضي، إضافة إلى تصعيد سياسة هدم منازل المواطنين، حيث أقدم على هدم أكثر من 300 منزل.
وجدد تأكيده، أن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر والجرائم في مدينة القدس، خاصة بعد اعترافها بالقدس عاصمة للكيان، ونقل سفارتها لها.
ولفت إلى أن غض الطرف من بعض الدول العربية والأوروبية عن جرائم الاحتلال في مدينة القدس، ساعده في ارتكاب المزيد من الجرائم.
وحذر من أن عام 2020 الجاري، سيكون أشد وأقسى على مدينة القدس بفعل ازدياد جرائم الاحتلال والتشجيع الأمريكي، مطالباً بضرورة التحرك على كل الأصعدة الفلسطينية والعربية والدولية لحماية القدس والمسجد الأقصى.
بدوره، أكد الأسير المقدسي المُحرر المُبعد إلى غزة فؤاد الرازم، أن القدس يعيش واقعاً أليماً، فكل شيء مُستهدف من الاحتلال، إضافة إلى محاولات تزييف التاريخ.
وشدد الرازم خلال كلمته، على أن "الاحتلال كثّف من جرائمه ضد القدس بعد إعلان الإدارة الأمريكية أنها عاصمة للكيان ونقل سفارتها لها"، معتبراً عدم استجابة غالبية دول العالم بنقل سفاراتها لمدينة القدس "فشل أمريكي".
ووصف العام الماضي بـ "الأخطر على المسجد الأقصى" من حيث التهويد وزيادة أعداد المقتحمين، "والأخطر من ذلك هو الحماية التي توفرها قوات الاحتلال للمستوطنين لأداء الصلوات التلمودية".
وقال: "رغم كل جرائم الاحتلال إلا أن المقدسيين استطاعوا كسر القفل الموضوع على باب الرحمة منذ عدّة أعوام"، مشدداً على أن "القدس والأقصى ملك خاص للمسلمين ولا حق لليهود فيها، وستبقى عصية عن الانكسار".
وجدد تأكيده على أن "الحراك الشعبي والمقدسيين سيفشلون كل مخططات الاحتلال"، محذراً من أن "العام الجاري سيكون الأسوأ على مدينة القدس ما لم يتم التدخل لحمايتها".
وطالب الرازم، قيادة السلطة، بإنهاء الانقسام السياسي ووضع رؤية استراتيجية وطنية لمجابهة المخططات التي تُحاك ضد القدس والقضية الفلسطينية، خاصة بعد إعلان صفقة القرن.
ودعا الدول العربية والأوروبية، إلى الضغط على الاحتلال لإنهاء جرائمه في مدينة القدس، مطالباً وسائل الإعلام بضرورة تسليط الضوء على ما يجري في مدينة القدس.
إلى ذلك، أكد الأسير المحرر المقدسي سامر أبو سير ما قاله الرازم، مشدداً على ضرورة التمسك بالهوية المقدسية ومواجهة الاحتلال.
وعدّ أبو سير خلال كلمته، ما جرى الطفل قيس أبو ارميلة "تجسيداً للواقع الذي يعيشه المقدسيون"، مشيراً إلى أن المقدسي يواجه استحقاق لتوفير الحماية له.
وبيّن أن الخطورة فيما يجري في القدس، هو رفض الاعتياد فيما يرضى به الاحتلال، حيث يجب مواجهة سياسات الاحتلال بشكل آني ويومي من خلال كل الوسائل المتاحة.
وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي في القدس "قاسٍ وصعب جداً" بفعل إجراءات الاحتلال، وهو ما أدى إلى إغلاق بعض المحال التجارية والشركات والورش، منبّهاً إلى أن الاحتلال يُمارس "سياسة كي الوعي" من خلال تعليم المقدسيين المنهاج الإسرائيلي.
ودعا إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام لحماية القدس، مطالباً قيادة السلطة بالتحرك الجدي لبلورة خطة استراتيجية لتعزيز صمود المقدسيين ومواجهة اجراءات الاحتلال.
من جانبه، تطرق الأسير المحرر المقدسي محمد حمادة، للحديث عن دور المقدسيين في مواجهات السياسات والممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس.
وأكد حمادة في كلمته، أن المقدسيين يسطّرون أروع معاني البطولة في الدفاع عن المسجد الأقصى ومواجهة سياسات الاحتلال التهويدية ومحاولات تهويد القدس.
وقال: "رسالة أهل القدس تجدونها في مشاهد الشبان وهم يدافعون عن الأقصى بصدورهم العارية، ويتصدون لممارسات الاحتلال"، مستدلاً بموقف بحث المقدسيين عن الطفل "قيس أبو رميلة" قبل عدة أيام.