اتضحت تفاصيل 80 صفحة مما تسمى صفقة القرن في مجملها تقوم على حماية الاحتلال الإسرائيلي وشرعنة وجوده وسيادته في الضفة الغربية ومحاصرة غزة وتهويد القدس وتحييد العرب والمسلمين.
مخاطر الصفقة واضحة بمسح الهوية الوطنية الفلسطينية، وإقامة كيان يتبع للاحتلال ويخضع له، في أجزاء من الضفة الغربية، مع إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس وتهويدها، مع تحييد العرب والمسلمين، ولم يكتفِ بذلك، بل حصار غزة وسحب سلاح المقاومة، وإنهاء وجودها عبر القضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مع الإشارة لإنهاء السلطة الحالية في حال لم تشارك في الصفقة.
أحكمت الصهيونية سيطرتها على الرئاسة الأمريكية وسط نشوة نتنياهو بما حققه من إنجاز للاحتلال، وبفعل ذلك تحولت إلى مخاطر حقيقية على القضية الفلسطينية، يفترض أن يتحرك الجميع نحو مواجهتها، وهنا بالتركيز على القضايا الأساسية.
الاتجاه نحو اتخاد خطوات وطنية جماعية لمواجهة الاحتلال وفق مشروع قائم على مواجهة الاحتلال في الضفة الغربية، وإعادة النظر في العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، مما يسمح بعودة المقاومة التي من شأنها أن تضع حدًّا للاستيطان، ومواجهة جيش الاحتلال، ما يساهم في حصر الاستيطان وردعهم عن الوصول للضفة الغربية.
تعزيز الحضور الفلسطيني في القدس عبر دعم المقدسيين في مواجهة سياسة التهجير التي يتبعها الاحتلال، وتعزيز مكانة المسجد الأقصى، وحمايته عبر المرابطين وتعزيز حضورهم، وكذلك تقديم مشاريع دعم واسعة للمقدسيين على المستوى المعيشي يضمن حضورهم في القدس ويعزز صمودهم.
الخطر الفعلي في الصفقة مرتبط بالسيطرة على 60% من الضفة الغربية، ما يعني أن الاحتلال يصبح مسيطرًا على 90% من فلسطين التاريخية، وهذا يتطلب أن تتخذ السلطة قرارًا جريئًا يتعلق بالدور الوظيفي لها، وهو ما أشار له رئيس السلطة محمود عباس، ويتطلب أن يتحول لفعل حقيقي، ويترجم لخطوات فعلية، لمواجهة ذلك.
من بين المخاطر الفعلية ضمن الخطة هو ما تحدث عنه نتنياهو وتعمد إبرازه هو استهداف حركة حماس وسحب سلاح المقاومة في غزة، وهو يعطي ضوءًا أخضر باستهداف المقاومة، وبينها تنفيذ اغتيالات ضد قادة المقاومة، وهو ما تعمد ترامب الحديث عنه عند الإشارة لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، وأن الاغتيال مرتبط بدعوته لتحرير القدس، وهذا يتطلب من المقاومة أن تحتاط للأمر وتعد العدة لمواجهة الاحتلال المرحلة القادمة في ظل الدعم الأمريكي المطلق باستهداف المقاومة.
لعل المخاطر الفعلية هي توفير غطاء للمطبعين العرب مع الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة بحضور سفراء دول التطبيع عُمان والبحرين والإمارات، ومباركة بعض الدول العربية عبر بيانات متعددة، في جلها تبارك الخطوة الأمريكية، ما يشجع الاحتلال نحو خطوات فعلية لتطوير العلاقة مع الاحتلال وخروج بعضها للعلن.
الصفقة في صميمها صهيونية تهدف لحماية الاحتلال، وتجند ترامب لدعم الاحتلال وصدقه الحميم نتنياهو، في وجه الفلسطينيين والعرب، وترسيخ للغطرسة الأمريكية في المنطقة، يضمن فيها ترامب دعم الصهيونية واليهود له في الانتخابات القادمة، ودعم نتنياهو للفوز في الانتخابات القادمة، وكل ذلك على حساب الفلسطينيين والعرب.