طالب اختصاصيون اقتصاديون بتشكيل لجنة محايدة لوضع "النقاط على الحروف" فيما يتعلق بأزمة شركة كهرباء القدس المحتلة، والرد على الاتهامات الموجهة للشركة بالتقصير والخلل الإداري، وما يروج حول صراع بين الشركة وشركات اتصالات حول "خط الإنترنت".
وأثيرت حالة من السخط الشعبي في الضفة الغربية على الخدمة التي يتلقونها من الشركة، واتهموها بالتقصير، الأمر الذي رفضته الشركة، وحمّلت الاحتلال جزءا من المسؤولية، وطالبت السلطة بمساعدتها في إلزام المشتركين المقتدرين على الدفع، ووضع حد للتعديات وأعمال السرقة.
ورأى الاختصاصي الاقتصادي نور الدين أبو الرب، أن ثمة أسبابا أوصلت حال شركة كهرباء القدس إلى وضعها حاليا؛ منها أسباب داخلية تتعلق بإدارة الشركة وأخرى خارجية.
وقال أبو الرب لصحيفة "فلسطين": صدرت في الآونة الأخيرة تقارير تتحدث عن سوء إدارة داخل شركة كهرباء القدس وطرق تحصيل الفواتير، كما أن الشركة واجهت مشكلة مع بعض الأحياء السكنية خاصة المخيمات في الالتزام بدفع ثمن الاستهلاك وحدوث سرقة وتعديات على خطوط الشركة، وذلك جعل الشركة مديونة للشركة "القطرية الإسرائيلية" التي قطعت الكهرباء رداً على ذلك.
وتطرق أبو الرب في حديثه إلى رواية قال إنه غير متأكد منها حول خلاف بين شركة كهرباء القدس وشركات اتصالات فلسطينية بسبب إدخال كهرباء القدس خط النفاذ أو ما يعرف بـ"الفايبر" على عملها وهذا جعل الأخيرة تذعر وعدته تعديا على عملها.
وجزم الاختصاصي الاقتصادي د. نصر عبد الكريم أن شركة كهرباء القدس ستكون أمام تحديات في القريب، إذا لم تستطع أن تتجاوز الأزمة المالية، وأن تعيد ترتيب وضعها الإداري والمالي.
وبين عبد الكريم لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال من مصلحتها أن تكون شركة كهرباء القدس واقعة في هذه الإشكالات، لأن كهرباء القدس موروث فلسطيني يسعى الاحتلال لتهويده.
ولا يستبعد استحواذ رجال أعمال أو شخصيات متنفذة في السلطة على النصيب الأكبر من أسهم الشركة إن بقيت عالقة في أزماتها.
لذلك يؤكد الاختصاصي عبد الكريم ضرورة إيجاد حلول لتلك المسببات، بحيث تعيد كهرباء القدس حساباتها، وتحسن إدارتها، في المقابل تساعدها السلطة الفلسطينية خاصة في مناطق المخيمات بوضع عدادات دفع مسبق لإلزام المخيمات بالسداد.
من جهته نفى هاني عبد السلام، أمين سر شركة كهرباء القدس وجود تقصير أو تقاعس من جانب الشركة أو خلل إداري، مؤكدا أن شركة الكهرباء "القطرية الإسرائيلية" هي التي تسببت بقطع التيار الكهربائي الأيام الماضية الذي ترتب عليه ذعر لدى المشتركين.
وأوضح عبد السلام لصحيفة "فلسطين" أن شركته فعلاً أدخلت نظام خط "الفايبر" إلى نطاق عملها قبل أعوام بهدف تنظيم إطار عملها وأنها لم تحصل على ترخيص من السلطة لتزويد المشتركين به.
ولم يشر عبد السلام في حديثه إلى أنه ترتب على ذلك خلاف مع شركات اتصالات أم لا.
وتفاقمت أزمة تكرار انقطاع التيار الكهربائي التي تعيشها مدن الضفة الغربية المحتلة، وأبرزها المدن التي تقع ضمن امتياز شركة كهرباء القدس خلال فصل الشتاء بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة.
وأصبحت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في الآونة الأخيرة حديث الشارع في الضفة الغربية المحتلة، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وانطلقت صفحات على موقع "فيسبوك" تطالب برفع قضايا تعويض على شركة كهرباء القدس، بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء عن منازل المواطنين والمحلات التجارية، وغيرها في بعض محافظات الضفة.