منذ فجر الثورة والشعب الفلسطيني يؤكد حق الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين للأراضي المحتلة _لذلك كانت المنظمة_ كعنوان سياسي للشعب الفلسطيني وكتب الميثاق الوطني وتهيكل المجلس الوطني وتم تشكيل المجلس المركزي واللجنة التنفيذية لِـ م.ت.ف، للتحرك تجاه الهدف الموحد _تحرير فلسطين كل فلسطين وبناء الانسان الفلسطيني الحر_ بالحفاظ على حقوقه في ظل ما ذكرنا من نظام فلسطيني سياسي متواضع ،ويفترض أن نرى تقدمًا في واقعنا السياسي والتنظيمي تجاه التحرير.
كل المحطات النضالية والمعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني وممثلوه من القوى والفصائل لم تتقدم تجاه الهدف بل لم تحافظ على مكونات الثورة والثوار، بسبب عوامل خارجية قادتها انظمة الرجعية العربية لتبديد جهد الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال ،وعوامل داخلية أساسها الانتهازية والمصالح الخاصة وارتباطات فضلت المصالح الفئوية والشخصية فتنازعت الفصائل وتراجعت أولوياتهم من تحقيق وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني بالدولة والقدس واللاجئين الى أوسلو وإفرازاته، مما دعا اهل الحل السياسي لتجريد شعبنا الفلسطيني من عمقه الوطني القومي والاسلامي _بعنوان القرار الفلسطيني المستقل_ وهذا ما افضى الى استفراد انظمة الحكم العربي وبدعم الامبريالية الامريكية والصهيونية لدفع قيادة المنظمة لدخول نفق اوسلو تحت شعار الرجعية العربية (ما يريده الشعب الفلسطيني نحن معه).
لم يبخل الشعب الفلسطيني بدم الشهداء للحفاظ على جذوة النضال مشتعلة على مدار السبعين عامًا الماضية (رغم كل الذين اعتلوا اكتافه وتكرشوا حتى باتوا بلا رقبة)، وحرفوا مسار العمل المقاوم عن استهداف العدو الصهيوني لحماية مصالحهم ومواقعهم.
لم يهدأ الكمبرادور الفلسطيني ولم يكتفِ ولم يتوقف عن مص دماء الشعب الفلسطيني المكلوم ،وما زالت انظمة الحكم العربي الرجعي مع الكمبرادور الفلسطيني ترفع شعارات المقاطعة مع الاحتلال ،اعلاميا وتمارس التطبيع ،بل وتؤسس العلاقات الاقتصادية على حساب الوطن والقضية دون خجل، قائلة: هذه العلاقة مع الاحتلال لخدمة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته (إنهم يمارسون الزنا السياسي والاقتصادي بعد انتفخت كروشهم).
الطبيعي ألا تلتقي قيادة شعب هدفه التحرير وتأسيس دولة مستقلة وعاصمتها القدس والحفاظ على حقوق اللاجئين وحماية المشروع السياسي الوطني لشعبنا وقيادته مع انظمة هدفها تمتين العلاقة مع المحتل والغاصب الصهيوني ،للحفاظ على مكتسبات خاصة بهم.
المطلوب تفعيل علاقاتنا كشعب فلسطيني مع شعوب الامة العربية والاسلامية على امل بناء انسان حر ليخوض مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي ثم التقدم للتنمية والتطوير في الوطن ثم الابداع السياسي والاقتصادي في مناطق الاقليم العربي والاسلامي.
وما صفقة القرن الحديثة الا امتداد صارخ وواضح للعلاقات الرجعية العربية الصهيونية والامبريالية والكمبرادور الفلسطيني -نحن نمر بمرحلة الجهر بالسوء والفجور في السلوك السياسي.
الغريب أن جميع القوى الفلسطينية وكل القيادات الشعبية الفلسطينية تعي هذا جيدا لكنهم حتى اللحظة يعيشون في غفلة في الممارسة السياسية لمواجهة هذا الواقع السياسي المر الخطير المدمر لما تبقى من قضيتنا بالمحافل الدولية والعربية والإسلامية، الشعب ينتظر من الجميع تغيير السلوك السياسي باتجاه التصحيح بقيادة المرحلة الوطنية الديمقراطية لتحقيق الهدف وهو تحرير فلسطين والإنسان الفلسطيني قبل فوات الأوان، فكل فصيل بانطلاقته يؤكد على المشروع الوطني بتحرير القدس واقامة الدولة وعودة اللاجئين وهذا عنوان يحتاج لممارسة واقعية لتحقيقه وفتح الطريق امام احرار العالم لدعمنا، فالإخوة بفتح أكدوا بانطلاقتهم قبل ايام على الثوابت والمشروع الوطني والرفاق بالجبهة الشعبية اكدوا وعملوا على ذلك والجهاد الاسلامي وحماس هم في قلب المعركة لتحقيق ذلك والرفاق بالجبهة الديمقراطية عملوا على ذلك وما زالوا يعملون ليلا ونهارًا لتحقيق موقف وطني جامع شامل وكامل للحفاظ على الثوابت الفلسطينية والمشروع الوطني وتنفيذ كل القرارات بالمجلس الوطني والمركزي التي تدعم خروجنا من نفق العمل السياسي الساقط لذلك ننصح بـ:
1- بناء برنامج وطني موحد للمقاومة من خلال مؤتمر وطني شامل جامع للحوار لتقييم المرحلة التي نعيشها.
2- تكليف القيادة الفلسطينية بتنفيذ تلك التوصيات.
3- إعادة الاعتبار لميثاقنا الوطني الفلسطيني المُؤسس.
4- إعادة الاعتبار لكل مفهوم وطني جامع يصب في انجاز مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي.
5- إدارة المرحلة التي نعيش بشكل جماعي ولتكن علاقات ثورية استثنائية من الازمة السياسية.
6- على كل الفصائل والقوى والفعاليات تقييم هياكلها الحركية والحزبية والتنظيمية لتكون على مستوى التحديات المحلية والعربية والاقليمية _ولنكن بمستوى تضحيات شعبنا_ فقطار الثورة الشعبية ماضٍ حتى التحرير.
لذلك بما تقدم نستطيع ان نقدم تهنئتنا للشعب الفلسطيني بكل الانطلاقات الثورية والفصائلية على اختلاف مشاربها والا فلن يرحمنا شعبنا يوم ان يُقرأ التاريخ.