المشاركة من رؤساء وزعماء الدول وخاصة الأوروبية، هي مشاركة دفع التهمة بالتقصير أو المشاركة فيما يعرف أوروبيًّا المشكلة اليهودية، وقد عمل الاحتلال على مدار ما يزيد على 70 عامًا، على استغلال الحادثة لتبرير مصالحها، ووضع الأوربيين في موضع الاتهام والتقصير، والبكائية الدائمة، في سبيل إخضاع مواقف الدول لصالح الاحتلال، وحتى الدفاع عن جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
الأمر المتفق عليه أن هذا المؤتمر هو مؤتمر الغرباء على أرض فلسطين التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وبدعم من أوروبا التي أرادت التخلص من اليهود بأي ثمن، وأن هؤلاء الغرباء لا يمتلكون أن يعطوا الاحتلال الأمن والأمان، وأن المؤتمر أبقى المخاطر التي تتهدد الاحتلال موجودة وباقية، وتتطور في كل الجبهات، وأن المؤتمر الذي سيقدم الدعم المعنوي للاحتلال، لن يتمكن من تغيير الوقائع التي يقع بعضها على بعد أمتار من المؤتمر، بوجود الفلسطيني الإنسان والأرض والحقوق والتاريخ، بل ويدافع عنها بشراسة وقتال، كما هو الحال في المشاركات الواسعة فيما يعرف بصلاة الفجر العظيم، أو امتلاك القوة كما هو الحال مع المقاومة بغزة.
عقدة الفناء التي تسيطر على وعي الاحتلال وتطارده، من خلال الفلسطيني الذي يقاتل بشراسة ويطور أدواته، ويتمسك في أرضه، وفي نفس الوقت فشل كافة سياسات الاحتلال في النيل منه بالقتل والإرهاب والتشريد والمطاردة، ولعل مسيرات العودة الأخيرة أحيت الوعي الفلسطيني مجددًا أنه لن يغفر ولن ننسى جرائم الاحتلال، وكما يدعي الاحتلال بأنه لن ينسى محارق أوروبا ضد اليهود فإن الفلسطيني لن ينسى جرائم الاحتلال على مدار سبعين عاما من القتل والإرهاب، وأن مشاركة أربعين وحتى 190 لن تغير من حُصيصة الأرض شيئًا، والثابت أن فلسطين للفلسطينيين، وأن نهاية الاحتلال ستكون إلى زوال، وهو ما أشارت إليه دراسات عبرية وإسرائيلية حديثة أن الخطر الوجودي للاحتلال قادم لا محالة.