فلسطين أون لاين

تقرير حواء العاملة: طقس ماطر.. ما الحل مع أطفالي؟

...
صورة تعبيرية
غزة/ أسماء صرصور:

أرعدت السماء وأبرقت، وهطل المطر الغزير، إيذانًا ببدء جولة جديدة لمنخفض جوي عميق، ليبدأ "صراع آخر" في داخل كل أم عاملة، ماذا ستفعل مع أطفالها؟، هل تغامر وترسلهم للحضانة وتذهب إلى عملها؟، أم تسلك طريق الإجازة الطارئة؟

أسماء عبد العزيز (تعمل في مؤسسة إغاثية) تقول: "لا أستطيع ترك عملي لأنه مرتبط بأرواح مرضى وتنسيق لمواعيد خاصة بهم"، مشيرة إلى أنها منذ بداية زواجها اتفقت مع شريك حياتها على مساعدتها في العناية بأطفالهما.

وتشير عبد العزيز إلى أن زوجها في أثناء المنخفضات لديه مرونة في تغيير دوامه، فيعتني بطفلتيهما جيدًا، وإن كانت لديه مشاغل، تبقى الطفلتان في رعاية والدة الزوج حتى انتهاء دوام الأم، موضحة أن هذه ضريبة تدفعها كل أم عاملة مضطرة إلى الخروج للعمل.

وفي أروقة أحد مشافي محافظات قطاع غزة، بدأت إحدى الممرضات التي فضّلت عدم ذكر اسمها مناوبة البيات، مصطحبة معها طفلتها ذات العام ونصف العام، وفي أثناء ممارستها لعملها في فحص المرضى وإعطائهم الدواء، تترك ابنتها مع المرافقات حتى تنتهي.

وتقول: "زوجي لا يجيد العناية بطفلتي الصغيرة، وحماتي ترفض رفضًا قاطعًا الاعتناء بها"، مبينة أن ظروفها المادية تجبرها على العمل، ولا تستطيع وضع ابنتها عند أي أحد.

في المقابل الصحفية ديانا المغربي تضع صحة أطفالها أولوية لها، وعند اشتداد المنخفضات الجوية تأخذ قرارًا حازمًا بتعطيل دوام بناتها من المدرسة، وتطلب من عملها إجازة طارئة لكون المؤسسة التي تعمل بها تمنح الأمهات تسهيلات خاصة، مضيفة وهي تضحك: "يصبح مقر عملي هو المطبخ وقت المنخفض لصنع المأكولات التي تدفئ صغاري".

بدورها تبين خبيرة التدبير المنزلي نجلاء الغلاييني أنه يجب على كل امرأة عاملة أن تضع خطة في بداية حياتها الزوجية بالتوافق مع شريكها، هل ستستمر في عملها بعد الإنجاب؟، وهل الأسرة بحاجة لدخلها المادي أم لا؟

وتذكر الغلاييني في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وقلة الرواتب ومستوى الدخل، تدفع المرأة للعمل؛ لذا عليها أن تجهز خططًا وبدائل لتنفذها وقت المنخفضات الجوية.

وتقول: "لا أنصح بخروج الأطفال في سن الحضانات في أثناء الأجواء الباردة"، موضحة أنه من الممكن تقاسم أيام الإجازات السنوية في المنخفضات بين الزوجين، فيأخذ أحدهما بدايته إجازة، والآخر في نهايته؛ للمكوث مع الأطفال في المنزل.

وتستدرك الغلاييني: "إن كان الزوج غير موظف ويعمل عملًا حرًّا، وطبيعة عمل الزوجة لا تسمح لها بأخذ إجازة طويلة، يمكنها أن تفكر بأخذ إجازة دون راتب، وتضحي قليلًا، مقابل احتضان الأبناء والحفاظ على صحتهم"، موضحة أن الأم ستعاني في السنتين الأوليين من عمر الأطفال ثم بعد ذلك عندما يكبرون يهون الأمر.

وتطرح حلًّا آخر باستجلاب حاضنة داخل البيت، إذا لم تستطع أخذ إجازة من عملها، أو حالتها المادية لا تسمح بأخذها، متابعة: "هناك شركات توفر حاضنات مؤتمنات بساعات محددة مقابل أجر مادي".

"ومن الحلول الاتفاق مع والدة الزوج أو الزوجة على ضيافتها مدة المنخفض الجوي وبقائها مع الأطفال، بالاتفاق بين جميع الأطراف" كما تقول خبيرة التدبير المنزلي، مشددة على أنه يجب عدم إشعار المرأة العاملة بأنها مهملة بيتها، فهي تخرج لتوفير مصدر دخل مادي لصناعة وتربية أبناء ناجحين مستقبلًا في المجتمع.