فلسطين أون لاين

ما مغزى حضور احتفالات المحرقة؟! نريد شبابًا لا تجارًا

لا توجد فرصة حقيقية للاستقرار في المنطقة العربية، والشرق الأوسط. دولة الاحتلال تحاول فرض سيادتها على بقية الأرض الفلسطينية المحتلة. (إسرائيل) التي فرضت سيادتها على القدس، وحازت على دعم أمريكي كبير من خلال نقل السفارة الأمريكية إليها، تحاول ضم منطقة C ومناطق الأغوار.

دعوة (إسرائيل) لقادة العالم لحضور احتفالات ذكرى المحرقة اليهودية تحمل دعوة للعالم للاعتراف بالواقع القائم، وبسياسة الضم القادمة. إن حضور وفود لإحدى وأربعين دولة للاحتفالات في القدس يتضمن اعترافا ضمنيا من هذه الدول بالقدس عاصمة (لإسرائيل) . وهو نوع من الالتفاف الصهيوني على معارضة جل الدول نقل سفاراتها إلى القدس.

إن حضور واحد وأربعين وفدا دوليا إلى القدس فيه دعم غير مباشر لدولة الاحتلال رغم العدوان المتكرر لجيش الاحتلال على غزة، وانتهاك حرمة الضفة، وإدارة نتنياهو ظهره لعباس . ويمكن أن يعدّ هذا الحضور غير المسبوق من حيث عدد الوفود رشوة لنتنياهو، وتعزيزا لموقفه من رفض قرار محكمة الجنايات. ربما يقول نتنياهو للمحكمة: تريدون أن تحاكمونا، ودول العالم تأتي لزيارتنا ومشاركتنا مأساتنا القديمة، وفي هذه المشاركة نفي دولي لجدوى قرار محكمتكم؟!.

اهتمام دولة الاحتلال بذكرى المحرقة في هذا العام، وحرصها على توسيع الحضور الدولي يحملان رسائل عديدة، منها أن (إسرائيل) تعيش في ظل حماية دولية واسعة وقوية، أمام الأخطار الحديثة، وأن دول العالم لن تسمح بمحرقة جديدة لليهود. ومنها أن هذه الدول تتفهم سياسة (إسرائيل) المحلية والخارجية، وأنها تتفهم خطوات (إسرائيل) الأخيرة في القدس، وفي الضفة. ومنها أن على ألمانيا مواصلة تعويض اليهود عن معاناتهم، وعلى هذه الدول تأييد (إسرائيل) في الأمم المتحدة، وفي المنظمات الدولية.

هذا الحضور الواسع يمثل نجاحا لدبلوماسية نتنياهو، وفي الوقت نفسه يمثل فشلا ذريعا لدبلوماسية عباس، ومنظمة التحرير التي تملك 128 سفارة، وقنصلية، وممثلية في العالم، ولم تتمكن هذه مجتمعة من تحذير وثني هذه الدول عن حضور احتفالات المحرقة في القدس، ولم تبين خطورة هذا الحضور على الحقوق الفلسطينية التي تحترق يوميا بنار الاحتلال والاستيطان والحواجز، وتمتلئ السجون بالأسرى، ويقاسي السكان الفلسطينيون من التمييز العنصري.

نعم، ثمة نجاح إسرائيلي، وفشل فلسطيني وعربي، وهذا واقع محبط، ولكنه يبعث على الغضب، وطلب المراجعة الذاتية، ومعالجة حالات القصور، وقلة الاهتمام. ندعو لتغيير جذري في الدبلوماسية الفلسطينية حول العالم، نريد شبابا نشطا في الممثليات يخدم الوطن، ولا نريد تاجرا يبحث عن مصالحه الشخصية!