مع بداية الفصل الدراسي الثاني فإن أي منزل سيشهد قريبًا حالة من الطوارئ تعلن عنها الأم إلى حين انتهاء تدريس آخر امتحان، لكن لا يمكن للدراسة أن تتم دون الكثير من الحجج والمتطلبات التي يطلقها بعض الأبناء على أمهم للتهرب من الدراسة.
"أمي أنا جائع، أريد أن أشرب، بعد دقائق أمي أريد الذهاب للحمام" وغيرها الكثير من الطلبات التي تحفظها الأمهات غيبًا والتي يكثر طلبها في أوقات الدراسة للامتحانات مما يسبب المزيد من الضغط على الأم التي قد تنهار منذ بداية اليوم وليس في آخره.
الاختصاصي النفسي والاجتماعي إسماعيل أبو ركاب يوضح أن ما يحصل من قبل الأطفال في ساعات الدراسة من كثرة الطلبات أمر طبيعي يمر به أي طالب عند وقت الدراسة وهو ليس غريبًا وعلى الأمهات تقبل الأمر.
ويؤكد في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن هذه التصرفات دليل على ذكاء الطفل، وتعكس حالة من التوتر الذي يعتبر سمة الأذكياء، حيث إن الأشخاص الذين يصيبهم التوتر بسبب الدارسة يعكسون ذلك من خلال طلبات قد تكون غير منطقية للأهل.
ويقول أبو ركاب: "الموضوع مركب من جوانب متعددة منها: الضغط النفسي الذي يعانيه الطفل وهو الناتج عن ضغط بعض المدراس على الطالب في الأيام التي تسبق الامتحانات وهو ما يأتي على حساب حصص الترفيه والرياضة".
ويضيف:" حرمان الطفل من تفريغ طاقته يسبب زيادة في سلوكيات الحركة التي قد تتطور إلى العنف، وبالتالي يصبح ذلك سبب لمشكلة تلاحظها الأمهات في المنزل ولا تجد تفسيراً لها خاصة في أوقات الامتحانات".
ويرى أبو ركاب أن الطلاب الأذكياء هم أكثر من يتحجج وذلك بسبب حالة التوتر التي تصيبهم لأنهم يريدون الحصول على درجات عالية أو الخوف من التعرض لعقاب بسبب عدم تفوقهم في الدراسة.
وينعكس ذلك على هيئة طلبات مثل طلب الطعام وخاصة الحلويات أو الشرب أو الرغبة بالذهاب لدورة المياه وغيرها من الامور التي تستدعي الحركة، وفق أبو ركاب، الذي يشدد على أن الأمر طبيعي ولكن الأمهات لا يدركن ذلك بسبب الضغط الواقع عليهن خاصة عند تدريس أكثر من طفل.
وينبه أبو ركاب أنه على الأم معرفة أنها في "فترة طوارئ" عند الامتحانات، وعليها أن تحاول قدر المستطاع السيطرة على الوضع وتلبية مطالب الأطفال من خلال إشباعهم أو توفير حلويات تعطي طاقة للطفل وتزيد إشباعه.
ويرى أن من المفترض على الأمهات أن تقدر حركة الأطفال وتتقبلها لأنها علامة صحية للطفل السليم وليس العكس، كما أن محاولة قمعها يولد زيادة المطالب عند الطفل وعدم السكوت حتى تلبيتها.
وينصح أبو ركاب الأهل أن يتيحوا فرصة للأطفال للعب في مكان مغلق أو في البيت في وقت معين لتفريغ الطاقة، مع توفير وقت لتناول الطعام حتى الشبع ثم الراحة ليبدأ بعدها في الدراسة، مشدداً على أن تنظيم الوقت قبل الدراسة أمر أفضل وصحي أكثر لراحة الأم والطفل في فترة الامتحانات.