حذرت فصائل فلسطينية، من انفجار الأوضاع في قطاع غزة نتيجة اشتداد الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، واستمرار الاحتلال في المماطلة والتسويف بتنفيذ بنود اتفاق التهدئة الذي رعته جمهورية مصر العربية.
وأكدت الفصائل خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، أن الشباب الفلسطيني يرفض استمرار الحصار الإسرائيلي الذي دخل عامه الـ 14، وأدى إلى زيادة معاناة المواطنين وتضييق الخناق عليهم.
واستأنفت وحدات إطلاق البالونات الحارقة، عملها قبل عدة أيام في إطلاق أعداد كبيرة من البالونات تجاه الأراضي المحتلة، من شرقي وشمالي قطاع غزة، نتيجة مماطلة الاحتلال بتنفيذ بنود تفاهمات التهدئة.
و"البالونات الحارقة" هي بالونات يتم ربطها بمواد قابلة للاشتعال، وبدأ الفلسطينيون باستخدامها بعد الطائرات الورقية الحارقة أيضًا، في مايو/أيار 2018، كأسلوب احتجاجي على مجازر الجيش الإسرائيلي بحق سكان غزة.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن الشعب الفلسطيني يستخدم كل الخيارات المطروحة لديه، في سبيل فك الحصار الإسرائيلي الظالم عنه.
وعدّ المدلل، استئناف إطلاق البالونات الحارقة "عبارة عن تفجير غضب للشباب الفلسطيني الذي شعر أن العدو يُماطل في تنفيذ إجراءات فك الحصار".
وقال: "رسالة الشباب الفلسطيني أنه لا بد أن تتحرك الأطراف الراعية لاتفاق وقف النار للضغط على الاحتلال لتنفيذ تفاهمات التهدئة".
وشدد على أنه "إذا بقيت غزة تحت نيران الحصار وإجرام العدو، فإن الأوضاع ذاهبة نحو الانفجار في وجه المحتل"، مشيراً إلى أن مسيرات العودة مستمرة ولم تتوقف، "أن الهيئة على تواصل مع الجانب المصري للضغط على الاحتلال لتنفيذ تفاهمات التهدئة وفك الحصار"، وفق قوله.
وهذا ما ذهب إليه عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف، الذي أكد أن عودة البالونات الحارقة هي اجتهادات من الشبان الفلسطينيين، نتيجة عدم التزام الاحتلال بفك الحصار المفروض على القطاع.
وأوضح خلف أن هذه التحركات هي ردة فعل مبنية على وجود مماطلة اسرائيلية وتسويف برفع تدريجي للحصار المفروض على القطاع، منذ أكثر من 13 سنة.
وأشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي يعمل على تهويل وتضخيم مسألة القاء البالونات الحارقة، على أنه هجوم كبير من الشبان على دولة الاحتلال، لتهيئة الأجواء الاقليمية والدولية لتبرير أي عدوان محتمل.
وحذّر الاحتلال من تهيئة الظروف لشن أي عدوان على قطاع غزة في المرحلة القادمة، مشدداً على أن "الاحتلال يتعمد التباطؤ وعدم تنفيذ كل القضايا المتعلقة بالحصار".
وعدّ خلف، ظاهرة البالونات "إحدى أشكال النضال والمقاومة الشعبية للاحتلال، وعدم إشعاره بحالة الاطمئنان وإبقاءه في حالة اشتباك مستمرة".
وطالب خلف، جمهورية مصر العربية بصفتها الراعية لاتفاق التهدئة، بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال برفع حصاره المفروض على قطاع غزة والذي دخل عامه الـ 14.
بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية حسين منصور، ضرورة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات عدّة، مشدداً على أنه "لا تفاهمات مع الاحتلال".
وقال منصور، إن الاحتلال لا يفهم إلا لغة المقاومة والنضال، معتبراً عودة البالونات الحارقة "أحد الأشكال النضالية التي يجب أن لا تتوقف".
وأوضح أن عودة البالونات جاءت نتيجة استمرار الحصار وسلوك الاحتلال الإجرامي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، وعمليات القتل والتهويد "التي تستدعي أن ينتفض الشعب الفلسطيني وتكون هناك انتفاضة شاملة"، وفق تعبيره.
وأضاف "الحصار يجب أن يُكسر بكل الوسائل والخيارات المتاحة لدى الشعب الفلسطيني، لأن الاحتلال الذي لا يفهم لغة المفاوضات والحوارات".
وأشار إلى أن الاحتلال مشروع صهيوني يستهدف المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، إضافة إلى الجرائم والتنكيل التي تتنافى مع كل المواثيق الدولية بشكل يومي.
وتابع "من حق الشعب الفلسطيني أن يعاقب الاحتلال على جرائمه، وأن لا يعيش مستوطنوه بحالة هدوء".
وتقود مصر والأمم المتحدة وقطر، منذ عام 2019، مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة و(إسرائيل)، تستند على تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وانطلقت هذه المسيرات في 30 مارس/آذار 2018، وتوقفت لمدة 3 أشهر، على أن تُستأنف نهاية مارس/آذار المقبل، لكن وفق آلية جديدة، بواقع مرة واحدة شهريًا، وفي المناسبات الوطنية البارزة، بعد أن كانت تُنظم أسبوعيًا.