فلسطين أون لاين

انتظروها في يونيو القادم

(الانتخابات الإسرائيلية) في مارس القادم. والانتخابات الفلسطينية في يونيو القادم على أرجح الاحتمالات. إذا أسفرت انتخابات العدو عن حكومة يشكلها أزرق أبيض ربما تزيد فرص انتخابات فلسطينية في التاريخ المذكور آنفا. لماذا تربط قيادة السلطة انتخاباتنا بالانتخابات الإسرائيلية؟! الجواب لأن السلطة نفسها مرتبطة بتبعية شبه كاملة (لإسرائيل)؟! وتزعم السلطة أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تضيء لها طريقها للمستقبل، وطريقها للانتخابات.

من المعلوم أن عباس تعرض لضغوط ألمانية وفرنسية وأوروبية لإجراء انتخابات فلسطينية لتجديد الشرعيات، ويقال إن فرنسا هددت بوقف مساعداتها للسلطة، إذا لم يجر عباس انتخابات عامة.

عباس أذعن للضغوط الأوروبية، رغمًا عن موقفه منها، وفاجأ فتح في الأمم المتحدة بدعوته للانتخابات، التي لم تكن ضمن نص خطابه في الأصل.

فتح ليست مجتمعة على طرح موضوع الانتخابات في هذه المرحلة وفي هذا التاريخ القريب، وبعض أجنحتها المستفيدة من الواقع القائم على المستوى الشخصي طلبت من (إسرائيل) عرقلة الانتخابات، ومنع القدس من المشاركة، وأقنعت قيادات إسرائيلية نافذة أن حماس ستفوز في الانتخابات، وهذا الفوز ليس في مصلحة (إسرائيل)، ولا في مصلحتنا حسب قولهم؟!

الطرف الفلسطيني القريب من المخابرات الإسرائيلية، زعم أن فتح عباس ستخسر الانتخابات، وتخسر الرئاسة إذا ما شارك فيها مروان البرغوثي بقائمة مستقلة، ونافس على الرئاسة؟! وزعم الطرف المستفيد من الوضع القائم على المستوى الشخصي، أن فتح في غزة والضفة غير جاهزة للفوز، وأنها تواجه في غزة قائمة دحلان، وتمرد المحالين على التقاعد، والذين لا يتقاضون رواتبهم، وتواجه في الوقت نفسه البرغوثي، والمستفيد الرئيس في هذه الحالة هو حماس.

المخابرات الفلسطينية وعباس يدركون أنه لا مناص من الانتخابات بسبب الضغوط الأوروبية، ويقولون إنه يمكن تأجيلها بسبب أو آخر، ولكن لا يمكن منع وقوعها، ومنع وقوعها فيه أضرار منظورة وغير منظورة، لذا تعمل المخابرات على الإعداد للانتخابات، وتجري استطلاعات رأي، وتعمل إحصاءات، وتتعرف على شرائح الأصوات المؤيدة، والعائمة، وتستدعي الشخصيات الحمساوية والنشطة في الضفة للتعرف منها بشكل مباشر عن موقفها الشخصي من المشاركة في الانتخابات، وتزودها برسائل الترغيب والترهيب اللازمة.

قصة الانتخابات الفلسطينية، هي قصة فتح التي لا توافق على مغادرة كرسي القيادة، وقصة فتح هي قصة عباس وحاشيته الذين يريدون الاستمرار في القيادة وركوب الحافلة وحدهم، وقصة الغرب مع الانتخابات هي قصة من لا يريد حماس شريكًا، ويريد عباس بشرعية جديدة، بزعم الحاجة إلى رجل قادر على التوقيع وإنهاء الصراع؟!