فلسطين أون لاين

تقرير برقين .. قبور مفتوحة تنتظر عودة أصحابها "المجمَّدين"

...
أرشيف
قلقيلية/ مصطفى صبري:

في خطوة ملؤها الألم والقهر، أقدمت عائلة فلسطينية على حفر قبرين لشهداء العائلة التي تحتجز جثامينهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ أعوام، وكتبت بداخلهما أسماء كل واحد منها، كخطوة ملؤها الأمل بعودة أصحاب القبور لمنازلهم، ودفنهم وفق الشريعة الإسلامية.

عائلة جرار من بلدة برقين قضاء جنين، فقدت اثنين من أبناءها الشهداء، قبل عامين، وهما أحمد نصر جرار وأحمد إسماعيل جرار، ورغم محاولاتهم القانونية من أجل استرداد جثامين أبناءهما إلا أن سلطات الاحتلال ترفض طلبهما.

وترفض العائلة إغلاق القبرين في البلدة دون وصول جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال أو "مقابر الأرقام"

والأحمدين هما أبناء عم، ارتقيا عقب اشتباكين مسلحين مختلفين مع جيش الاحتلال مطلع عام 2018م، وذلك بعد اتهامهما بتنفيذ عملية فدائية أسفرت عن مقتل الحاخام المستوطن "ريئيل شباح".

وقالت والدة أحمد جرار: "لا زالت القبور تنتظر أصحابها، ولن يهدأ لنا بال حتى   ندفنهم، فأمنيتنا أن ندفن أبنائنا في قبورهم وأن لا يبقوا في ثلاجات الاحتلال".

وذكرت الوالدة أن قوات الاحتلال اغتالت زوجها نصر جرار بتاريخ 14 أغسطس 2002م، وقطعت صواريخها جسده، لافتا إلى أن زوجها تعرض لإصابات متعددة.

وأضافت: أنه عقب الإصابة الأولى لزوجي "دفنت يده وساقه"، وعقب الإصابة الثانية "دفنت يده وساقه الأخرى"، وعقب الاستشهاد دفنت باقي جسده.

وأشارت إلى أن عائلتها تحتفظ بملابس ابنها الشهيد أحمد، وقد صنعت له زاوية في المنزل برفقة والده الشهيد القائد وباقي شهداء العائلة.

ورأت أن هذه الزاوية تخفف من آلام العائلة المكلومة، مستدركة: "لكن زيارة القبور المفتوحة فيها ألم ووجع لا يوصف، ورغم ذلك نعلم أين هي أرواح شهداءنا، ولكن نتوق بأن يكونوا في قبورهم تحت الأرض التي أحبوها وأحبتهم".

ويتمسك محمد جرار، شقيق الشهيد إسماعيل، بوعد العائلة بأن القبور ستظل مفتوحة حتى عودة أصحابها.

وقال محمد: "من المؤلم أن ترى قبر شقيقك الشهيد مفتوحا والجثمان غير موجود"، مؤكدا أن الوفاء لدماء الشهداء يكون بدفنهم بطريقة تلاءم تضحياتهم وبطولاتهم.

وفي قرية كفر زيباد جنوب طولكرم، تقطن عائلة الشهيد رعد ماجد بحري، المحتجز جثمانه منذ تاريخ استشهاده 18 أكتوبر 2019م

وقال الوالد ماجد: "نحن لا نعرف النوم ولا الراحة، النار في صدورنا لا تتوقف، فأنا أريد ابني كي أدفنه على الطريقة الإسلامية ثم أرتاح".

ووصف الوالد، احتجاز جثمان ابنه في ثلاجات الاحتلال بـ"العذاب والانتقام".

وأكد أن قوات الاحتلال أعدمت ابنه بشكل متعمد.

وأضاف: "ابني كان يحمل تصريحا للعمل، وعندما حاول اظهار التصريح للجندي، اقترب منه وأطلق النار عليه"، لافتا إلى أن العائلة ذهبت لاستلام جثمانه من مستشفى طولكرم إلا أن قوات الاحتلال تراجعت على الفور وقررت احتجاز جثمانه؛ للتغطية على جريمتهم.

ودلل الوالد على ذلك برفض قوات الاحتلال الإفراج عن أشرطة الفيديو التي وثقتها الكاميرات؛ "لأن المشهد يظهر عملية الاعدام".

وطالب بضرورة التحرك الفوري والجاد لتحريك ملف الشهداء المحتجزة جثامينهم.

وبحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشُهداء، فإن سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز جثامين 253 شهيدا في "مقابر الأرقام" و45 في الثلاجات.

وتضم قائمة الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام منذ انتفاضة القدس في تشرين أول/ أكتوبر 2015، 45 شهيدا من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، أقدمهم الشهيد عبد الحميد سرور والمحتجز جثمانه منذ 15 نيسان/أبريل 2016.

وسبق للاحتلال أن دفن 4 شهداء في "مقابر الأرقام"، بعد أن كان يحتجز جثامينهم في الثلاجات.