فلسطين أون لاين

كيف نعلم الطفل مواجهة مشكلته بنفسه؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

كثيرًا ما يعود الطفل باكيًا لأهله بسبب خلاف حدث بينه وبين صديقه، أو موقف مع معلمه، فيلجأ إلى والديه مستعينًا بهما لحل مشكلته، غير متحملًا المسئولية في مواجهتها بنفسه وحلها.

ما يرجوه الجميع لأطفالهم دون شك هو السعادة وحياة ملؤها السلامة والنجاح دون عقبات، لكن الاختصاصي النفسي والتربوي زهير ملاخة يقول: "طبيعة الخير تقتضي أن نسلحهم بما يجعلهم أهلًا للنجاح ومواجهة تحديات الحياة".

وفي حديث إلى صحيفة "فلسطين" يذكر أنه قد تحدث مشكلة بين الطفل وزميله، أو مع معلمه، وقد يلجأ إلى والديه من أجل حل المشكلة، فلا يعتمد على نفسه، وهذا الأمر يقع على عاتق أهله، لأن ذلك لا يكون إلا باستخدام أساليب تربوية تُغرس في نفس الطفل، وتوجيه عقله نحو تحمل المسؤولية، ومعرفة الخير من الشر، والسلوك الإيجابي من السلبي، وكيفية التعامل مع المواقف وغيرها من المعاملات وأشكالها.

ويضيف ملاخة: "لابد بداية من تربية وسطية معتدلة لا يوجد فيها إحكام وسيطرة وإغلاق ولا إفراط وتدليل زائد، والاعتدال يعني إشباع الحوائج كلها بالتساوي مع تنمية القدرات والإمكانات، والتوجيه الحسن، والمتابعة والملاحظة، والبدء تدريجًا بتحمل نتائج سلوكه وتصرفاته مع النصح والتوجيه والمتابعة".

ويوضح أنه عندما يبدأ الطفل الاحتكاك بعالم المجتمع، يخرج تدريجًا عن إطار الأسرة، وتبدأ تفاعلاته الاجتماعية في الاتساع تدريجًا، وهنا ينبغي التركيز على المهارات الخاصة بالطفل، لحمايته وتوفير الأمان له، وصقل شخصيته بالجميل من الصفات والأطباع بناء على التكوين العقلي الذي تأثر به الطفل وأحبه ومال إليه.

وينبه ملاخة إلى أن من تلك الأشياء مهارات السلامة، وحماية ذاته وكيفيه التعامل مع ذلك بكل أنواع السلامة الشخصية والمدرسية والمجتمعية، ومهارات تكوين السلوك، وتعلم الانضباط وكيف يتعامل مع أقرانه ومعلمه وغيرهم.

ويتابع: "النصح والإرشاد الدائم من مهارات حل المشكلة، وماذا ينبغي تجنبه أو فعله، ولو حدث شيء كيف يتعامل ولمن يتوجه وماذا يفعل، ولتحقيق الغرض التربوي في بناء شخصية الطفل يجب تركه مع ملاحظة ومتابعة آليات تعامله، والحلول التي اتبعها في مشكلاته، والمتابعة الدائمة بحميمية مع أطفالنا بالسماع لهم وتحفيزهم، وتعديل الخطأ، وعدّ تصرفه ليس خطأ بقدر أنه لم يصب الصواب في تعامله".

وفي حال عاد الطفل شاكيًا لأهله موقفًا ما، يبين ملاخة أن في هذه الحالات يجب السماع للطفل، وتوضيح تصرفه الخطأ، ولا ضير تعويده قول ما له وما عليه دون تسويغ أو دفاع قد يكون غير واقعي.

ويتابع: "من المهم التوجه للمدرسة والاستعانة بالمرشد أو المدرس، والاستماع لكلا الطالبين، وتبصيرهم ما يجب أن يكونوا عليه من حب وتعاون واحترام وسلوك حسن، والمحافظة على الشكل الجميل للطالب المتميز الخلوق المثابر".

ويشير ملاخة إلى ضرورة محاولة السماع لهم، وترك مساحة ليتحدثوا عن تصرفهم الخطأ، ووضع الحلول بأنفسهم، وإنهاء الخلاف بأنفسهم، حتى يكونوا صورة جميلة يعتزوا بها، وتكون صمام خير وتنافسًا إيجابيًّا ومانعًا لأي سلوك لا يليق بتلك الصورة الجميلة، وفق حديثه.

ويختم بقوله: "بناء على ذلك يتعلم الطفل من أخطائه، ويكون تعلم من التجربة ومن النماذج التي يتلقاها ويراها، كما أن التعلم من التربية والتوجيه الوالدي، كل ذلك مصدر من مصادر بناء المسؤولية في الشخصية".