فلسطين أون لاين

دون سكر كيف تدفئ نفسك شتاءً؟

...
مهلبية الشوفان
أسماء صرصور

مع دخول الشتاء يقبل الناس على السكر بأشكاله؛ لأنه يعطيهم الدفء السريع والطاقة التي تجعله يتغلب على هذا البرد القارس، فمع البرد يرجف الناس، والرجفة تولد حرقًا، والحرق يولد جوعًا، فيسده الشخص بما تعود عليه: مثل السحلب، والشعيرية، ومهلبية رز أو نشا، أو صينية نمورة، أو عوامة.. أو أي شيء من الأطعمة التي أصبحنا مدمنين عليها.

ووفق خبير التغذية د. رمضان شامية فإن السكر الطبيعي زاد استخدامه بعد عام 1970م، فقبل ذلك كان استخدام السكر قليلًا، وكان معدل الفرد الواحد ما بين 10-20 جم في اليوم، وهو الموصى به عالميًا، لكن اليوم حصة الفرد الواحد أكثر من ربع كيلو جرام في اليوم، من كل ما يقذفه في فمه، وتزداد هذه الحصة في الشتاء، مع كثرة الحلويات.

وبسؤاله: لماذا في الشتاء نقبل على السكر؟"، يعلل شامية في حديث مع صحيفة "فلسطين": "الجسم من الطبيعي يحتاج إلى الدفء، فمن المفترض أن يتحرك الشخص ويتنفس هواءً نقيًا، وهذه هي المشكلة الأولى، فكل الناس تكتم نفسها، وتغلق على نفسها في الغرفة، وتبتعد عن الجو غير النقي, المتجمع فيه ثاني أوكسيد الكربون"، مشددًا على أن أول خطوة دائمًا لا تخنق نفسك بنفسك، اجعل تيارًا للهواء يدخل إليك في كل وقت، لأن الأوكسجين هو غذاء المخ إضافة لسكر الجلوكوز.

ويضيف: "نحتاج أن نأخذ سكر الجلوكوز من مصدره الطبيعي، لا من المصدر الأبيض المكرر، المليء بالمشاكل التي انعكست على أجسامنا بسببه".

ويوضح أن الأوكسجين يحتاج للحديد والهيموجلوبين القوي ليغذي المخ، والعناصر الغذائية ستة هي التي تبني الجسم، ووجدنا هذه العناصر في كل الأغذية: الماء والبروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والأملاح المعدنية، وأي غذاء لا يحتوي هذه العناصر الستة يعد غذاءً غير مثاليٍ وهو ضار بالصحة.

ويذكر خبير التغذية العوامة مثلًا، فهي تحتوي على سكر وزيت مهدرج نتيجة الغلي والقلي، والبروتين فيها نسبته لا تكاد تذكر، وغير ذلك كلها دهون ضارة وسكر ضار، والنمورة ربما إضافة القرفة والجوز واللوز تعدل قليلًا منها، لكن هل كمية الجوز واللوز تغطي كمية ما توصف بـ"السموم البيضاء" (تُطلق على السكر والملح والدقيق الأبيض) الموجودة فيها؟.

والشعيرية هي دقيق القمح، القاسي أو الطري، نضيف عليها قرفة، وكمية السكر التي تضاف تكون أكثر من الدقيق، هذا عدا أنه دقيق أبيض.

وينبه شامية إلى أن الشخص كلما أكل سكريات كثيرة (ملعقة واحدة صغيرة في اليوم) تقل المناعة إلى 50%، ولينظر كل شخص كم معلقة يأخذ في اليوم!، ستجد عددًا كبيرًا من السكر، وهذا يقلل المناعة ويضعف الذكاء ..وغير ذلك.

ويشير إلى أن البدائل الطبيعية يجب أن تعالج مشاكل السكر وترضي الشخص نفسيًا، فإذا جلس الأشخاص في سهرة عائلية لا داعي لصنع السحلب والحلويات، بل تقديم المكسرات بصفة عامة مهمة ومفيدة وتسكب الطاقة، والرخيص منها فائدته كالغالي، مثل بزر عباد الشمس أو القرع الأبيض.

وأما المشروبات الساخنة، فيوصي خبير التغذية بالحلبة دون إضافة سكر، وإذا أراد الشخص إضافته يفضل من مصدر طبيعي ألا وهو العسل، كذلك من المشروبات الينسون والشومر والشاي الأخضر بالنعناع، كل هذه المشروبات بمضادات أكسدة قوية، وتعالج الخلل الذي قد يسببه السكر في المخ.

وبالانتقال إلى المأكولات: بدلًا من الشعيرية والنمورة يمكن استخدام الشوفان، وهو متوافر في السوق وسعر الكيلو الواحد من ستة إلى ثمانية شواقل، ولو زاد إدخاله للبلد سيصبح كسعر الطحين والسكر ...وما شابه، فالشوفان غني بالبروتين والأملاح المعدنية.

ويشير شامية إلى أن الشوفان يمكن عمله بعدة طرق: المهلبية مثلًا مع قليل من الحليب، أو سحلب الشوفان، وكل هذه المكونات يضاف إليها القرفة لأنها حارقة للسكر، ويمكن صناعة الشوربات مثل العدس والخضار في الشتاء.

ويوضح أن هناك مكونات موجودة بالسوق حاليًا، يمكن أن يصنع منها شوربة رائعة، وهذه المكونات هي: اللفت والملفوف والفجل والبصل، وممكن أن تكون مقطعة في الشوربة، أو تدخل على الخلاط لتكون سائلة، وهذا الطعام محسن لكل المناعة وبديل صحي 100%.

ويلفت إلى أن البدائل الأخرى كثيرة في مجتمعنا وثقافتنا القديمة: بليلة الحمص، هو الحمص المسلوق، والقمح باستطاعتي عمل القمح الحلو، وإضافة الزبيب وجوز الهند والحليب.

ويختم خبير التغذية: "هذه كلها بدائل متاحة ورخيصة الثمن جدًا، ونكون بذلك استبدلنا طعامنا في الشتاء ببدائل طبيعية تحتوي على جميع العناصر الغذائية المفيدة للجسم".