تحل هذه الأيام الذكرى السنوية الـ15 لاستشهاد ريم صالح الرياشي، على إثر تنفيذها عملية استشهادية عند معبر بيت حانون "إيريز"، شمالي قطاع غزة، في أنموذج فريد يعكس نضالات المرأة الفلسطينية المتواصل بلا توقف.
بتلك العملية الاستشهادية التي أسفرت عن مصرع 4 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين، يوم الرابع عشر من يناير للعام 2004، خطّت "الرياشي" اسمها في سجل الشرف من الاستشهاديين الفلسطينيين، فكانت سابع استشهادية فلسطينية والأولى من قطاع غزة.
وآنذاك كانت الرياشي تبلغ من العمر 22 عامًا وهي أم لطفلين، وتقطن في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وأكدت مصادر صحفية عبرية، أن الانفجار الناجم عن العملية الاستشهادية ألحق أضرارًا لا توصف بالمكان، حيث قال قائد الفرقة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة آنذاك، العميد غادي شيمني: "إن الرياشي ضللت الجنود، أثناء الفحوصات الأمنية، عندما ادعت أن قطعة من البلاتين مزروعة في ساقها، لذا لم يكن بالإمكان عبورها في جهاز الكشف الأمني الخاص".
وأضاف "شيمني" أن "منفذة العملية استغلت فرصة انشغال الجنود في الاستعداد لإجراء فحص أمني خاص بها، في مثل هذه الحالات، وقامت فجأة بالتقدم نحوهم وبتفجير نفسها".
أمانة ورسالة
القيادية في الحركة النسائية التابعة لحركة حماس، منى سكيك، بينت أن المرأة الفلسطينية التي وصلت لمرحلة أن تكون استشهادية كريم الرياشي، تكون بذلك "ارتقت لتعرف الهدف الحقيقي من الامانة والرسالة التي تحملها".
وقالت سكيك: "تجاوزت الرياشي مشاعر الأمومة موقنةً أن الوطن أكبر من الجميع، وأن مهمتها كمقاومة في هذا الوطن أن تضحي لأجله، فارتقت فوق كل المستويات وفهمت المعادلة الحقيقية للنضال".
وأضافت: "هذا جعل المرأة الفلسطينية مستهدفة من قبل الاحتلال كالرجل بل أكثر لتكون الشهيدة والأسيرة كإسراء جعابيص ولمى خاطر وسميرة الحلايقة لدورهن في النضال المجتمعي".
وأكدت أن الحال وصل بالاحتلال الإسرائيلي لاستهداف النساء الفلسطينيات بالرصاص الحي وقتلهن بدم بارد، من باب القناعة الكاملة أن المرأة إذا سلكت طريق النضال فإنها تُحيي أمة، ولا يهمها قتل أو سجن وأنها ستترك أسرتها خلفها لأنها تدرك أن الكرامة أعز من الروح".
وأشارت إلى أن المرأة الأسيرة تعزز صمود ذويها بالخارج وتضرب ملحمة أسطورية في الصبر والثبات إيمانًا منها بأهمية المقاومة لدحر الاحتلال.
وبينت سكيك أن وجود الاحتلال على أرضنا لم يقيد المرأة الفلسطينية وطموحها بل خلق لديها يقينًا بأن لها دورًا مختلفًا عن كل نساء الأرض، وجعلت الظروف المحيطة بها حافزًا لها للنضال والمقاومة.
وتابعت أن "المرأة الفلسطينية أدركت أن لديها ظروفًا مختلفة عن بقية نساء العالم فصنعت من المحنة منحة، وقامت بتربية أطفالها تربية مختلفة أساسها حب الوطن والدفاع عنه".
ولفتت إلى أن المرأة الفلسطينية هي عمود الخيمة، حيث تعزز من صمود الرجل، وتتيح لها تركيبة عقلها المختلفة عن الرجل الاهتمام بكل أفراد العائلة وتعزيز صمودهم وتوفر لهم كل ما تستطيع لتحدي العقبات التي يخلقها الاحتلال في وجوههم، وزيادة تشبثهم بالوطن.
وامتد دور المرأة – وفقاً لسكيك- لمساندة الرجل في التنمية المستدامة في كل مجالات الحياة والمؤسسات الحكومية والخاصة للدفع بعجلة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، بجانب دورها في تربية الجيل وغرس القيم الوطنية في نفوس الأبناء.