فلسطين أون لاين

تقرير ترامب الساعي لـ"ولاية ثانية".. ماذا سيقدم لـ(إسرائيل) على حساب القدس؟

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد مدة قصيرة من تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني 2017، أصدر جملة من القرارات المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، تنفيذًا لوعوده الانتخابية، التي كان أبرزها اعترافه بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل).

ومع اقتراب نهاية فترة حكم ترامب الأولى وتحضير بلاده لانتخابات رئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، يتوقع أن يقدم المزيد من "الهدايا" لـ(إسرائيل) والتي ستكون على حساب القضية الفلسطينية، بهدف كسب تأييد "اللوبي الصهيوني" صاحب التأثير في الولايات المتحدة.

وخلال فترة ترامب الرئاسية الأولى، مست قراراته العاصمة الفلسطينية وهي القدس المحتلة، من خلال قرارات انتهكت حقوق الفلسطينيين وهددت قضيتهم.

وهدف ترامب من خلال قراراته تجاه القدس المحتلة، إلى فرض وقائع على الأرض لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، كاعترافه المذكور، ونقله سفارة واشنطن من (تل أبيب) إلى القدس، ضمن ما يعرف بـ"صفقة القرن".

ومن ضمن قرارات ترامب كان دمج القنصلية في القدس المحتلة، التي تعد قناة التواصل مع الفلسطينيين بخصوص المعاملات الرسمية الأمريكية، مع السفارة قناة التواصل مع الاحتلال، والتي نقلتها واشنطن في مايو/ أيار 2018.

وعرف من التسريبات حول "صفة القرن" وفق ما نشرته وسائل إعلام دولية، وتداوله بعض السياسيين، هو ومنح الفلسطينيين عاصمة في ضاحية "أبو ديس" القريبة من مدينة القدس المحتلة.

وعمل ترامب على تطبيق قرار الكونغرس الأمريكي الذي أقر في عام  1995 قانوناً بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس"، وهو القانون الذي لجأ الرؤساء الأمريكيون السابقون لترامب، إلى تأجيل تنفيذه.

وضمن خطوات ترامب المستهدفة للقدس، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في السابع من سبتمبر/ أيلول 2018 حجبها 25 مليون دولار، كان من المقرر أن تقدمها مساعدة للمستشفيات الفلسطينية في القدس، وعددها 6 مستشفيات.

وتقدم المستشفيات العاملة في القدس خدمات طبية للفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، كعلاج مرضى السرطان، والعيون.

ومستشفيات القدس التي أوقف ترامب الأموال عنها هي مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، ومستشفى الهلال الأحمر، ومستشفى سانت جون للعيون، ومؤسسة الأميرة بسمة، ومستشفى مار يوسف (شهرته: الفرنسي) ومستشفى الأوغستا فكتوريا -المطلع.

وحول أبرز القرارات التي قد يقدم عليها ترامب تجاه مدينة القدس المحتلة خلال 2020، يتوقع المحلل السياسي عادل شديد، "أن يكون القرار الجديد هو اعتبار سكانها الفلسطينيين وافدين أو مهاجرين لا مستقبل لهم كأصحاب المدينة الأصليين، تمهيداً لإنهاء وجود أي فلسطيني بالمدينة المقدسة".

ويقول شديد لصحيفة "فلسطين": "ترامب عمل على إخراج القدس المحتلة من النقاش العام والدولي، بحيث تعدها قراراته الأخيرة ليست منطقة فلسطينية محتلة، لذلك سيزداد التهويد خلال 2020 والاستيطان داخل العاصمة الفلسطينية بدعم أمريكي كبير".

ويبين أن القرارات الأمريكية الصادمة تجاه القدس المحتلة، بدأ الاحتلال الاستفادة منها، وكان آخرها هو إعلانه السيطرة على مدارس "أونروا" بالمدينة، في محاولة لإنهاء دور المؤسسة الدولية بالمدينة المقدسة، وإنهاء قضية اللاجئين.

ويختم بأن الاحتلال الإسرائيلي سيعمل بالفعل على تبديل مدارس "أونروا" في القدس المحتلة بمدارس أخرى تابعة له، ضمن محاولته إنهاء الوجود الفلسطيني بشكل كامل.

وفي تغيير لسياسة اتبعتها الولايات المتحدة على مدى أربعة عقود، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في نوفمبر/ تشرين الثاني، إن بلاده لم تعُد ترى المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية "غير متسق مع القانون الدولي".