فلسطين أون لاين

​أسلوب انتقامي جديد ضد الطلبة

الطالب "عوض الله" يتحدى قرار الاحتلال بإبعاده من جامعته

...
صورة أرشيفية لمداهمة قوات الاحتلال لجامعة أبو ديس
البيرة / غزة - نسمة حمتو

يجلس الطالب أحمد عوض الله "20 عاماً" في غرفته بمنزله الواقع في مدينة رام الله، في محاولة منه لدراسة مواده الدراسية ذاتياً دون مدرسين، بعد أن حرمه الاحتلال الإسرائيلي من دخول جامعته "أبو ديس" لمدة ستة أشهر.

وجاء قرار المحكمة الإسرائيلية هذا، بعد تعرض عوض الله للاعتقال على حاجز جبعة شمال مدينة الخليل، أثناء ذهابه إلى الجامعة.

وينتظر الطالب قضاء الحكم الإسرائيلي ليعود مجدداً إلى مقعده الدراسي لإكمال عامه الثالث تحدياً للسياسات الإسرائيلية التي يفرضها الاحتلال على الطلبة.

وتحدث عوض الله لصحيفة "فلسطين" عن حادثة اعتقاله من قوات الاحتلال: "كنت متوجهاً إلى الجامعة عندما اعتقلتني قوات الاحتلال وأوقفتني لمدة ثلاث ساعات مقيد اليدين ومعصوب العينين ثم تم نقلي إلى سجن عوفر، وبعد مساومة المحامي على اعتقالي لمدة 6 أشهر إدارياً أو ابعادي عن الجامعة جاء الحكم الأخير".

وأضاف: "حاولت نقض الحكم الإسرائيلي ولكنني حتى الآن أنتظر قرار المحامي".

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف عوض الله على الحواجز الإسرائيلية فهو يتعرض بشكل شبه يومي لمعاناة كبيرة على الحواجز الإسرائيلية والتي تسبب له التأخير عن حضور محاضراته الصباحية.

وتابع عوض الله قوله: "الحمد لله منذ نشأتي تعلمت أننا كمسلمين يجب أن نتوقع كل شيء من الاحتلال ورغم استشهاد والدي إلا أن والدتي كان لها فضل كبير في تعليمي هذه الأمور، أحاول جاهداً الآن دراسة هذا الفصل في جامعة بيرزيت حتى لا يتأخر تخرجي ولكنني لم أحصل على موافقة حتى الآن".

يذكر أن الطالب عوض الله هو نجل الشهيد القسامي عماد عوض الله والذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في التاسع من أكتوبر عام 1998 في منزل بالقرب من قرية ترقوميا جنوب الخليل.

وعن معاناة عوض الله من الحواجز الإسرائيلية التي يمر عليها بشكل يومي، قال: دائماً أتأخر عن الوصول إلى جامعتي بسبب هذه الحواجز فكثيراً ما تأتي قوات الاحتلال لاستدعائي من المنزل، ولكنني أعرف أن الاحتلال ما دام موجودا سيعمل جاهداً من أجل التضييق علينا وتذويب أحلامنا وهذا لن يحدث أبداً".

رغم المواجهات الصعبة التي يتعرض لها عوض الله بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال إلا أن صورة والده القائد القسامي هي الوحيدة التي تشجعه بشكل كبير على إكمال مسيرته التعليمية.

وأضاف عوض الله: "كثير من اللحظات كنت أتمنى وجود والدي بجانبي خاصة في المرحلة الدراسية الأولى وعندما أنهيت الثانوية العامة, واليوم أمضي حكماً بالإبعاد عن جامعتي مدة 6 أشهر".

رغم كل شيء صعب مر به عوض الله أثناء دراسته الجامعية وحتى صدور الحكم عليه بمنعه من دخول جامعته لمدة 6 أشهر إلا أن إصراره على النجاح والتفوق لا زال موجودا حتى الآن، فهو يحاول جاهداً أن يضع له بصمة كالتي تركها والده وعمه.

رئيس دائرة الرصد والتوثيق بمؤسسة الحق تحسين عليان، قال إن قوات الاحتلال بمنعها للطلبة من دخول الجامعة تنتهك بشكل واضح الحق في التعليم والذي يصنف على أنه حق لكل إنسان.

وقال عليان لصحيفة "فلسطين": "هذا الحق يندرج تحت الحقوق الاجتماعية التي تنطبق على جميع المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً أن هذا الحق لا يلزم قوات الاحتلال فقط بتطبيقه على اقليمها إنما على جميع المناطق التي تمتد سيطرتها لها ويشمل الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل كامل.

وأوضح عليان أن منع الطلاب من دخول الجامعة ينتهك حقا آخر من حقوق الإنسان وهو حرمانهم من حرية التنقل وهو ملزم بموجب القانون الإنساني الدولي وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة.

وأكد أن (إسرائيل) تهدف من وراء هذه السياسة إلى "التجهيل" وهو أسلوب تتبعه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الثمانينات بإغلاق الجامعات التعليمية ومنها جامعة بيرزيت وتمتد اليوم باعتقال الطلاب في الأوقات الحساسة خاصة مواعيد الامتحانات.