لا تبرز أهمية المدرب فقط في تحقيق نتائج إيجابية مع فرق قوية ولها تاريخ كبير، بل تظهر هذه الأهمية بشكل واضح حينما يضع المدرب لمساته الفكرية أو الشخصية على مشوار فريق استطاع تغيير معادلات ثابتة في دوري الممتازة.
وبدأ يتضح بشكل تدريجي نتيجة العمل المنظم الذي يقوم به المدرب الشاب محمد العيماوي مع فريق اتحاد بيت حانون في أول مواسمه التاريخية في الدوري الممتاز بعد أن كان حقق إنجازات كبيرة في دوري الدرجة الأولى وصعوده للممتازة بلا أي خسارة.
ولو عاد الزمن عامين بالمدرب العيماوي لم يكن يتخيل يومها أن يتمكن من مدرد المنافسة على الصعود للممتازة حينها، لكن ذلك تحول من حُلم إلى واقع متوّج بإنجازات مضيئة بقيت على حدود دوري الممتازة بمعالم ضبابية ومستقبل مجهول.
المستقبل المجهول لبيت حانون مع العيماوي بدأ يتضح تدريجياً بعدما بدأ بيت حانون بتحقيق نتائج متصاعدة جعلت الفريق في عبائة الفرق التي تقدم مستويات كبيرة لكن حكمة التفكير لم تضع العيماوي وبيت حانون في دوامة تغيير الأهداف وبقي الهم الأكبر هو تأمين بقاء الفريق في دوري الأضواء رغم وجوده في معظم الجولات في أماكن ومراكز متقدمة على جدول الترتيب.
الانسجام والتناسق والقوة البدنية والروح العالية والأداء العالي الذي أظهره العيماوي على فريق بيت حانون رغم عملية الاستقطاب الكبيرة التي استفاد منها في الانتقالات الصيفية أثرت بشكل واضح على نتائج الفريق وأظهرت الفكر التدريبي للمدرب الشاب الذي يعمل بإمكانيات عادية ويصارع عمالقة التدريب في غزة.
وانتزع العيماوي شخصية قوية لفريق بيت حانون خلال موسمه الأول في الممتازة وبات بإمكانه أن يبني على ما حققه خلال هذا الموسم للاستفادة منه في المواسم الماضية.
ورغم أن الفريق يمتلك عناصر قوية في كل الخطوط إلا أن الفكر التدريبي كان حاضراً خلال مشوار بيت حانون في الممتازة خاصة تحقيقه لنتائج قوية مع فرق لديها الخبرة الكبيرة في الممتازة.
ويدرك العيماوي أن ما حققه يعتبر إنجاز جيد في مسيرته التدريبية لكنه يعلم تماماً أنه في بداية رحلته التدريبية التي ستكون طويلة سيحاول خلالها تحقيق مزيد من الإنجازات واكتساب خبرات وأخطاء يتعلم منها خلال الموسم الأول في الممتازة.
وبات مطلوباً من العيماوي وفريقه بيت حانون أن يدركوا أهمية ما تم تحقيقه هذا الموسم والبناء عليه مستقبلاً وتقييم الأخطاء والإشكاليات التي ظهرت في مشوار الفريق حتى لا يتراجع الفريق في المواسم القادمة.