قبل أن تستقل القطار المعلق من خان يونس، لوحة إرشادية تخبرك بأنك "تبعد عن مدينة القدس 99 كيلو متر"، سينطلق "سائقه" في رحلته مرحبًا بك "أهلًا وسهلًا بكم على متن قطار العودة المتجه إلى مدينة القدس نتمنى لكم رحلة سعيدة.. حتمًا عائدون".
وأنت في عربتك ستمتع ناظريك بمشاهدة "حيفا، ويافا، واللد، والرملة، وغيرها من المدن" حتى تصل المدينة العتيقة وتحط رحالك عند أبواب المسجد الأقصى، ورائحة الكعك المقدسي الذي يفوح من عربات الباعة الجائلين تجعلك توقن بأنك في قلب البلدة القديمة.
وقطار العودة المعلق، الذي أطلقته "مدينة أصداء الترفيهية" في خان يونس جنوب قطاع غزة، فكرة تحاكي ربط المدن الفلسطينية بالقدس بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.
ووفق رئيس مجلس إدارة "أصداء" م. وائل الخليلي، فإن القطار المعلق فكرة منتشرة في دول العالم التي تعاني ازدحامًا، وتم التعديل على الفكرة وتصميم قطار بثلاث طبقات أرضي ومعلق وعلوي، والهدف منه ربط أطراف المدينة الترفيهية وأقسامها ومشاريعها وصولًا إلى مدينة القدس إحدى المدن في "أصداء".
وقبل ركوب القطار توجد لوحة إرشادية بأن المسافر يبعد عن مدينة القدس 99 كيلو متر رمزية تدل على المسافة التي تبعده عن القدس، وفكرته –والكلام للخليلي- ذات طابع معنوي وقيمي لذلك أطلق عليه اسم قطار العودة، وشعار "حتمًا سنعود" يشير إلى القيمة المعنوية للمشروع وتجسيد للذاكرة والتاريخ الفلسطيني.
وعند الوصول إلى نقطة النهاية وهي مدينة القدس، سيتعرف الزائر على مسمياتها وأسماء أسوارها، من خلال اللوحات الإرشادية والتعريفية الموجودة.
وقبل خروج فكرة القطار المعلق للجمهور واجه تحديات عدة، يذكرها الخليلي قائلا: إن تنفيذ المشروع تأخر نظرًا لقلة الإمكانات وتواضعها في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة للسنة 13 تواليًا، والذي حال دون توافر قطع الغيار والمواد الخام.
ويأتي افتتاح مشروع القطار في وقتٍ تعاني فيه القدس جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي شجعه على تصعيدها، اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمدينة المحتلة "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل).
وفي مارس/آذار 2018 انطلقت مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية في قطاع غزة لتأكيد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية إبان نكبة سنة 1948، وللمطالبة بكسر الحصار المفروض على القطاع.