فلسطين أون لاين

خطيب المسجد المبارك منذ 35 عامًا محظور من دخول القدس

إسماعيل نواهضة.. علاقة وثيقة بالأقصى كارتباط الروح بالجسد!

...
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

"لقد أصبح المسجد الأقصى جزءاً من حياتي".. بهذه الكلمات بدأ خطيب المسجد المبارك الشيخ إسماعيل نواهضة حديثه عن أهمية المسجد ومدى ارتباطه به منذ عقود طويلة، حتى أصبح الأمر بالنسبة له كارتباط الروح بالجسد.

وقد زاد ارتباط الشيخ نواهضة واشتياقه للأقصى بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنعه، ليس فحسب من الوصول إليه، بل من دخول مدينة القدس المحتلة برمتها.

ويبدي نواهضة وهو من سكان الضفة الغربية المحتلة أثناء حديثه لصحيفة "فلسطين"، في اتصال هاتفي، استغراباً شديداً من قرار سلطات الاحتلال القاضي بمنعه من دخول المدينة أو الوصول للأقصى للخطابة في الناس، وقد اعتاد على ذلك منذ 35 عاماً، إذ إنه يخطب في المسجد المبارك منذ عام 1984.

وعن محاولات استهدافه، يقول: إن قوات الاحتلال اعتقلته قبل 3 أشهر عند حاجز قلنديا شمال القدس، ونقلته إلى مركز تحقيق "المسكوبية"، وخضع هناك للتحقيق لساعات قبل إبلاغه بقرار منعه من الوصول للمسجد الأقصى لمدة 11 يوماً، لكن كان بإمكانه دخول مدينة القدس.

ويضيف "انتهى الأمر لاحقاً، وأُبعدت عن الأقصى 11 يوماً، وبعدها رجعت ومارست الخطابة".

لكن منذ ثلاثة أسابيع، أخبرته سلطات الاحتلال مجدداً بعدم السماح له بدخول القدس بزعم "الحظر الأمني".

وإثر ذلك، أعلنت دائرة الأوقاف في القدس وإدارة المسجد الأقصى عن ذلك، وتواصلت مع محاميها الذي ما زال يتابع الموضوع حتى الآن.

ويضيف الخطيب البالغ من العمر 74 عاماً، أنه بعد أسبوع أخبرته إدارة المسجد الأقصى بعدم وجود أي تهمة ضده، وبإمكانه الذهاب للمسجد الأقصى "ففوجئت عند حاجز قلنديا مجدداً أنني محظور أمنياً بقرار من الاحتلال، فعدت، وما زلت بانتظار أي نتائج إيجابية قد يصل إليها المحامي".

وتتحكم قوات الاحتلال بالقادمين إلى القدس من الضفة الغربية، من خلال حاجز قلنديا الذي أعدمت عنده العديد من الشبان في السنوات القليلة الماضية.

ويحمل الخطيب نواهضة هوية الضفة الغربية، وهي تختلف عن هوية القدس التي يحملها غالبية خطباء المسجد الأقصى، وبذلك يفرض الاحتلال واقعاً صعباً منذ احتلاله مدينة القدس سنة 1967.

وتابع أن الاحتلال "يستغل أنني أحمل هوية من الضفة الغربية، لمحاربتي ومنعي من دخول القدس، وكأنهم يقولون إن لا شيء لي هنا".

ويقول أيضًا إنه على مدار سنوات الخطابة في الأقصى، تعرض للعديد من حالات المنع، والحرمان من الوصول للأقصى "لكن ارتباطي بالأقصى عقائدي وإيماني، وإن ابتعد جسدي عن الأقصى فروحي متعلقة فيه والقدس".

وخلال خطبه يؤكد نواهضة دائماً أهمية القدس والمسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، وكذلك على دور أهل المدينة في الرباط فيها.

وتابع أن "الاحتلال لا يريد منا كخطباء أن نتحدث عن أي شيء يمسها، ولا يريد منا أن نؤدي رسالتنا في الخطابة"، مردفا أنه ينتظر بشغف سماح الاحتلال له بدخول القدس للعودة إلى منبر الأقصى وممارسة الخطابة.

ويؤكد نواهضة أن الاحتلال يريد إيصال رسالة للخطباء بأن المسجد الأقصى حق مزعوم له، وقد سألوه ضباط "الشاباك" الإسرائيلي خلال التحقيق: "لمن الأقصى؟"، فرد: "الأقصى للمسلمين وبقرار رباني، ولا يوجد أي إنسان يستطيع أن يغير هذه الحقيقة".

كما يسعى الاحتلال، وفق نواهضة، إلى تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوبي الضفة الغربية.

في السياق، استنكر مدير المسجد الأقصى د. عمر الكسواني، قرار الاحتلال منع الخطيب نواهضة من دخول القدس والوصول للأقصى، مبيناً أن دائرة الأوقاف الإسلامية ما زالت تتابع القضية قانونياً مع المحامي الموكل والذي لم يستطع إلغاء الحظر الإسرائيلي بعد.

وشدد الكسواني في حديث لـ"فلسطين" على أن الوصول للقدس والأقصى وأماكن العبادة حق لكل فلسطيني، سواء كان إماماً أو خطيباً أو مصلياً.

"لكننا ندرك استهداف الاحتلال الواضح للخطباء والأئمة، من خلال منعهم من دخول القدس، والحول دون الخطابة في المسجد" والقول للكسواني.