يحاول الاحتلال الإسرائيلي وضع العراقيل أمام إجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، وفرض سيطرته على المدينة المقدسة لاسيما بعد الاعتراف الأمريكي بها "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل)، وهو ما دفع فصائل فلسطينية للدعوة إلى معركة سياسية وشعبية لفرض إجراء الانتخابات فيها رغم أنفه.
وأكدت الفصائل في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، ضرورة تحويل معركة إجراء الانتخابات في القدس إلى حالة اشتباك سياسي وشعبي مع الاحتلال لإجرائها.
وكان رئيس السلطة محمود عباس قد طلب من حكومة الاحتلال الموافقة على إجراء الانتخابات في القدس، وقد قوبل الطلب بالتجاهل إسرائيلياً، وبالغضب فلسطينياً، كون الأمر شأنا فلسطينيا داخليا ليس للاحتلال أي تدخل به.
من جهته، قال القيادي في حركة فتح، عبد الله أبو سمهدانة: إنه لا انتخابات دون القدس و"سنجري الانتخابات في قلب المدينة المقدسة".
وأضاف أبو سمهدانة أن الاحتلال يحاول منع إجراء الانتخابات بمدينة القدس لنزعها من الفلسطينيين، وهو بذلك يسير بضوء أخضر أمريكي أعلن اعترافه بالمدينة المحتلة عاصمةً مزعومةً لكيانه.
ولفت إلى أن "العالم أجمع وحتى الكونجرس الأمريكي يؤكد أن القدس جزء من الأراضي المحتلة عام 1967، ويجب أن تنسحب منها (إسرائيل)".
إنهاء الانقسام
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبد العليم دعنا: إن خيارات الجبهة في حال رفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس نضالية كفاحية، وفضح كل المؤامرات الرامية للنيل من صمود شعبنا، والسيطرة على المدينة المقدسة وضمها لكيانه.
وأضاف دعنا أن الاحتلال يعتبر نفسه دولة فوق القانون، والقدس تحت سيطرته، فهو لا يريد إجراء الانتخابات الفلسطينية فيها، مؤكدا أنه لا وجود تاريخي للاحتلال على أرض فلسطين "فنحن أصحاب الحق الأصليون".
وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام السياسي واستعادة الوحدة الوطنية، والتوحد في مواجهة كل المشاريع الرامية للنيل من صمود الشعب الفلسطيني، والعمل من أجل إجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية.
فيما دعا عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، محمود خلف، إلى تحويل معركة إجراء الانتخابات في القدس إلى حالة اشتباك سياسي وشعبي مع الاحتلال.
وشدد خلف على ضرورة فرض إجراء الانتخابات في القدس رغما عن أنف الاحتلال، معتبرا رفض الأخير إجراءها بالمدينة المحتلة محاولةً منه لترجمة قرارات الإدارة الأمريكية التي أعلنت اعترافها بالقدس عاصمة مزعومة لكيانه.
وطالب بحراك دبلوماسي ضاغط ومنظم، وعدم التسليم بالأمر الواقع، وفضح سياسة الاحتلال وتعرية مخالفته لكل الأعراف والمواثيق الدولية، مع موازاة ذلك بحراك على الأرض من أجل إجراء الانتخابات في القدس.
معركة مفتوحة
من جهته، أكد المتحدث باسم حركة الأحرار ياسر خلف، أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وجزء لا يتجزأ من الوطن، مشددا على أنه "لن تكون انتخابات إلا والقدس جزء منها".
ودعا خلف رئيس السلطة لإصدار المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات، ولأن تشكل الانتخابات في القدس معركة مفتوحة على كل الأصعدة لاسيما الإعلامية والسياسية، وفضح الاحتلال وتشكيل رأي عالمي ضاغط عليه.
وطالب بضرورة الصمود والالتفاف حول مطلب إجراء الانتخابات في القدس، مضيفا أنه إذا أصر الاحتلال على منع إجرائها بالمدينة المحتلة يجب التوجه للأمم المتحدة أو لسفارات صديقة من أجل الضغط عليه.
وأردف "ستبقى معركتنا مع الاحتلال مستمرة حتى انتزاع حقوقنا ولن نسلم لرغباته أو إرادته".
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، قد دعت مؤخرا، حركة فتح والسلطة في رام الله إلى فرض العملية الانتخابية في القدس، وتحويلها إلى حالة اشتباك شعبي وسياسي مع الاحتلال.
وقال القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل، خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا: "لا نقبل بأخذ الإذن من الاحتلال لإجراء الانتخابات، بل نفرض العملية الانتخابية فرضا، ونحول القدس إلى ساحة اشتباك شعبي وسياسي"، مجددا تأكيد حركته على رفضها إجراء انتخابات دون القدس.