احتفل العالم الثلاثاء بحلول العام الجديد وقد أعطت سيدني إشارة الانطلاق بعرض هائل للألعاب النارية لتصبح أول مدينة تدخل العقد الجديد، رغم سحابة دخان سام يخيّم عليها جراء حرائق تلتهم مساحات كبرى في أستراليا.
وفي كوريا الشمالية تجمّع حشد كبير من الناس لحضور حفل موسيقي في وسط بيونغ يانغ، وقد احتفلوا عند منتصف الليل بحلول 2020 بألعاب نارية أضاءت السماء فوق منصّة أقيم عليها عرض راقص.
أما في كوريا الجنوبية فقرعت الأجراس احتفالا بالعام الجديد، وهو تقليد متّبع في البلاد، وقد تجمّع الآلاف في وسط سيول لحضور حفل موسيقي.
في هونغ كونغ، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين مطالبين بتعزيز الديموقراطية قرروا دمج مطالبهم باحتفالات العام الجديد عند الواجهة البحرية هاتفين "عشرة! تسعة! حرروا هونغ كونغ، ثورة الآن".
واحتفلت عواصم العالم تباعا بالعام الجديد كل منها بحسب منطقة توقيتها.
في باريس، تجمّع عشرات الالاف للاحتفال بالعام الجديد وشاهدوا عرضا ضوئيا عند قوس النصر مصحوبا بتأثيرات صوتية.
في لندن، دقّت ساعة بيغ بن عند منتصف الليل بعد أن كانت صامتة مدة طويلة بسبب أعمال الصيانة. وأطلِقت ألعاب نارية على ضفتي نهر التايمز.
في موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه التقليدي لمناسبة رأس السنة، بعد عشرين عاماً من وصوله إلى الحكم، الروس إلى "الوحدة" لمواصلة تنمية البلاد.
وتحتفل المدن الروسية بعيد رأس السنة مع تفاوت التوقيت بينها بفعل مساحة البلاد الشاسعة. ويحضر سكان موسكو عرض الألعاب النارية أمام الكرملين.
أما في دبي، فتجمع الآلاف في محيط برج خليفة، أطول مبنى في العالم. ووعد منظمو الاحتفال بعرض ساحر شمل رسوما ضوئية على واجهة البرج مصحوبة بتأثيرات صوتية، بينما عملت نافورة دبي في أسفل البرج، على تقديم "أطول عرض مائي راقص". ووفقا لوسائل إعلام محلية، فإن كلفة الجلوس في مطعم يطلّ على البرج تبلغ بين 1200 درهم (321 دولارا) و2500 درهم (680 دولارا).
كما نظّمت احتفالات في مدن أخرى في الإمارات، بينها رأس الخيمة التي تسعى لدخول موسوعة غينيس مجددا، بعد عام من تسجيلها رقمين قياسيين عن "أطول سلسلة ألعاب نارية" و"أطول خط مستقيم للألعاب النارية".
إشارة الانطلاق
بحلول منتصف الليل في سيدني، انطلقت الاحتفالات وانتقلت تباعا إلى مدن كبرى آسيوية وأوروبية وإفريقية وأميركية.
ويعيش سكان أكبر مدينة في أستراليا في مناخ ملوّث بسبب دخان الحرائق.
خلال الأيام الأخيرة، طالبت عريضة جمعت أكثر من 280 ألف توقيع، بإلغاء هذا الحدث احتراماً لضحايا الحرائق المدمّرة.
وألغي عرض الألعاب النارية في كانبيرا عاصمة استراليا وضواحي سيدني الغربية بسبب ازدياد خطر الحرائق والظروف المناخية الصعبة.
وطلبت العريضة خصوصاً استخدام المبلغ الذي تنفقه البلدية لإقامة هذا العرض وقدره أكثر من 6,5 مليون دولار استرالي (4 مليون يورو) لمكافحة النيران المستعرة حول المدينة.
وأكدت سلطات المدينة التي رفضت الاستجابة لهذه المطالب، أن ذلك لن يساعد ضحايا الحرائق.
وسمح رجال الإطفاء بإقامة عرض ألعاب نارية فوق خليج سيدني الشهير، معتبرين أنه يُقام فوق المياه ولن يشكل خطرا.
وأضاء أكثر من مئة ألف سهم من المفرقعات خلال 12 دقيقة سماء سيدني أمام أنظار مئات آلاف الحاضرين في وسط المدينة منتصف ليل الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
ودُعيت الحشود إلى التحلي بأكبر قدر من اليقظة بسبب رياح عنيفة هبّت في المرفأ، ما تسبب بإلغاء عرض للسفن كان مرتقباً قبل بضع ساعات من عرض المفرقعات الكبير.
التغيّر المناخي
مع طي المحتفلين صفحة 2019، تتجه الانظار الى العام الجديد لمعرفة ما اذا سيكون مضطرباً على غرار العام المنصرم الذي شهد عودة التظاهرات إلى دول عدة للمطالبة بأنظمة سياسية جديدة وباجراءات ضد التغيّر المناخي.
في هونغ كونغ، تحوّلت التظاهرات التي بدأت على خلفية مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين للصين وأُلغي لاحقاً، إلى انتفاضة ضد سيطرة بكين.
كذلك شهد العام 2019 تظاهرات مناهضة للحكومات في أميركا اللاتينية أيضاً وشمال إفريقيا والشرق الأوسط ما أدى إلى تنحي قادة في لبنان والجزائر والسودان وبوليفيا.
وخلال هذا العام، أدت المسائل المرتبطة بالتغيّر المناخي إلى تجمّعات في جميع أنحاء العالم، تلبية خصوصاً لدعوة الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ. وكسرت درجات الحرارة على مدى أشهر السنة الأرقام القياسية.
في الولايات المتحدة، يرتقب أن يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصدّر العناوين الكبيرة خصوصاً في ما يخصّ آلية عزله بتهمة استغلال السلطة. وترامب متّهم بمحاولة الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن خصمه الرئيسي في انتخابات 2020 جو بايدن.