رجت أميركا أنه لن تندلع حربا مع إيران، وذلك رغم تبادل البلدين الاتهامات والتهديدات عقب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت الحشد الشعبي وما تلاها من أحداث، وأبرزها اقتحام السفارة الأميركية في بغداد، وسط تأكيدات بإرسال تعزيزات عسكرية أميركية فورية إلى مقر السفارة.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها سترسل حوالي 750 جنديا من الفرقة 82 المحمولة جوا إلى الشرق الأوسط إضافة إلى إرسال قوات مشاة البحرية لحماية أفراد السفارة وإن قوات إضافية ستكون جاهزة لإرسالها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إنه لا يتوقع الحرب مع طهران، بعد أن اقتحم متظاهرون مؤيدون لإيران السفارة الأميركية في العراق.
وقال ترامب في مقر عطلته في فلوريدا عندما سأله أحد المراسلين عن احتمال الحرب مع الجمهورية الإسلامية "أنا لا أرى ذلك يحدث". وأضاف ترامب قبيل مشاركته باحتفالات العام الجديد "أنا أحب السلام".
وكان ترامب قد اتهم إيران بالوقوف وراء الهجوم على السفارة الأميركية، قائلا عبر تويتر، "إيران دبرت هجوما ضد السفارة الأميركية في العراق، وسيحملون مسؤولية ذلك بشكل كامل"، داعيا العراق إلى "استخدام قواته لحماية السفارة".
وقال ترامب إن طهران ستدفع "ثمنا باهظا" بعد اقتحام آلاف العراقيين المؤيدين لإيران السفارة الأميركية في بغداد.
وأضاف إن "إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي خسائر بالأرواح أو أضرار لحقت بمرافقنا"، شاكرا للقادة العراقيين "استجابتهم السريعة" لحماية السفارة.
وتابع ترامب في رسالته التي بعثها من منتجع مارالاغو، حيث يقضي عطلة "سيدفعون ثمنا باهظا! هذا ليس تحذيرا، انه تهديد. عام سعيد!".
وأعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، بعد الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد أن البنتاغون سيرسل حوالي 750 جنديا إضافيا إلى الشرق الأوسط "ردا على الأحداث الأخيرة في العراق". ويتبع هؤلاء الجنود الـ750 وحدة استجابة سريعة من الفرقة 82 المحمولة جوا.
وصرح مصدر أمني عراقي بأن جنودا من مشاة البحرية الأميركية وصلوا مجمع سفارة بلادهم في بغداد مساء الثلاثاء، وانتشروا فيه على خلفية الاحتجاجات العنيفة في محيط السفارة.
وأوضح المصدر -وهو ضابط برتبة ملازم في وزارة الدفاع العراقية رفض كشف اسمه- لوكالة الأناضول، أن الجنود وصلوا على متن طائرة مروحية.
وأضاف أن الجنود وصلوا مع أسلحتهم وعتادهم العسكري تحسبًا لتطور الأحداث في محيط السفارة، بهدف تأمينها من الأشخاص الذين لا يزالون موجودين في مجمع السفارة، دون أن يحدد عددهم على وجه الدقة أو الوجهة التي جاؤوا منها.
وكان آلاف المدنيين ومنتسبون للحشد الشعبي احتشدوا أمام السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد، تنديدا بالغارات الأميركية على مواقع للحشد في محافظة الأنبار الأحد الماضي، ثم اقتحم العشرات منهم مبنى السفارة وأضرموا فيها النار وأحرقوا أبراج الحراسة، قبل أن ينسحبوا إلى محيط السفارة مع وصول تعزيزات أمنية مكثفة.
وأطلقت قوات الأمن العراقي قنابل الغاز المدمع لتفريق المحتجين، كما أطلق حراس الأمن من داخل السفارة قنابل الصوت على المحتشدين خارج بوابة المجمع.