في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من كل عام يحيي المكتب الإعلامي الحكومي بغزة "يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني". وفي هذا العام شهدت ساحة الإعلام الواسعة بغزة جملة من النشاطات التي مهدت لهذا اليوم الكبير، ومنها أنشطة كروية، وفنية، جسدت حالة المعاناة، والعطاء أيضًا، للصحفي الفلسطيني.
وفي هذا العام يختتم المكتب الإعلامي الحكومي أنشطته بحفل خطابي في الشاليهات، يحضره رجال الإعلام وقادة الرأي، حيث سيتم تكريم المصورين الذين جسدوا بصورهم الفنية الرائعة معاناة سكان غزة، ومسيرات العودة، وأشهروا بطولات الأفراد في مواجهة الاحتلال، في المسيرات، وفي أثناء القصف الصهيوني المتعمد، وقد وثقت سجلات المكتب الإعلامي الحكومي ما يزيد على 800 انتهاك صهيوني في هذا العام على مستوى الوطن في غزة والضفة معا.
وغني عن البيان أن نعود إلى التضحية الكبيرة التي قدمها الصحفي معاذ عمارنة، حيث فقد إحدى عينيه، في أثناء تغطيته للاحتجاجات الشعبية في الضفة، حيث أصابه قناص صهيوني برصاصة متعمدة أسقط عينه. وقد سجلت وسائل الإعلام العربية والدولية الحدث بشكل مباشر ونشرته بالصوت والصورة والمقابلات الحوارية، في لمسة وفاء منها لمن أعطى وضحى وتحمل مشاق العمل، وكلها طلبت من المؤسسات الدولية والأمم المتحدة إدانة (إسرائيل)، ووضع حدًّا لتغولاتها المتكررة ضد الصحفيين الفلسطينيين، وتعمد جيشها بإصابتهم بإصابات قاتلة، أو مورثة لعاهة دائمة؟!
الصحفي الفلسطيني في الأراضي المحتلة لا يحظى بأدنى حماية لنفسه، وكذا تعرقل دولة الاحتلال عمل الصحفي الذي يأتي لغزة أو للضفة، في تناقض صارخ مع مزاعمها المتكررة، حول الديمقراطية والحريات الإعلامية. (إسرائيل) من الدول الأكثر في العالم التي تخضع المواد الإعلامية والصحفية للرقابة، بحجج الأمن.
نعم تجود في البلاد العربية انتهاكات كبيرة ضد الصحفيين والإعلامين، ولكن نحن نتحدث عن دولة احتلال تزعم أن لديها حريات إعلامية وصحفية لا يوجد لها مثيل في منطقة الشرق الأوسط، وتضاهي ما يوجد في بريطانيا وفرنسا، وهذا لعمري كذب كبير إذا ما تناولناه من زاوية حقوق الصحفيين الفلسطينيين، أو الصحفيين من جنسيات أخرى وعاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
نريد من المؤسسات الإعلامية الدولية في العالم، ومن نقابات الإعلاميين والصحفيين والكتاب في العالم، أن تتعاون معًا في تشكيل أنشطة مشتركة وتكوين ضغوط قوية على دولة الاحتلال لتغيير سياسته باتجاه الصحفيين، وحمايتهم من قناصة الجيش. كل عام وصحفيو الوطن والعرب والعالم الحر بخير، وشكرًا للمكتب الإعلامي الحكومي على شهوده، والتحية العطر للعاملين الصحفيين الكبار في جريدة فلسطين، أدام الله صوتها الحرّ في خدمة الوطن والدين والمواطن.