فلسطين أون لاين

رشاوى انتخابية، أم سياسة ثابتة؟!

بعد أن فاز نتنياهو من جديد بزعامة الليكود، يحاول الآن الحصول على حصانة تمنع محاكمته قبل انتهاء فترة الانتخابات، وهو طلب تعارضه أغلبية صهيونية بحسب استطلاعات الرأي عندهم. هذه الأحداث والأخبار لا تهمنا كثيرًا نحن الفلسطينيين الذين نقع تحت احتلال ظالم وبغيض، ولكن ما يهمنا كثيرًا تلك الرشاوى المتطرفة التي يقدمها نتنياهو للناخبين وسدنة اليمين المتطرف، والتي تتحدث عن المبادئ التي تحكم سياسته في المرحلة القادمة، إذا ما فاز برئاسة الوزراء، وهي مبادئ يمينية وعنصرية متطرفة بمجملها، وتقوم على ضم الأغوار، ومعظم الضفة الغربية، ومنع الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة، والتحالف مع أميركا، وتمتين العلاقة مع الدول العربية، وتوجيه الدولة والعالم لمواجهة الخطر الإيراني؟! وتحديد خريطة (إسرائيل)؟!

إنك لو تأملت ما صرح به نتنياهو لوجدت نفسك أمام رجلّ دولة عنصري، يقيم سياسته على مبادئ القوة والقهر، ولا يعترف بالقانون الدولي، ولا بقرارات الشرعية الدولية، ولا يقيم وزنا لدول الاتحاد الأوربي، ويركز على التحالف مع ترامب في مواصلة سياسة الاستخفاف بكل ما هو عربي، والضغط على الدول العربية للتطبيع مع تل أبيب، والضغط على إيران اقتصاديا، وماليا، وعسكريا، ولا يعترف بأن جيشه يحتل الضفة الغربية والقدس، ويرفض كلمة الاحتلال رفضا مطلقا.

نتنياهو هذا بصفاته ومواقفه المعلنة، سفك دم اتفاقية أوسلو، وهدم معالمها، وأزهق روحها، وألقى بورقها، وما عليه من توقيعات، في نار الجحيم، وما زال خطابنا الفلسطيني الصادر عن الخارجية الفلسطينية، يقيم مواقفنا الوطنية على الشجب والاستنكار، ومناشدة العالم لحماية حقوقنا، من غول اليمين المتطرف، المناهض للقانون الدولي، ولا نجد فيما صدر موقفا عمليا، يعلن عن تجميد أوسلو، أو الاعلان عن انتهاء صلاحياتها، أو حتى وقف التنسيق الأمني.

نتنياهو في مبادئه التي ذكرها يتجاوز مرحلة الانتخابات، ويقرر سياسة هو يؤمن بها، وسيعمل على تنفيذها، وسيساعده في ذلك بينيت، وجماعة اليمين التي تحمي وجوده في رئاسة الوزراء، حتى لو فاز أزرق أبيض بـ(٣٤) مقعدًا، وفاز الليكود بـ(٣٢) مقعدا، كما تتوقع استطلاعات الرأي الاخيرة. ما قاله نتنياهو يمثل رأي اليمين كله، ورأي جزء كبير من أزرق أبيض. وخلافاتهم الداخلية لا تدور على مبادئ نتنياهو حول القدس والضفة وغزة.

هم يختلفون في أمور داخلية صهيونية وحزبية وتوراتية، ولا يختلفون على ابتلاع الضفة ومنع قيام دولة فلسطينية. يختلفون حول الموازنات، والتجنيد، ولا يختلفون حول التطبيع، ونقل المعركة للخليج. كما أنهم لا يختلفون حول التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية.

المصدر / فلسطين أون لاين