أكدت شخصيتان مقدسيتان أن تهديد الاحتلال بسحب هويات المقدسيين يأتي في إطار مخططاته لتفريغ المدينة المحتلة من سكانها، ولإحكام سيطرته عليها وتهويدها.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أفادت أول من أمس، بأن سلطات الاحتلال حذرت مواطنين اعتقلتهم من بلدة العيسوية في القدس بأنه في حال مشاركتهم أو أولادهم بإلقاء الحجارة والمشاركة في المواجهات في البلدة، بسحب هواياتهم المقدسية.
المحامي المقدسي خالد زبارقة أكد أن حق المقدسيين في المواطنة يستند لكونهم أصحاب الأرض وليس بسبب منحهم المواطنة حسب القانون الاسرائيلي.
وقال زبارقة لـ"فلسطين": "الاحتلال ليس صاحب شرعية في القدس ولا يستطيع أن يفرض سياسته أو إرادته على المقدسيين في سحب الهوية من عدمها".
وأضاف: "هو يتعامل مع الأسرى المقدسيين تعامل المحتل وتهديده بـ"سحب الهويات" يهدف لتحويل المقدسيين السكان الاصليين من سكان تحت الاحتلال يتماهون بشكل كامل مع أبناء شعبهم وروايته وحقه في ارضه ومقدساته الى إسرائيليين يتماهون مع الرواية الاسرائيلية. وهذا لن يحصل".
وأشار زبارقة إلى أن الاحتلال يريد طرد المقدسيين وترحيلهم من القدس ويستعمل الكثير من الإجراءات البعيدة كل البعد عن القانون في سبيل ذلك.
ولفت النظر إلى أن تهديد الاحتلال بـ"سحب مزيد من الهويات" يؤكد أن عنصرية (إسرائيل) وتحديها للقانون وانتهاكها لحقوق الفلسطينيين تزداد يوماً بعد يوم.
وقال زبارقة: "المشكلة أن قضاء الاحتلال يخدم سياساته، وكل الطرق القانونية فيه مسدودة أمام الفلسطينيين، فلا يعول عليها للتعامل بموضوعية وحياد معهم بل تخدم سياسات (إسرائيل) من ألفها ليائها ".
فيما اعتبر رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب تهديد الاحتلال لسحب هويات مقدسيين وتعريض إقامتهم في المدينة المحتلة للخطر بالإجراء غير الجديد.
وقال أبو عصب لصحيفة "فلسطين": "هذا الإجراء اتبعته سلطات الاحتلال مسبقاً لكنه بحاجة لإجراءات قانونية مطولة ليتمكنوا من تنفيذه، وقد لجؤوا إليه في ظل فشل كل الإجراءات الظالمة التي يتبعونها من بطش وتنكيل وهدم بيوت وتضييق على الناس في ثنيْ أهل العيسوية عن الصمود والثبات في أرضهم".
وأضاف: "لذلك لجؤوا لطرق ماكرة منها تهديد المقدسيين كي يحدثوا بقية السكان بما حصل معهم فينتشر الخوف في نفوسهم مما يؤدي إلى ترويضهم للقبول بسياسات المحتل".
وبين أبو عصب أن "سحب الهويات" يحتاج لإجراءات معقدة حيث إن النواب المقدسيين الذين سُحبت هوياتهم ما تزال الإجراءات القانونية بحقهم غير مكتملة.
ولفت إلى أن "العيسوية" تمتاز بوجود كم هائل من الشباب والشيوخ الذين يتمتعون بروح نضالية عالية لذلك يريد الاحتلال استهداف سكانها وإدخالهم في حالة من الاحباط والانكسار والقبول بالأمر الواقع ليقبلوا العيش تحت ظله وتشريعاته وتوجهاته للسيطرة على الناس.