فلسطين أون لاين

عريقات وصيف في مسابقة منشد الشارقة

...
الشارقة- غزة/ أسماء صرصور:

عام 2015 تأهل عبد المجيد عريقات ممثلاً عن فلسطين في مسابقة منشد الشارقة، لكن حاله كأي فلسطيني يقيم في قطاع غزة، قدرته على السفر والخروج عبر معبر رفح البري للمشاركة ليست أمرًا سهلاً أبدًا، فبقيَ كرسي فلسطين شاغرًا آنذاك!

عريقات أصيب بالإحباط واليأس، فأحجم عن المشاركة في الأعوام الثلاثة التالية، حتى خضع أخيرًا لتشجيع أصدقائه وشارك مجددًا في العام 2019، وحصل على مركز الوصيف في النسخة الـ12 من مسابقة منشد الشارقة.

ويقول عريقات لصحيفة "فلسطين": "في 2015 شاركت بمقطع صوتي، قُبلت مباشرة، وأرسلوا الفيزا وتذكرة الطيران، لكن بسبب أزمة المعابر لم أخرج، وأصبت بالإحباط"، مشيرًا إلى أنه في مشاركته الثانية وبعد قبوله مباشرة؛ طلب منهم ألا يعاملوا متسابقي قطاع غزة مثل أي متسابق آخر، وأهمية إرسال الفيزا وتذكرة الطيران مبكرًا، وهو ما كان.

هنا يقف عريقات في جدال طويل مع داخله، طوابير الواقفين على المعبر أمامه، والحالات الإنسانية العالقة، فهناك من يرى أن سفره ليس مهمًا بقدر غيره، لذا كان يخاف أن يأخذ مكان أحد يستحق السفر أكثر منه!!

ويوضح أنه خرج للمعبر لكنه عاد أدراجه، مضيفا: وصل الخبر لتلفزيون الشارقة أنني عدتُ، فاتصلوا وقالوا إن لم تخرج غدًا سوف نختار غيرك!، ولا نريد أن نعيد معك كرة 2015م حيث بقي مكان ممثل فلسطين في المسابقة فارغًا، وهنا كان هذا تحديًا كبيرًا كيف سيخرج غدا من المعبر، لكنه خرج ووصل وتسابق، ونال مركز الوصيف.

"لحظات الإعلان عن النتائج" يرويها عريقات بقوله: "كانت لحظات صعبة جدًا، فدنيا التصويت تقلب الحقائق، وتجعل العلقم حلوًا رائق -كما قالوا-"، متابعًا: "كانت لحظات عالية جدًا من التوتر، وتفاجأت بوجود بعض المشاهير معنا في هذه المسابقة، فهذا الموسم يعد أقوى المواسم في تلفزيون الشارقة، خاصة في حجم الانتشار والتفاعل معه، والحمد لله لم تسعني الفرحة عندما أعلنوا حصولي على مركز الوصيف".

ويلفت إلى أن تلفزيون الشارقة شهد أن أفضل حملة دعائية وإعلانية كانت للمنشد عبد المجيد عريقات، من ناحية العناصر والأفكار والتركيز والمجالات وغيرها، وكان هناك تكامل إعلامي لدعمه، معبرا عن شكره لأهل غزة، على كل دعم أو تصويت أو دعاء.

عريقات بدأ حياته الفنية في مرحلة الروضة وفي المسجد، ومن ثم بدأ الصعود على منصات الإذاعة المدرسية ثم الاحتفالات العامة، ثم الاستوديوهات والبرامج الكبيرة، وكان الراعي الأول والمحفز الأول في مسيرته الفنية، والداه، الذي حفز وشجع واهتم بهذه الموهبة.

وبسؤاله: "لِم لَمْ تدرس الفن، ودرست الإعلام؟"، يبين أن الفن موهبة، وبالنسبة له هناك تكاملية بين الإعلام ولغة الفن، فيجب دراسة الإعلام ولغة الخطابة والمحاورة والظهور أمام الناس والبروتوكول والإتيكيت، ومن جانب آخر تكتسب موهبة الفن عبر التنمية الذاتية، مثلًا دراسة الموسيقى يعده شيئًا ذاتيًا، وهو بصفته منشدًا فلا يحتاج إلى الموسيقى احتياجًا ديناميكيًا واضحًا، لكنه يفهمها بعموميتها، مع فهم للمقامات والطبقات، ودراسة بعض المدارس الموسيقية المختلفة لتزيد معارفه.

الآن عريقات يضع خطةً لإنتاج أعمال فنية كبيرة تستهدف العالم العربي والإسلامي، والموضوع الذي يقبل عليه الآن ليس سهلًا بل صعبًا، ومسابقة منشد الشارقة كانت هي البداية.