فلسطين أون لاين

تضرر 150 منزلًا في مخيم الرشيدية وتجمع "جل البحر"

تقرير غرق المخيمات الفلسطينية في لبنان.. أزمة قديمة جديدة تتجاهلها "أونروا"

...
لبنان- غزة/ جمال غيث:

أزمات عديدة تفاقم حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، ليأتي فصل الشتاء ليزيد معاناتهم، ويخلِّف أضرارًا كبيرة في ممتلكاتهم ومنازلهم.

فخلال الأيام الماضية، خلف المنخفض الجوي "لولو" الذي ضرب لبنان، انهيارات في المنازل، في حين غرقت أخرى جراء أمواج البحر، في حين تضررت الطرقات والأزقة وانقطع التيار الكهربائي عن بعض المخيمات، جراء تقطع خطوط التوتر العالي، الأمر الذي أدى إلى حالة نزوح للسكان عن منازلهم باتجاه منازل آمنة.

وكان من تلك المخيمات التي تأثرت بالمنخفض مخيمي شاتيلا والراشدية جنوبي لبنان، وتسببت المياه الغزيرة بغرق منطقة واسعة من المخيمين إلى جانب دخول مياه الصرف الصحي المخلوطة بمياه الأمطار إلى عدد من المنازل الأرضية وانهيار سقف أحد المنازل جراء تهالكه.

وأمام الأوضاع الصعبة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، رأى مختصان أن الحل الوحيد يكمن عبر جهود وكالة "أونروا" للعمل على إنهاء معاناة اللاجئين ووضع خطة طوارئ لتوفير احتياجاتهم في ظل الأزمات التي يعيشونها في الشتات.

حلول آنية

وقال الباحث في شؤون اللاجئين ياسر علي، إن غرق العديد من المخيمات الفلسطينية في لبنان مشكلة قديمة حديثة.

وأرجع علي لصحيفة "فلسطين" أسباب غرق بعض المخيمات الفلسطينية؛ لسوء البنية التحتية للمخيمات، وخاصة أن أنابيب الصرف الصحي غير مجهزة لاستقبال كميات كبيرة من مياه الأمطار والصرف الصحي، وانخفاض بعض المخيمات عن مستوى سطح البحر.

وأشار إلى أن أكثر المخيمات الفلسطينية غرقا بمياه الأمطار هي برج البراجنة ونهر البارد ومخيم الرشيدية الذي هرب سكانه من منازلهم بعد وصول مياه البحر لها، مؤكدًا أن بقية المخيمات لا تصلح للسكن، وبمجرد سقوط الأمطار سرعان ما تغرق الشوارع و بعض المناطق.

وشدد على ضرورة حماية سكان مخيم الرشيدية وبناء سد كاسر للموج يحميهم من أمواج البحر العاتية، مشيرا إلى أن نحو 150 عائلة تشردت من منازلها جراء مد أمواج البحر إليها.

ولا تتوقف معاناة اللاجئين عند هذا الحد، بل إن تساقط الثلوج على منطقة البقاع تزيد من معاناتهم، وفق علي، الذي أشار إلى عدم مقدرة اللاجئين على إزالة الثلوج التي تغطي منازلهم والطرقات، وشراء الوقود اللازم للتدفئة.

وذكر الباحث في شؤون اللاجئين أن بعض الجهات المعنية تقوم بحلول آنية للمشكلة دون علاجها بشكل جذري، ما يؤدي إلى تكرار حالات غرق المخيمات الفلسطينية كل عام.

ودعا إلى وضع خطة مدروسة، وتخصيص مشاريع وميزانيات لصالح إعمار مخيمات اللجوء في لبنان إلى حين إعادتهم إلى قراهم وأراضيهم المحتلة.

كاسح أمواج

واتفق مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين في لبنان، علي هويدي، مع سابقه بأن معاناة اللاجئين تزداد سوءًا مع بداية كل فصل شتاء.

وأشار هويدي لصحيفة "فلسطين" إلى غرق مخيم الرشيدية جنوب لبنان بمياه الأمطار، مع اشتداد المنخفض الجوي، الذي ضرب لبنان الأسبوع الماضي، متسببًا بغرق عشرات المنازل ونزوح عدد كبير من سكانها بحثًا عن ملجأ آمن.

وتسبب المنخفض، وفق هويدي، بارتفاع مستوى البحر القريب من مخيم "الرشيدية" وتجمع "جل البحر"، ما أدى إلى انهيار التحصينات الرملية التي يضعها اللاجئون مع كل شتاء، وتطاير ألواح "الصفيح"، وانهيار شبكة الطرق والأزقة المحاذية للبحر.

وأكد تضرر حوالي 150 منزلًا في مخيم "الرشيدية" وتجمع "جل البحر"، مشيرًا إلى أن المنازل معرضة للانهيار، بسبب وصول مياه البحر إليها.

وقال إن هناك تقاعسًا من بعض الجهات المعنية للقيام بدورها والاهتمام بالبني التحتية للمخيمات، وإنشاء سد كاسر للموج يحمي اللاجئين في مخيم "الرشيدية" و"جل البحر" من أمواج البحر العاتية إلى جانب إنهاء معاناة اللاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية بلبنان، بشكل جذري ينهي معاناة اللاجئين.

وعن المبادرات المقدمة، ذكر هويدي أن هذه المبادرات المقدمة لإنهاء مشكلة اللاجئين فردية وأهلية وفصائلية تغطي جزءًا من احتياجات اللاجئين، مطالبًا وكالة "أونروا" إلى إطلاق نداء استغاثة للدول المانحة وإظهار احتياجات اللاجئين في ظل الأزمات التي يتعرضون لها وخاصة بعد الأزمة الاقتصادية في لبنان.

وهناك حوالي 470 ألف لاجئ فلسطيني مسجل في لبنان وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

ويشكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته 10 في المائة من مجموع اللاجئين في لبنان، بحسب "أونروا"، وما نسبته 11 في المائة من مجموع السكان.