فلسطين أون لاين

تقرير اتهامات ونشر فضائح.. خلافات قيادات "فتح" تشتد وعباس غائب

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ محمد أبو شحمة:

شهدت الصفحات والمجموعات الخاصة بحركة "فتح" والعديد من منتسبيها عبر منصات التواصل الاجتماعي، تراشقًا إعلاميًّا وصل حد الاتهامات والإساءات بين قيادات مختلفة الولاءات، وذلك مع قرب الحديث عن وجود تنافس حول إمكانية فرز مرشحين للمنافسة على منصب رئاسة السلطة ومقاعد المجلس التشريعي.

كانت آخر ما طفا على سطح خلافات البيت الفتحاوي ما كشفه القيادي في الحركة، يونس رجوب، عن فحوى رسالة وصلت من أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب إلى مجموعة "واتساب" عن طريق "الخطأ"، يتهم فيها كلًّا من اللواء ماجد فرج رئيس جهاز مخابرات السلطة، وعضو اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ.

ويقول القائد الفتحاوي في الرسالة التي نشرها على حسابه في موقع "فيسبوك" ثم سرعان ما حذفها: "إن جبريل الرجوب (أبو رامي)، اتهم حسين الشيخ بالتحرش يوميًّا بالنساء وبالموظفات ويمارس الابتزاز الرخيص معهن"، وفق تعبير الرسالة.

ويضيف الرجوب: "الشيخ تمكن من الحصول على مرسوم من الرئيس عباس بتعيين سفيرة فلسطين في إيطاليا بعد أن تحرش بابنتها، وتعرف عليها، ثم قام بابتزازها مقابل تعيين والدتها في هذا المنصب!".

ويتابع القيادي رجوب أن "الشيخ العضو في هذه المجموعة على واتس أب، تمكن من قراءة الرسالة قبل حذفها، ولكنه وكما عهدناه جبانًا ولا يقوى على المواجهة، جاء رده هزيلًا وينم عن شخصية ضعيفة ومهزوزة، فكتب في رده على الرجوب في مجموعة (واتس أب) مكتفيًا بترديد: شكرًا شكرًا شكرًا".

وأكمل الرجوب أنه "حسب مقربين، فإن حسين الشيخ أبلغ الرئيس أبو مازن بما فعله جبريل، فكان رد عباس أن ما أقدم عليه الرجوب هو قلة أدب! ولم يُكلف عباس نفسه عناء السؤال إن كان ما كتبه جبريل صحيحًا أم مجرد إشاعات".

كذلك لم يسلم اللواء ماجد فرج من رسالة أمين سر اللجنة التنفيذية لحركة فتح، إذ وصفه بـ"الشخص الداعر والواطي والجاسوس الصغير، الذي اعتاد تقديم تقارير معلومات كاذبة للرئيس أبو مازن، ضد قيادات فتحاوية حتى يبقى مسيطرًا على الرئيس الغائب عن الوعي"، على حد تعبيره.

وقبل نشر تلك الرسالة هاجم الرجوب، اللواء فرج الذي يقود جهاز المخابرات العامة منذ عام 2006، من خلال التلميح أنه يسعى للوصول إلى كرسي الرئاسة.

وقال الرجوب في كلمة خلال اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الإعلامي الرياضي والتي تخللها إجراء الانتخابات في سبتمبر الماضي: "لا أحد يستطيع أن يستقوي على شعبه بالعامل الخارجي حتى لو كان العامل الخارجي (الرئيس المصري الراحل) جمال عبد الناصر.. أيش رأيكم؟"، وذلك في إشارة إلى فرج.

وأضاف: "لا أحد يعتقد أن شرعيته (…) أنتم شايفين في كثير بتننطوا قال بدهم يصيروا رؤساء للشعب الفلسطيني, بتننطوا من جهاز مخابرات لجهاز مخابرات.. يلعن أبوكم على أبو كل أجهزة المخابرات إللي هون وإلي في جهنم.. ما حدا بفرض علينا حدا”.

ويتوقع أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، أن تشهد حركة فتح مزيدًا من الخلافات والتسريبات بين قياداتها في الفترة القادمة، مع قرب الحديث عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

وقال قاسم لصحيفة "فلسطين": "الخلافات بين حركة فتح ليست جديدة، بل هي قديمة قدم الحركة، ومنذ أن كانت في بيروت كانت خلافات بسبب تعدد المرجعيات القيادية فيها، ولم يكن هناك سياسية أو استراتيجية من أجل تبقى الحركة متماسكة تمامًا".

وأضاف قاسم: "الخلافات الفتحاوية كانت موجودة لدى مراكز القوى ترى بالعين المجردة، وتمول من أجل أن تبقى قادرة على البقاء، وهذا يعني أن هناك من خطط لبقاء هذه المراكز والخلافات لتمزيق الحركة، وإضعافها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

ويوضح أن قيادة حركة فتح الحالية تعمل على تمزيق الحركة من خلال تطوير الخلافات الموجودة، وخاصة السياسة التي يتبعها رئيس السلطة محمود عباس من خلال الإجراءات التي يتخذها ضد أبنائها كطرد المئات منهم.

ويتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تسود الحركة المزيد من الخلافات في حالة تم إجراء انتخابات تشريعية قادمة، بحيث ستدخل بأكثر من قائمة واحدة، وهو مؤشر على قوة التنافس وعدم التوحد الداخلي.