فلسطين أون لاين

دفاعاً عن الحق وليس هجوماً على أحد

الرجوب يُزور التاريخ ويصف فلسطين قبل مجيئه بـ"كيس الرمل"

يعتقد البعض في اتحاد كرة القدم أن المهنية والأمانة الصحفية والنقد البناء هو هجوم على شخص رئيس الاتحاد أو أي عضو من الأعضاء، دون الأخذ بعين الاعتبار أن الأمانة الصحفية تقتضي قول كلمة الحق والدفاع عن أصحابه في مواجهة من يسلبه منهم من خلال تحريف وتزوير التاريخ.

وهذا الاعتقاد الخاطئ، مقصود منه لفت نظر الجيل الجديد في الشارع الرياضي عن الحقيقة وعن التاريخ الصحيح للرياضة الفلسطينية، من خلال تعزيز شكوك الشارع في المنتقدين ومصداقيتهم لا سيما في ظل عدم قيام أصحاب المظالم بالدفاع عن أنفسهم وعن حقهم المسلوب.

ومع الأسف الشديد أن هذا البعض ممن يُسخرون أنفسهم للدفاع عن الجاني وترك المجني عليه يكتوي بنيران الظلم المتعمد، ويتسارعون إلى التكذيب أو تبرير غير المبرر، ويتسابقون لشن الهجوم على أصحاب أصوات وأقلام النقد البناء.

يُصادف اليوم انعقاد الاجتماع المركزي لاتحاد كرة القدم في رام الله بحضور أعضاء الاتحاد من غزة، وذلك لمناقشة التقرير المرفوع لهم من لجنة تقييم المسيرة المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية المزدوجة واتخاذ قرارات جديدة تتعلق بمستقبل الجهاز الفن للمنتخب.

ولم تجرِ العادة أن يقوم رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب بأخذ مشورة أحد عندما يُقرر تعيين مدير فني للمنتخب أو إقالته وهو ما حدث مع جميع المدراء الفنيين، فالبعض منهم (نال شرف) أن تتم إقالته بقرار جماعي عكس قرار تعيينه.

هل فلسطين عاقر ؟؟

* ولأن الرياضة مثلها مثل كافة مناحي الحياة، فإنها عبارة عن دورة أجيال، يُسلم فيها جيل بعد جيل لكل عمل وتتم مراكمته من أجل تحقيق المصلحة الوطنية لا المصلحة الشخصية مثلما فعل اللواء الرجوب منذ قدومه رئيساً لاتحاد كرة القدم عام 2008، وتوليه رئاسة الكل الرياضي الفلسطيني من رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئاسة اللجنة الأولمبية ورئاسة جمعية الكشافة المرشدات، وكأن فلسطين عاقر ولم تُنجب كوادر وقيادات رياضية خدمت فلسطين على مدار عقود طويلة.

* منذ العام 2008 وحتى يومنا هذا حاول اللواء جبريل الرجوب وسيستمر في إنكار ما قام به سلفه من كوادر رياضية تسلمت زمام الأمور في أوضاع اقتصادية وسياسية غاية في التعقيد، محاولاً إثبات أنه صاحب البصمة والنشأة في كرة القدم الفلسطينية، من خلال تصريحاته المتكررة بأنه قبل مجيئه في العام 2008 كانت فلسطين "كيس رمل" لا مكانة ولا تأثير لها على الساحات المحلية والإقليمية والقارية والعالمية.

* إن اللواء جبريل الرجوب لا يُفوت فرصة للإشارة إلى أنه صاحب الفضل في كل ما حققته كرة القدم الفلسطينية، وأن ما قبله لم يكن هناك أي شيء أو أي إنجاز، فلا يخلو أي مؤتمر صحفي أو مقابلة تلفزيونية محلية أو عربية أو دولية إلا ويؤكد أنه "هيرو" الكرة الفلسطينية وأن ما قبله كأنه لم يكن، دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الوفاء لم سبقوه في تعبيد الطريق إلى وصوله إلى رئاسة الاتحاد الذي أصبح بوابته نحو العالم.

البطانة السيئة

* المشكلة لا تكمن في الرجوب نفسه، فمن حق رئيس الاتحاد أن يهرب بخياله قليلاً، ولكن الطامة الكُبرى تكمن في أمينه العام عبد المجيد حجة الذي لا يترك فرصة لتبرير كل ما يصدر عن مُشغله ومديره قبل الاتحاد وبعد الاتحاد.

فرغم أن تصريحات الرجوب على قناة "المملكة" كانت واضحة وصريحة إلا أنه ولمجرد أن خرج صوت منتقد لبعض ما جاء في المقابلة، حتى تطوع الأمين العام بشكل غير منطقي وغير مُبرر لتبرير الكلام الواضح والصريح الأكثر وضوحاً للواء الرجوب والتي جاءت صوتاً وصورة متناسياً أنه قد يُقنع البعض لو أنه دافع عنه فيما لو كانت المقابلة منشورة في صحيفة أو موقع إلكتروني، من خلال التشكيك في تحريف الحديث.

* فقد كرس عبد المجيد حجة نفسه لترجمة أقوال اللواء الرجوب المفهومة والمُترجمة أصلاً، ولكنهم لا يؤمنون بالنقد ويعتبرونه هجوماً عليهم بتطبيق المثل الشعبي "خذوهم بالصوت العالي حتى لا يغلبوكم".

دفاعاً عن الحق وليس هجوماً على الرجوب

* نحن لا نُهاجم أحداً بل نقف عند المسؤولية الملقاة على عاتقنا والأمانة التي نحملها من خلال إبراز الحقيقة وكشف الزيف والادعاء الباطل.

* إن كرة القدم الفلسطينية قبل عهد الرجوب كانت تسير بإرادة وعزيمة رجال في غزة والضفة والقدس عملوا على تأسيس رابطة الأندية في العام 1978 والتي كانت بمثابة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، ونظمت البطولات في (5) ألعاب جماعية تحت حراب الاحتلال، دون أن يكون لديهم أي نوع من أنواع الدعم المالي والسياسي.

وبعد عودة السلطة الوطنية استمر نفس الكادر في تقديم خدماته الوطنية من خلال تأسيس الاتحادات الرياضية وعلى رأسها اتحاد كرة القدم، دون أن يكون لهذه الاتحادات أي نوع من أنواع الدعم المالي فكان التبرع ذاتي، وكان الشهيد الراحل ياسر عرفات يدعم بقدر المستطاع في ظل تركيزه الكامل على توفير قوت شعبه وأطفاله ونسائه وشيوخه، مع قيامه بدعم الرياضة التي لم تكن أولوية في تلك الحقبة الصعبة.

استعادة عضوية فلسطين في الفيفا

* لولا مجهود مجلس إدارة الاتحاد السابق برئاسة اللواء أحمد العفيفي ونائبه جورج غطاس وبقية الأعضاء لما تم استعادة فلسطين لعضويتها في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عام 1998 بفرنسا بعد ان تم سلبها في العام 1948.

* لولا سواعد الأوفياء من رجال الاتحاد ما عادت عجلة كرة القدم في فلسطين للدوران بعد الانتفاضة وعلى ملاعب ترابية غير صالحة لاستخدام الخيول، ونظموا بطولات رسمية أفرزت أبطالاً مثلوا فلسطين في المحافل العربية والآسيوية.

 

1999 تحقيق أول إنجاز

* لولا روح وانتماء الرجال لما حققت فلسطين أول إنجاز في تاريخها من خلال فوز منتخب فلسطين بالمركز الثالث والميدالية البرونزية في الدورة العربية بالأردن عام 1999، في وقت حاول البعض منع هذه المشاركة مثلما فعل بمنع المنتخب الوطني من المشاركة في الدورة العربية الثامنة بلبنان عام 1997.

ولولا دفع الاتحاد لمصروفات ومتطلبات وحاجات المنتخب الوطني من جيوبهم الخاصة لما شارك المنتخب الوطني في الدورة العربية وأنا شاهد حي على تلك الحادثة.

1999 زيارة بلاتر وتشييد ستاد

فيصل الحسيني وجائزة أفضل اتحاد آسيوي متطور

* لو مجهودات الرجال لما حصل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على جائزة أفضل اتحاد آسيوي متطور عام 1999، وتسلم اللواء العفيفي هذه الجائزة في كولالمبور مقر الاتحاد الآسيوي.

* ولولا جهد وتخطيط الاتحاد السابق لما قام السويسري جوزيف بلاتر بزيارة فلسطين في العام 1999 وتم وضع حجر الأساس لأول مر للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على الأرض الفلسطينية.

* ولولا جهود ومتابعة الاتحاد السابق لما تم إنشاء ستاد الشهيد فيصل الحسيني بضاحية الرام في الضفة الغربية عام 2007، والذي أنكر على من أنشأه حقه في مجهوده، حتى أنه لم يدع أي عضو اتحاد سابق للمشاركة في مراسم افتتاح الملعب بحضور بلاتر وسمو الأمير علي ومحمد بن همام.

* ولولا الروح الوطنية العالية والوحدة الوطنية التي كنا نعيشها لما تم إنشاء ستاد الحسيني في الضفة الغربية وليس في غزة لأن القدس أغلى من كل مكان في فلسطين، وهي الروح الوطنية التي تحلى بها الاتحاد السابق.

* كل ما سبق تم تقديمه على طبق من ذهب للإدارة الحالية لاتحاد كرة القدم برئاسة اللواء الرجوب الذي يعتبر نفسه من أنشأ الاتحاد ومن حقق كل الإنجازات.

* إن سكوت كل من ساهم في بناء الحركة الرياضية بشكل عام واتحاد كرة القدم الذي تأسس في العام 1928، وتم تجديد تأسيسه في العام 1994، هو شريك للرجوب في تزوير التاريخ حتى لو كان سكوته خشية من بطش هذا الرجل الذي ما انفك عن قهر وتغييب كل من سقطت من جبينه قطرة عرق ونزف من قلبه قطر دم من أجل بناء الوطن.

الرجوب أنجز ولكنه تعمد تجاهُل غزة

* أخيراً، لا يُنكر عاقل ما قام به اللواء الرجوب من استكمال المسيرة التي بدأت قبل ميلاده، ولا نُنكر جهوده في تثبيت الملعب البيتي بعدما كنا نلعب في المنافي والشتات، ولا يُنكر عاقل مجهوده لتطوير الكادر الفني والإداري، مع أنه اعترف بعظمة لسانه أن نسبة الكادر المؤهل في الرياضة الفلسطينية الآن ونحن نودع العام 2019 ونستقبل العام 2020، هي صفر.

* ولا يُنكر أحداً الجهود التي بُذلت من أجل فوز المنتخب الوطني بكأس التحدي عام 2014 وتأهله لأول مرة إلى نهائيات كأس آسيا 2015 بأستراليا بقيادة المدرب جمال محمود الذي أنكر عليه الرجوب حقه المالي لولا اللجوء للفيفا من أجل الحصول على مستحقاته، بدلاً من مكافأته على تحقيقه الإنجاز الكبير.

* ولكن في المقابل، لا يمكن لعاقل أن يُنكر محاولة الرجوب المستمرة لإضعاف الرياضة في غزة من خلال تسريع عجلة البناء والتشييد والتدريب والتأهيل في الضفة الفلسطينية الحبيبة، متجاهلاً غزة التي هي جزء مهم وأصيل من فلسطين بسبب مناكفاته السياسية، في وقت يطلب فيه من الجميع إبعاد الرياضة عن المناكفات السياسية وهو أو من يُمارس تلك الجريمة التي لا زالت الرياضة الفلسطينية تُعاني منها.

حرمان غزة من كل حقوقها

* كما ولا يُمكن لعاقل أن يُنكر أو ينفي تعمد الرجوب حرمان لاعبي الدوري الفلسطيني في غزة من الانضمام للمنتخبات الوطنية، ومنع كل المدراء الفنيين للمنتخب الوطني منذ العام 2008 إلى العام 2020 من القدوم إلى غزة، والقيام بمتابعة هذا الدوري الفلسطيني في غزة على أمل اكتشاف عناصر تستحق أن ترتدي قميص المنتخب الوطني.

* هناك من سيرد على هذه النقطة بالذات من خلال التذكير بوجود لاعبين من الدوري الفلسطيني في غزة ضمن صفوف منتخب الشباب المشارك في تصفيات كأس آسيا للشباب تحت سن 19 سنة، وهذا أمر لا يمكن نفيه، ولكنها مرة وحيدة وربنا مرة ثانية خلال 12 عاماً من رئاسته لاتحاد كرة القدم والتي يتم فيها استدعاء لاعبين من الدوري الفلسطيني في غزة للعب في صفوف المنتخبات الوطني من أجل تكذيب كل من يطرح هذه المظلمة.

انتخابات 2020 هدف كبير

* ونحن مقبلون على انتخابات اتحاد كرة القدم للدورة من 2020 إلى 2024، يجب على الجميع ممن سُلبت حقوقهم وجهودهم سواء أعضاء سابقين في اتحاد كرة القدم والاتحادات الرياضية الأخرى ومن لاعبين حُرموا من أبسط حقوقهم، أن يقفوا في وجه الظلم من خلال التعبير عن رفضهم لسياسة التهميش، ومطالبتهم بعد إنكار حقهم في عملية البناء.

في الختام، لا يمكن نكران أو نسيان قيام اللواء الرجوب بتغيير النظام الأساسي للاتحاد من أجل مد عمر رئاسته له، وهو مُقبل على الترشح لولاية رابعة وسيمنع كل من يُحاول التأثير عن تحقيقه لهذا الهدف بكل الوسائل المشروع وغير المشروعة.