فلسطين أون لاين

خليفة يحمل على عاتقه إنقاذ التاريخ

زعيم البلد في خطر !

...
غزة- وائل الحلبي

وجد شباب رفح نفسه في موقف لا يُحسد عليه وموقف لا يليق باسمه وتاريخه العريق في ترتيب دوري الدرجة الممتازة مع مرور 13 جولة من عمر البطولة, حيث يقبع الفريق في المركز الحادي عشر وقبل الأخير في الترتيب ولا يملك سوى 11 نقطة في رصيده ما يزيد من خطورة موقفه خاصة وأن الفرق المجاورة له تسعى للهرب من مقصلة الهبوط وتأمين مواقعها في البطولة.

الزعيم الرفحي لم يقدم منذ بداية الموسم الأداء والنتائج المعهودة عنه التي تسببت في تواجده بالمركز قبل الأخير, بالرغم أن الترشيحات دومًا ما تضعه ضمن الفرق المنافسة على مختلف الألقاب, وشهدت المسابقة الحالة حدث غير اعتيادي لشباب رفح بتولي أربعة مدربين قيادة الفريق منذ انطلاقة الدوري الممتاز.

هزيمة الأزرق الرفحي في الجولة الثالثة عشرة على يد الهلال بهدفين مقابل هدف, جدد الأزمة التي يعيشها النادي خلال المرحلة الماضية والتي أدت لاستقالة المدرب محمود المزين من قيادة الفريق, وتعيين الكابتن رأفت خليفة خلفًا له ليكون رابع المدربين الذين يتولون تدريب الفريق خلال 6 أشهر فقط.

أزمة الباطن

الحالة التي يعيشها بطل الدوري الممتاز في نسختين سابقتين لا تقف حدودها عند المدربين الذي تعاقبوا على تدريبه خلال السنوات الماضية, أو لندرة اللاعبين البارزين في صفوفه, بل هناك العديد من الأزمات التي عاشها الزعيم الرفحي خلال السنوات الماضية أوصلت الفريق للمرحلة التي يعيشها حاليًا, بالإضافة للأزمة المالية التي تعصف بكل الأندية الفلسطينية سواء في الضفة الغربية وغزة.

السنوات الأخيرة غاب الاستقرار عن مجالس الإدارة حيث شهدت السنوات الأربع الأخيرة إجراء الانتخابات في أربعة مرات, مرتين كانت لانتخاب رئيس للنادي ومرتين لانتخاب مجلس إدارة جديد للنادي, ناهيك بابتعاد العديد من الكوادر وأبناء النادي السابقين عن قلعة الأزرق بسبب الخلافات الداخلية التي طفت على السطح بشكل واضح خلال فترات متفاوتة.

اتفق أبناء الزعيم الرفحي على انتخاب مجلس إدارة جديد في شهر مايو الماضي يضم عددًا من أبناء النادي لإنقاذ الفريق من الحالة التي واجهته في السنوات الماضية, وأبعدته عن المنافسة بقوة على الألقاب كما عهدته الجماهير, إلا أن الأمور لم تسِر بالشكل المطلوب خاصة مع رحيل مجموعة بارزة من اللاعبين عن الفريق دون التعويض بنفس نوعية وجودة اللاعبين.

أسباب ظاهرة

يدرك الجميع أن نهاية الموسم الماضي لشباب رفح لم تكن مثالية خاصة وأنه احتل المركز الخامس, بالرغم من تواجده في واجهة المنافسة خلال مرحلة الذهاب من البطولة, لتبدأ مع نهاية الموسم موجة من الرحيل بين أبرز لاعبي الفريق التي بدأت بمحمد القاضي ومحمد بارود ويسار الصباحين وميسرة البواب وباسل الصباحين ويوسف أبو زيد وسعيد السباخي, حيث كانوا القوام الأساسي للفريق في آخر موسمين.

الرحيل الجماعي لغالبية عناصر الفريق لم تستقبله الإدارة بتعزيز المراكز التي فقدها, بل تم الاتفاق على بناء فريق قادر على المنافسة خلال المواسم القادمة, لكن هذا الأمر لا يُرضي الجماهير التي اعتادت مشاهدة فريقها على منصات التتويج, واكتفى شباب رفح بضم عدد قليل من اللاعبين المغمورين لتعويض مجموعة من أبرز نجومه عن الفريق وهذا ما انعكس سلبًا على شخصية الزعيم في بطولة الدوري الممتاز.

غضب جماهيري.. والحل تغيير المدربين

مع مرور الجولات الأربع الأولى من بطولة الدوري الممتاز وجد الفريق نفسه في موقف سيئ بعد حصوله على ثلاث نقاط من أربع مباريات حيث خسر في مباراة واحدة وتعادل في ثلاث, لتنفجر جماهير الأزرق مُطالبة برحيل المدرب نادر النمس الذي سرعان ما استجاب بتقديم الاستقالة لكن إدارة النادي أبقت عليه ليحقق بعدها الفوز الأول للفريق على حساب الأهلي, لكن الخسارة أمام الصداقة كانت الخطوة الأخيرة له مع الفريق.

كلفت إدارة النادي الكابتن بسام الأخرس لتدريب الفريق قبل مواجهة شباب خانيونس إلا أن الحالة المعنوية والفنية للاعبين لم تُسعف اللجنة المكلفة بحل الأزمة, ليخسر أمام النشامى ويأتي الدور على محمود المزين الذي كان في نظر الجماهير الحل الأمثل لإنقاذ الفريق من الخطر الذي يقبع فيه.

المزين قاد الفريق في الجولات الأربع الأخيرة من مرحلة الذهاب التي حقق فيها مع الفريق فوزًا وحيدًا وتعادلين وخسارة, قبل أن يتلقى خسارتين متتاليتين في بداية مرحلة الإياب, ليستقيل المزين من تدريب الفريق بالرغم من أن عقده يمتد حتى نهاية الموسم القادم إلا أنه أصر على الرحيل في ظل ما يعانيه الفريق من أزمة كبيرة على الصعيد الفني وغياب البدلاء وعدم تعزيز صفوف الفريق خلال الانتقالات الشتوية.

عاد الكابتن رأفت خليفة من جديد للزعيم حاملًا على عاتقه تصحيح مسار الفريق في ظل الأزمة الكبيرة التي يعانيها, حيث سيكون أمام خليفة مهمة شاقة خاصة وأن الفريق بحاجة لتحقيق الفوز في خمس مباريات على أقل تقدير خلال الجولات الـ9 المتبقية من عمر المسابقة للهرب من الشبح الذي يواجه الفريق للمرة الأولى بهذه الصورة المرعبة.