فلسطين أون لاين

حوار نقيب المعلمين: معلمو غزة يؤدون أمانتهم باقتدار رغم المعوقات

...
غزة - أحمد المصري:

يحتفي الفلسطينيون في ديسمبر/ كانون الأول من كل عام بيوم المعلم الفلسطيني، والذي يعد مناسبة وطنية تقديرًا واعترافًا بالدور الطليعي والمحوري لمربي الأجيال، يعبر فيها أبناء الوطن عن إجلالهم للقامة العظيمة حاملين رسالة الأنبياء وشعلة الخلاص من مزالق الجهل والجوع والفقر والعبودية.

"مناسبةٌ"، ذات طعم ومذاق خاص لدى معلمي قطاع غزة، بما تقف من تحديات ومعوقات وصعوبات في طريق عملهم، كما يؤكد نقيب المعلمين خالد المزين، غير أنه ورغم ذلك يقف المعلمون على رأس عملهم بكل قوة واقتدار.

ويقول المزين لـ"فلسطين": "المعلمون بغزة يحملون أمانة الجيل وفكره، ويضيفون القيم والمعارف، ويتطلعون لرفعة الوطن وتقدمه وتحريره من براثن المحتل الإسرائيلي الغاصب".

6 أصنافٍ

ويوضح المزين أن المعلم في قطاع غزة، ما زال حافظًا لأمانة الجيل، ويعد الطلبة في الفصل الذي يدخله أبناءه في البيت، يقف إلى جانبهم ويعطف عليهم كما لو أنه لا يعيش تحت الضغط أو وقع الظروف الخانقة والقاهرة.

ويشير إلى أن 6 أصنافٍ من المعلمين في المؤسسة الواحدة، منهم من يتلقى راتبه من الحكومة بغزة، أو رام الله، ومنهم من يعمل رغم تقاعده المالي، أو مجتزأ الراتب، أو ملتزم بعقد مع مؤسسات دولية أو محلية، عوضًا عمن يعمل وهو مقطوع الراتب، وكل صنف منهم يعاني بطريقته.

ويضيف: "على رغم استمرار المعاناة، للعام الرابع على التوالي، بما يتعلق بنسبة الراتب، وحجم المعاناة التي لا توصف ولا يمكن التعبير عنها ببعض كلمات، غير أنه لا يمكن إلا رفع القبعات للمعلمين بما يبذلون ويعطون".

وينبه إلى أنه وفي ظل المعاناة، والألم، تولد في كل عام إشراقات، تفتخر فيها المسيرة التعليمية في قطاع غزة، كما كان الحال مع حصول 7 معلمين خلال العام الجاري 2019على جوائز في مسابقات عربية ودولية، عجز الحصول عليها معلمون ينتمون لدول عريقة مستقرة عربية أو أجنبية كانت.

وفي شأن ذي صلة، يؤكد أن المعلمين بغزة يقفزون قفزات نوعية في التعامل الإلكتروني بما يخص العملية التعليمية وحلقاتها، وتعزيز أواصر هذه العملية عبر تقنيات تكنولوجية إضافية ذات جدوى كما في حال إذاعة التربية والتعليم عبر موجات أف أم على الراديو.

ويشير إلى أن من أبرز أولويات نقابة المعلمين التي تعمل عليها بشكل آني، التخفيف من العبء الدراسي الملقى على المعلم عبر تقليص النصاب المتعلق بعدد الحصص من 25 إلى 20 فأقل.

راحة المعلم

ويؤكد أن تحقيق هذا الأمر من شأنه أن يفتح المجال لراحة المعلم، وتشجيعه للتدريب وتحضير الدروس، في حين من شأنه أن يفتح المجال أيضا لتوظيف أعداد من الخريجين الجامعيين الجدد في حقل التربية.

ويذكر نقيب المعلمين أن جزئية أخرى يتطلع المعلمون لتحقيقها، ذات صلة بعدد أيام الدوام الأسبوعي، وهو مطلب على رأس أولوية النقابة، لتتساوى فيه إجازة المعلم بباقي الوزارات الأخرى 5 أيام، مضيفا: "هذا الأمر وكذلك نصاب الحصص من الأمور الصعبة التي تواجه المعلم في القطاع، نأمل أن نصل لأشياء إيجابية في الفترات القادمة بشأنها".

ويشير إلى أن النقابة فعليا فتحت ملف أيام الدوام الأسبوعي مع الوزارة، بما يتيح المجال لتقليصه لخمسة أيام، غير أن معضلة دوام المدارس لفترتين صباحية ومسائية تقف كأبرز المعوقات التطبيق، لافتا في السياق إلى أن انبراء بعض المقترحات لحل هذه المشكلة والتي يؤمل أن تطبق على بداية العام الدراسي الجديد.

وبشأن تخفيض نصاب الحصص الأسبوعية للمعلمين ينبه المزين إلى أن هذا الأمر تقف في وجهه معضلة ليست ذي صلة بوزارة التربية والتعليم ليتم التفاوض معها حول ذلك، بقدر ما أنه مرتبط بسياسة الحكومة، وما ترسمه من احتياجات تعليمية وما يترتب عليها من عبء مالي.

ويشدد على أن الاجتهاد تجاه إزالة معوقات العمل السليم للمعلم، وتحسين أوضاعه المادية من شأنها أن تصل بنتائج مبهرة على طريق العملية التعليمية، مضيفا: "بعض الدول المتقدمة تضع اسم المعلم في قاموس المميزين وتمنحه أعلى راتب والامتيازات، وهو ما لا يُريده المعلم الفلسطيني بقدر ما يريد إعطاءه الحد الأدنى من حقوقه".

إيمان راسخ

ويضيف: "نقابة المعلمين تؤمن إيمانًا راسخًا أن الخطوة الأولى لإعداد أجيال ناجحة تتمثل في إعداد المعلم الناجح لأنه حجر الزاوية في النظام التعليمي كما أن نوعية التعليم تقترن اقترانًا وثيقًا بالمستوى المهني للمعلم".

وينبه المزين إلى أن نقابة المعلمين ارتأت وعلى عتبة كل احتفال سنوي بيوم المعلم الفلسطيني تكريم معلم مميز من كل مدرسة في قطاع غزة، على جهودهم التي بذلوها في إنجاح المسيرة التعليمية، يختاره فريق عمل مدرسته، بما يرد قليلا من جميل صنعهم وتفانيهم في مدارسهم.

ويبين أن 532 من المعلمين ومديري المدارس، والمشرفين، ورؤساء الأقسام، وقسم الخدمات جميعهم جرى تكريمهم في الحفل الأخير الذي أقيم الأربعاء الماضي في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، بحضور ومشاركة مميزة من قبل الشخصيات الوطنية والسياسية والاجتماعية والتعليمية.

ويؤكد أن يوم المعلم الفلسطيني يوم يتذكر فيها الجميع تضحيات وعطاء المعلمين في قطاع غزة الذين لم يتوانوا عن تأدية واجبهم الإنساني والوطني النبيل حتى في غمار أعتى التحديات والصعاب، والذي لا بد وفي مقابله مكافأتهم وتلبية متطلبات تحسين ظروف عملهم.