فلسطين أون لاين

فازت بالمنافسة العربية "متساوون رغم الاختلاف"

تقرير في "الدقيقة الواحدة".. نجاح مسلم تختزل أحلام مصابي التوحد

...
نجاح مسلم - يمين الصورة
رام الله- غزة/ نور الدين صالح:

ليس أمرًا سهلًا أن يتقبل الطفل "فادي" المصاب بمرض التوحد زملاءه ومشاركته لهم داخل فصله الدراسي، بعدما طلبت منه معلمته ذلك، فيُعرف عن بعض أصحاب هذا المرض العزلة والانطواء على ذاتهم، وعدم مشاركة الآخرين.

كان هذا المشهد المؤثر الذي انطلقت منه الإعلامية نجاح مسلم من رام الله، في إنتاج فيلمها الخاص "أحلامهم حقيقة"، الذي حصل على المرتبة الأولى في النسخة الثانية من مسابقة "فيلم الدقيقة الواحدة"، ضمن المنافسة العربية "متساوون رغم الاختلاف"، التي أطلقتها مؤسسة "سوا" هذا العام بمناسبة حملة الـ16 يومًا لمكافحة العنف ضد المرأة.

نجاح مسلم الحائزة تلك الجائزة العربية متزوجة ولديها من الأطفال ثلاثة، وتعمل مقدمة أخبار وبرامج.

"انتابني شعور الاستغراب: كيف تقبل الطفل فادي (بطل الفيلم) زميله، رغم رفضه طلب معلمته مشاركتها؟!" تروي "مسلم" لصحيفة "فلسطين" أول تفاصيل المشهد المؤثر الذي انطلقت منه في بداية فيلمها.

وتعد مسلم تقبل فادي زميله إنجازًا كبيرًا، لأن طفل التوحد ليس من السهل أن يتقبل أن يلمسه أو يقترب منه أحد إلا إذا شعر بقبولهم له، وهذا ما أشارت له والدة الطفل "أم فادي" في مقابلته الخاصة بالفيلم.

ويُعرف "التَّوَحُّد" أنه عبارة عن اضطراب عادة ما يُلاحظ على الطفل في سنّ مبكّرة، إذ يؤثر في تطوّره وجوانب نموّه المختلفة، فيكون تطوره غير طبيعيّ، ويظهر خلل في تفاعله الاجتماعي، ويتميز بتكرار أنماط سلوكية معيّنة، وبضعف تواصله اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.

وتوضح أن اختيار فكرة "حق أطفال التوحد في التعليم ودمجهم في المدارس" لأنها قضية مغيّبة إلى حد ما في الإعلام، رغم تزايد أعداد مصابي "التوحد"، وفق قولها.

وتؤكد أن التعليم حق للجميع، ومنهم أطفال التوحد، وهو ما يكفله قرار بقانون رقم ٨ لعام ٢٠١٧م بشأن التربية والتعليم العام، لكن دمجهم على أرض الواقع يشكل تحديًا بحد ذاته لأهالي أطفال التوحد، لما يتحملونه من أعباء توظيف معلم ظل لطفلهم، وقلة استيعاب المدارس لأطفال التوحد لقلة درايتهم بالتعامل معهم.

وتقول: "نظرًا إلى متابعتي الشخصية لحالات كثيرة من أطفال التوحد من سنوات عديدة؛ أؤمن بأهمية دوري أن أنقل ولو جزءًا بسيطًا من معاناتهم".

كان السؤال الأبرز لـ"مسلم" كيف استطاعت اختزال هذه القضية الكبيرة في دقيقة واحدة؟، فتجيب: "أن تكون مدة الفيلم دقيقة هو أحد الشروط الأساسية للمنافسة، وهو ما شكّل تحديًا كبيرًا ليس فقط من منطلق اختزال قضية إنسانية متشعبة بتفاصيلها فقط، بل أيضًا اختيار مشاهد معينة وغض البصر عن أخرى تحمل بدورها ردات فعل بطل الفيلم فادي واختزال كلام الأم التي تروي جزءًا من معاناة امتدت سنوات".

وتُشير إلى أنها سعت أن تكون الدقيقة مؤثرة وذات محتوى توعوي بحق أطفال التوحد في التعليم.

وأرادت "مسلم" أن توصل بذلك الفيلم رسالة مهمة للجميع أنْ "التعليم حق للجميع، ولكل منا دوره في نشر الوعي عن أطفال التوحد".

وفي نهاية المطاف، حصدت "مسلم" ثمرة جهودها الكبيرة في إنتاج فيلمها الخاص، فتملكها شعور الفرح بعد إعلان فوزها بالمسابقة، تعبر عن ذلك: "شعور جميل جدًّا، أن يفوز فيلمي بمحصلة المحكمين وتصويت الجمهور، وحب واهتمام كبيرين من العائلة والأصدقاء والإعلام المحلي".

تجدر الإشارة إلى أنه سبق لـ"مسلم" إخراج فيلمين: "القدس بالألوان" و"حسبة بلدنا"، شاركت بهما  في مهرجان شاشات الخامس، ومهرجان فينا، في يوم التضامن العالمي مع فلسطين.