قائمة الموقع

"المعبر".. فيلم عن معاناة المسافرين يفوز منتجه بجوائز عدة

2019-12-22T10:57:00+02:00
الشاب الفلسطيني عبد الجواد حميد

عندما أعلن فوز الشاب الفلسطيني عبد الجواد حميد، بجائزة عن فيلم أنتجه عن معبر رفح، جنوب قطاع غزة، لم يكن الأمر عاديًّا له، خاصة عندما أدرك أن معاناة أكثر من مليوني نسمة (تعداد سكان القطاه الساحلي المحاصر) ستصل.

ففي تشرين الآخر (نوفمبر) الماضي، أحرز فيلم "المعبر" للمخرج الفلسطيني الشاب، عبد الجواد حميد، المركز الثاني في مسابقة الفيلم القصير والحكاية والشعر، التي ينظمها الاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية في العاصمة التركية إسطنبول.

وحسبما يوضح حميد لصحيفة "فلسطين"، إن فيلمه تفوق على 37 فيلمًا تقدم بها       للمهرجان طلبة أجانب في مدن تركيا.

والشاب حميد (27 عامًا) طالب انتقل من قطاع غزة لدراسة الماجستير في تركيا "تخصص "راديو وتليفزيون وسينما"، كما يقول لـ"فلسطين".

والتحق بكلية الاتصال بجامعة سلجوق بقونيا، بعدما تقدم للمنحة التركية عام 2015م، ولم يقبل في المرة الأولى، ثم تقدم مرة أخرى عام 2016م بعد عام من تطوير المؤهلات، حتى قبل للمنحة وسافر إلى تركيا.

والتخصص الذي كان يسعى إلى دراسته فيما يتعلق بالسينما والمسرح ليس متاحًا في جامعات وكليات غزة، لذلك قرر الدراسة في تركيا بعدما أنهى دراسة بكالوريوس اللغة العربية والإعلام في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

وعن ذلك يقول: "كنت أسعى إلى العمل بالإذاعة والتلفاز في غزة، لكن طموحي دفعني إلى البحث عن تخصص أشمل يضم السينما أيضًا، حتى أكون ملمًّا بالقواعد الأساسية لهذا العلم".

ويضيف: "إن دراستي اللغة العربية والإعلام لم تكن غنية بمواد الإعلام المرئية، يا للأسف!، وهذا ما جعلني مصممًا على خوض تجربة جديدة وتحدٍّ، والإصرار على دراسة هذا التخصص في تركيا، فتعلمت السينما بالكامل في تركيا".

وساعد حميد في دراسته حصوله على العديد من الدورات في مجال الإعلام، وإجادة ثلاث لغات: عربية وإنجليزية وتركية.

وعن فيلم المعبر الذي أنتجه الشاب حميد يتحدث: "في عام 2018م خلال دراستي مادة التطبيقات الجمالية في السينما والتلفزيون -وهي إحدى مواد خطة دراسة الماجستير- طلب مني إعداد فيلم".

ويتابع: "قررت أن أخصص فكرتي عن معبر رفح، واستهدفت بها المجتمع التركي، خاصة أن كثيرين هناك يجهلون أين قطاع غزة".

وجاءته فكرة الفيلم، انطلاقًا من عدم قدرته على السفر إلى قطاع غزة والعودة منه، في السابق، قبل أن تقرر السلطات المصرية فتحه أمام المسافرين.

ولاحقًا، طرح حميد الفكرة على مشرفه من واقع معاناته ومعايشته للأمر طالبًا فلسطينيًّا مغتربًا، ولاقى قبوله وتعاطفه مع هذه القضية الحساسة.

ويضيف: "كل الطلبة الذين كانوا يدرسون معنا كانوا يعودون إلى بلادهم لرؤية ذويهم إلا طلبة غزة، الذين إذا قرروا العودة إليها قد لا يتمكنون من الالتحاق بالدراسة مرة أخرى، وبناءً على ذلك قررت أنا وطلبة آخرون من غزة البقاء في تركيا وإكمال الدراسة، ونتواصل مع أهلنا من طريق الإنترنت".

واستطاع في وقت قصير تجهيز السيناريو الخاص بالفيلم، وأعجب به المشرف، وقدم مقترحات للشاب حميد، حتى يطور فيلمه.

وفي وقت لاحق، طلبت الجامعة من حميد المشاركة في مسابقات الأفلام حتى يمثل فلسطين، وكذلك جامعته، لتعريف العالم كله معاناة أهالي قطاع غزة.

وبالفعل شارك حميد بفيلمه في المهرجان الـ18 الدولي للأفلام القصيرة بجامعة سلجوق في قونيا، وقدم فيلمه باللغتين الإنجليزية والتركية، وفاز بالجائزة الأولى، متفوقًا على منافسيه من عدة دول مشاركة؛ وهي: النمسا وباكستان ومصر والبرتغال وإستونيا وإيطاليا.

وبعد عام واحد من فوزه في المسابقة الأولى، فاز حميد بالمركز الثاني في مسابقة "الفيلم القصير والحكاية والشعر" للطلبة الأجانب في تركيا، التي نظمها الاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية "UDEF" في إسطنبول، بمشاركة 37 دولة، وكان ذلك في تشرين الآخر (نوفمبر) الماضي.

وفاز فيلمه في 5 ديسمبر/ كانون أول 2019، بجائزة وشهادة تنويه عن فئة أفلام الهواة في اختتام فعاليات مهرجان القدس السينمائي الدولي الذي أقيم في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة؛ بين 28 نوفمبر/ تشرني الثاني، و5 ديسمبر الجاري.

وقدم حميد شكره للمصور محمد العالول، الذي صور مشاهد مؤثرة جدًّا من القطاع، والتقط صورًا لمطار غزة الدولي الذي دمره الاحتلال، وكذلك المصور الحر محمد المبيض، الذي صور المعابر والحدود والحياة العامة في القطاع الساحلي.

واستعان بصور جوية التقطها مصورون من غزة، كانت منها صور للصحفي الشهيد ياسر مرتجى، الذي استشهد برصاص الاحتلال في أثناء تغطيته مسيرات العودة شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة، سنة 2018م.

يقول حميد: "أطمح إلى إيصال رسالة أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة، يواجهون ظروفًا قاسية".

ويتطلع إلى إنجاز أفلام أخرى حتى تكون بوابة للعمل في خدمة القضية الوطنية، وكذلك السينما الفلسطينية التي تملك كثيرًا من المبدعين.

اخبار ذات صلة